هل التعليق الصوتي من مهن المستقبل؟

(تقرير متعدد الوسائط)

كما تُعبأ العطور في زجاجات لحفظها، تخلّد الأصوات في أذهان من ينصت لرسائلها. مهنة ترسم تأثيرها بالصوت، وتَنتشِر بكلماتها ومؤثراتها لتحلّ مكان الصورة، وعنوانها العريض، التعليق الصوتي، إلا أن مجالاتها عديدة وتتفرع منها بصمات أصوات مختلفة، فهل لها مكان بين مهن المستقبل؟

قالت الإعلامية والمعلقة الصوتية الإماراتية، صفية الشحي، “يمكن أن يكون للتعليق الصوتي باختصاصاته مكان بين مهن المستقبل إذا تم تنظيمها، وتنظيم الحقوق عليها، والعمل على عقود وتسعيرة واضحة وقانونية”.

الإعلامية صفية الشحي. (صورة أرشيفية)

وأوضحت، “يجب أن يتم إفراد جانب في المناهج الأكاديمية، أو في البرامج التدريبية، وفي الشهادات المهنية، لتكون مهنة نظامية، فهي بحاجة لاهتمام أكبر، وصناعة متكاملة”. وهذا خلال لقاء معها عبر “زووم”.

وللتعليق الصوتي عائلة من الاختصاصات ومنها، (البودكاست)/المدونات الصوتية – والدوبلاج/التمثيل الصوتي – والرد الآلي – والإعلانات الترويجية – والكتب الصوتية، وأي مجال يعتمد على السرد بالصوت بعيداً عن الكاميرا.

وعن عدد المستمعين للبودكاست حول العالم، ذكرت الإعلامية اللبنانية-الأميركية المختصة في تطوير المهارات الإعلامية والإلقاء، جيسي المرّ، “أتوقع أنها تخطت 400 مليون مستمع هذا العام ونسبة 40% من هؤلاء في الولايات المتحدة الأمريكية”.

وأضافت حول الإنفاق، أن الأرقام تختلف جداً من بلد إلى آخر، وتتفاوت حسب اختيار الإعلانات.

غير أن التعليق الصوتي يدخل في مجالات غير الإعلام، منها “المنازل الذكية، والتعليم عن بعد، والتدريب، والطيران، والفن، والمسرح، والتسويق الرقمي، والإرشادات”، وفقاً لما أوردته المرّ عبر “الإيميل”.

الإعلامية جيسي المرّ. (صورة أرشيفية)

وعما إذا كان التعليق الصوتي من المجالات التي يدعمها الابتكار، بيّن المستشار في تطوير الأعمال والابتكار، المهندس السعودي عبد الرحمن عبد العال، عبر “واتساب”، أنّ “الابتكار هو وقود كل المهن في القرن الواحد والعشرين، كما أنّ الصوت خطف الأضواء من كاريزما الكاميرا ورهبة المسرح فأصبح المعلّق أكثر جرأة خصوصاً في السرد القصصي”.

كما أكّد أنه مجال يستحق الاستثمار، معلّلاً أن “مجال التعليق الصوتي هو المجال الأهم في منظومة الإعلام، لسلاسة وصول المعلومة وأريحيتها”.

وأضاف، “التعليق الصوتي اكتسب أهمية كبيرة تفوّق فيها على الإعلام المرئي، وخير مثال مساحات الحوار في تويتر وغيرها من تطبيقات التواصل الاجتماعي”.

وأثبت الخبراء أن الصوت البشري سيتغلب على أي تطوّر تكنولوجي، وسيبقى وقوداً له، حيث يبقى الذكاء الاصطناعي عاجزاً أمام الذكاء العاطفي والاجتماعي، كما بينتها المرّ بالدراسات، “أن الذكاء العاطفي أهم من الذكاء التقليدي الذي نقيسه عند تحديد قدرات الطلاب أو الموظفين”.

وفي تقييم توجه وسائل الإعلام الرسمية بجانب صناع المحتوى إلى إنتاج “البودكاست”، اعتبرت الشحي أن “في الإمارات ما زالت خطواتنا بطيئة نوعاً ما، مقارنة بالدول الأخرى مثل مثلاً قنوات البودكاست في دول الخليج الأخرى كالكويت والسعودية، حيث لديهم حرفية وصناعة متكاملة”.

المهندس عبد الرحمن عبدالعال. (صورة أرشيفية)

أما عن أسباب التوجه إلى هذا النوع من المحتوى، بينت المرّ، أن مساحة الحرية الذي يمتلكها صانع المحتوى في بناء موضوعه من الناحية التقنية والمادية، والحرية الذي يتيحها هذا النوع من المحتوى للجمهور، بالاستماع أينما كان، وباستطاعته استثمار أي وقت، غير سلاسة اللغة المستخدمة وملامستها للجمهور بمواضيعها أيضاً.

وعمّا نحتاجه لتمكين الحضور العربي ضمن محتويات التعليق الصوتي، نوّهت الشحي أننا “نحتاج إلى خلق ضرورة لهذا المحتوى المسموع بداية من المحتوى، وتنفيذه، حتى نصل إلى تسويقه، بشكل احترافي، يضمن حقوق المعلّق الصوتي، كما أنه مجال مهمّ لأي ريادي وقائد يريد أن يؤثر ويلهم”.

وتعتبر الشّحي صوت من الأصوات العربية الإماراتية المحترفة، حيث سجّلت آخر أعمالها لـ”إكسبو دبي 2020″، كصوته الرسمي.

وفي استبيان شارك به 100 شخص، نعرض لكم نتائج استماع الأفراد للمنصات الصوتية من خلال “الإنفوغرافيك 1”.

وعمّا يحتاجه المعلق الصوتي تقنياً، ومستقبل المهنة من الجانب التسويقي، أعددنا لكم التقرير التلفزيوني الآتي مع الحائز على جائزة (Voice Arts Awards 2021)، وصوت “خرائط غوغل” المهندس السوري وائل حبال، ومن الجانب التسويقي، خبير التسويق والتكنولوجيا في مجال التسويق مستقبلاً، عبادة الرفاعي:
وعن فنون الصوت والدوبلاج، أعدننا لكم التقرير الإذاعي التالي:
Please follow and like us:

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Social media & sharing icons powered by UltimatelySocial
EMAIL
Facebook
INSTAGRAM