وليد شاه: النساء أشجع من الرجال
بعد نقله لـ 55 قصة تضيء على الصحة العقلية وانعكاسها على انعدام الثقة بالمظهر الجسدي، استنتج المصور والمؤلف لكتاب (Rock Your Ugly) – (أرنا عيوبك)، وليد شاه، “أن النساء أشجع وأجرأ من الرجال، كما تعرفن جيداً كيفية التعبير عن أنفسهن”.
وفي مهرجان طيران الإمارات للآداب 2022، ناقش وليد كتابه “أرنا عيوبك”، حيث ذكر كيف بدأت الفكرة وكيف تطورت من مشروع “يظهر انعدام الثقة بالمظهر الجسدي، إلى صورة خام وغير مصفاة لحياة أشخاص عاديين مستعدين لتحمل كل شيء واستعادة تلك الأجزاء من أنفسهم التي كافحوا من أجل احتضانها”.
كما ترافقت مع قصص الرجال والنساء صور “تركز على مخاوفهم وما يخبئونه عادة وراء الابتسامات و(فلاتر) الإنستغرام”، كما لخصها شاه في خلفية كتابه.
وتناول الكتاب قصص 7 رجال من ضمنها قصة وليد، و48 قصة من النساء. ويتضمن الكتاب قصصاُ لأشخاص رغبوا بعدم الإفصاح عن هويتهم وصورهم، إلا أنهم اكتفوا بنقل حكايتهم. كما علّق وليد عن وجود نساء أكثر بـ “الصدفة”.
وعن القصص التي تناولها الكتاب، قال وليد، “نقلت قصص حقيقية عن أشخاص عبر كتابي، تحدثنا عن السرطان، والتحرش الجنسي، واضطرابات الطعام، وأعتقد أن أي شخص سيقرأ الكتاب سينتسب لبعض القصص فيه”.

وأفادت الكاتبة في موقع (Lovin Dubai)، ومقدمة برنامج (Emirates Draw)، شيرين أحمد (27 سنة)، “يعد لقائي وحديثي مع وليد أحد العوامل التي أشعرتني ببداية صحوتي الروحية، وزادت وعيي تجاه ما أشعر به وما سبّبه لي طفلي الداخلي، وذلك ساعدني بمعرفة ما أشعر به الآن”.
وأضافت، “توقعت أن يركز حديثنا عما أخفيه عن انعدام ثقتي جسدياً، إلا أنه أخذ مساراً أعمق، واعتبرته كعلاج مجاني، وتغيرت حياتي من ذلك الحين، ولم أكن أتوقع في يوم أن يتفاعل الناس وينتموا إلى قصتي بهذا الشكل”.
وصرحت عما شاركته مع وليد، “كبرت مع عائلة مدمنة على المخدرات، وتحدثت كيف أثرت علاقتي بوالدي على حياتي اليوم، وعندما تحدثت لوليد، لم تكن فكرة الكتاب مطروحة بعد”.

وعن انطلاق فكرة الكتاب، ذكر شاه، “كان ذلك منذ 3 سنوات عندما مات صديقي المفضل، قررت الانشغال في العمل، وكان مشروع (أرنا عيوبك) على قائمتي، ولم تكن الخطة أن أضع هذه القصص في كتاب، ولم أتوقع أن تأخذ هذا العمق النفسي”.
وأوضح، “أردت أن أسمع منهم كي أستطيع التحدث إليهم عن قصتي أيضاً، كانت رحلة علاج متبادلة إلا أنها تجربة مؤلمة أيضاً”.
وذكرت مؤسّسة العلامة التجارية (Exhale)، نوال المصري، “قررت أن أكون ضمن (أرنا عيوبك) بعد أن مرت عليّ ليلة عصيبة، حيث أنني أعاني من فرط القلق، وعادة ما أتعامل مع مشكلي بمواجهتها”.
وبينت، “كنت أعرف وليد عن بُعد، وأول لقاء لنا كان عندما زارني في المنزل لأكون ضمن المشروع، وحينها بدأت رحلة شفاء جميلة”.
لم يعرف شاه الأشخاص عن قرب، وعلل ذلك، “اخترت دائرة معارفي البعيدة، كي نتحرر من إطلاق الأحكام، ونحافظ على الشفافية في رواية القصص”.
وعلقت المصري، “نستسهل الحديث إلى الغرباء كوننا لا نعرفهم حيث لم نلتق بهم من قبل، لذلك أتوقع أن الرسائل انتشرت بصدق، واستطاع الكثير الشعور بأنهم على صلة مع الكثير منها”.
أثارت صورة الغلاف وبعض الصور داخل الكتاب الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي، وفي سؤال شاه عن سبب اختياره للغلاف، أجاب، “لاحظت أنها الصورة الأكثر إثارة للجدل إلا أنها تعكس الحقيقة بنفس الوقت، ولاحظت أنها تجذب الناس عند عرضي للصورة قبل الكتاب، وكأنهم يريدون معرفة القصة أكثر، إلا أنهم يخافون أن يُشاهدوا وهم أمام الصورة، لذلك وضعتها أمامهم على الكتاب كمواجهة لهم”.
وصورة الغلاف عرضت قصة “لوز”، امرأة نجت من سرطان الثدي، ورغبت بمشاركة قصة صراعها مع المرض، وعلاجها وشعورها تجاه بتر جزء من ثديها، كما نقل عنها وليد في الكتاب.
وفي رده عن الانتقادات، قال وليد، “دائماً تصلني اتهامات أنها صور لا تناسب ثقافتنا، وعن أن الصور مكشوفة، إلا أنني أؤمن أن لكل منا رأيه ولا أهتم حيال هذه الانتقادات، حيث تعرضت بمشاريع سابقة لمثل هذه المواقف، حتى أنني توقعت ذلك”.
وبعيداً عن الكتاب، بدأ شاه بنشر التوعية عن أهمية الـ(NFTs) عبر منصاته على مواقع التواصل الاجتماعي، كما بدأ في استقبال رسوم الحجز لمشروعه “موجود” في العملة غير القابلة للاستبدال، الذي يصور فيه “مبدعين” صور غلاف مجلة فنية تساهم في عكس هويتهم.
وصرح وليد، “أعتقد أن الـ(NFTs) ستكون الرائجة خلال الخمس أو العشر سنوات القادمة، ولن أقبل استلام رسوم الحجز نقداً، حيث أريد رفع التوعية غير أنه استثمار متبادل”.
وأوضح، “إذا كان الشخص يود الدفع لي، لماذا لا يدفع بهذه الطريقة؟ فهي نفس القيمة، بل سيصل للشخص 50% من الأرباح التي ستعود من الصورة أيضاً، وقد يعود له المبلغ الذي دفعه”.
وفي سؤال شاه عن جنسيته وعمره، أجاب، “السؤال عن جنسيتي هو السؤال الوحيد الذي لا أجيبه، أنا أخوكم من هذا العالم، ولا أؤمن بوضع جنسية بجانب أي اسم، وبالرغم من أنني لا أؤمن أيضاً بالعمر، إلا أنني أكثر مرونة بالإجابة عنه، عمري 35 سنة”.
وشاه مصور مقيم في الإمارات منذ طفولته، ينقل القصص عبر الصور التي يصورها ولديه العديد من الحملات التوعوية الفنية المختلفة مثل، “أرنا عيوبك”، و”موجود”، و”دم”، و”غلاف المجلة”.

طيران الإمارات للآداب، 12 شباط (فبراير)، 2022. (حلا حرب)
تحرير: دنيا عبدالرحمن