هل يمكن لرواية أن تحرض قارئها على القتل؟

شكك باحثون ومختصون في أن يكون هناك رابط مباشر بين إحدى روايات نجيب محفوظ وحادثة القتل التي جرت في العراق، الشهر الماضي، وزعم مرتكبها أنه نفذها متأثراً بروايات الكاتب المصري الراحل، مستدركين أن الروايات ليست بريئة تماماً من قدرتها على التأثير في عقول البشر.

وكانت وسائل إعلام عراقية، ذكرت أن شاباً عراقياً قتل والدته وأشقاءه بالرصاص في جنوب العراق، يوم 24 كانون الثاني الماضي، وأدلت الشرطة العراقية أن الجاني اعترف بارتكابه هذه الجريمة نتيجة تأثره برواية لنجيب محفوظ، وفقاَ لجريدة النهار اللبنانية. 

وأشارت وسائل الإعلام العراقية عن مدير المكتب الإعلامي لمحافظ واسط، رياض العكيلي، قوله إن علي حبيب البالغ من العمر 18 عاماً، قام بقتل والدته وأشقائه الثلاثة، تحت تأثير المخدرات.

وأفادت استشارية علم النفس السلوكي المعرفي الدكتورة أسماء إدلبي، لصحيفة كلية محمد بن راشد للإعلام: “تسبب المخدرات تغييراً في كيمياء المخ الحيوية، وبالتالي انحرافاً في تفسير المدمن لأبسط التصرفات يشعره بأن هنالك من يريد إيذائه”.

و أضافت: “الروايات ليست بريئة تماماً من قدرتها على التأثير في عقول البشر، فهي قد تجعلنا نتقبل جرعة أعلى من أعمال العنف وتجمّلها في إطار نثر مبهر، فدمج المخدرات بالقراءة سلاح يساهم في انزلاق العواطف وإثارة انفعالات غير متوقعة”.

ولم يتم التأكد من معرفة رواية بعينها لنجيب محفوظ يقوم بطلها بقتل أفراد أسرته، إذ أوضح الصحفي والناقد العراقي، مصطفى الدليمي، فشل محاولاته العديدة لمعرفة ما هي الرواية المشار إليها في بيان العكيلي. 

من جهته، بيّن المتخصص في الدراسات الثقافية، والأدب العربي، والنقد الأدبي ونظرياته، في جامعة قناة السويس، محمود الضبع عن “عدم وجود رواية تحاكي قصة الشاب  العراقي، لكن القتل ورد في روايات نجيب محفوظ بأشكالِ عديدة”. مرجحاً: “عدم دراية حبيب بمؤلف الرواية المشار إليها، وربما جاء ذكر الرواية من الأساس على سبيل الإثارة فقط لا غير”.

وفي المقابل، أشار أستاذ إدارة الاتصال والإعلام، في جامعة القاهرة، محمد اسماعيل “ ليس في روايات نجيب محفوظ ما يحرض على قتل أفراد العائلة، ولكن قد ترتبط رواية “اللص والكلاب” بحبيب “.

وتبرز رواية “اللص والكلاب” واقع بطلها يتيم الأب، المليئة حياته بالمآزق، حيث ينتهي أمره بقتله للشخص الخاطئ معتقدًا أنه صديقه الخائن الذي وشى به للشرطة وتزوج من زوجته بعد سجنه.وصدرت رواية اللص والكلاب عام 1961، وتتألف الرواية من 143 صفحة ونُشِرت من دار الشروق المصرية، كما تعدّ  هذه الرواية من أشهر روايات محفوظ بعد الثلاثية بالإضافة إلا أنّها مَثلت بدايةَ مرحلةٍ جديدةٍ في أدب نجيب محفوظ وهي المرحلة الفلسفية أو الذهنية. اللص والكلاب رواية مستوحاة من واقعة حقيقية بطلها “محمود أمين سليمان”، الذي شغل الرأي العام لعدة شهور في عام 1960.

Please follow and like us:

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Social media & sharing icons powered by UltimatelySocial
EMAIL
Facebook
INSTAGRAM