هند القادري: فائزة في برنامج لوريال اليونسكو بفضل بحثٍ أجرته عن كوفيد-19

هند القادري، إحدى الفائزات في حفل التكريم في برنامج لوريال "اليونسكو" في "إكسبو 2020"، 9 شباط (فبراير)، 2022.
كانت الباحثة الكويتية هند القادري من إحدى الفائزات في برنامج الباحثات الصاعدات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا التابع “للوريال يونسكو” في حفل التكريم، أمس الأربعاء، بفضل جودةِ وقوة البحث الذي أعدّته عن فيروس “كوفيد-19”.
والقادري هي باحثة في معهد دسمان للسكري في الكويت وأيضاً مُحاضِرة في معهد “هارفرد” لطب الأسنان في أمريكا.

وأرادت إثبات “أنّ المرأة العربية تستطيع أن تمتلك إنجازات عظيمة، وأن توّصل الرسالة للفتيات المهتمات بمجالات العلوم، وبأنّه ليس صعباً أبداً عليهن الخوض في هذا المجال، ومن الممكن إجراء أبحاث مهمة على مستوى العالم”.
وقالت في هذا الإطار، “كان شعور لا يوصف، باستثناء الدعم المادي الذي حصلت عليه لاستكمال دراستي، فإنّي ممتنةٌ جداً للتقدير الذي حصلت عليه، وعلى مقدرتي على مشاركةِ بحثي ليس فقط على مستوى الخليج، بل على مستوى العالم”.
وعملت القادري على دراسة المواد الحيوية في اللعاب لتحديد الاستجابة المناعية للأشخاص المصابين بفيروس “كوفيد-19”. وحصلت على دعم مادي لأبحاثها من مؤسسة “لوريال”.
وقالت إنّ البحث تضمن “دراسة المواد الحيوية ومحتوى البكتيريا في اللعاب لمقارنة قوة المناعة بين الأشخاص الذين يصابون بأعراض شديدة والأشخاص الذين يصابون بأعراضٍ خفيفة ويتعافون بسرعة”.
وعما استخلصته من الدراسة، “يوجد لدى الأشخاص الذين يصابون بأعراضٍ شديدة، خلل في المواد الحيوية، تحديداً في الخلايا المناعية، مما يمنعها من مهاجمة الفيروس، ويسبب بتكاثره”.
وأوضحت القادري، “من الممكن أن ينتقل الفيروس إلى الرئة بسبب الأعراض الشديدة التي نراها في بعض الأشخاص الذين يذهبون إلى المستشفى والعناية المركّزة”.
وأضافت، “في حين أنّ الأشخاص الذين يعانون من أعراض خفيفة، لديهم أعراض مناعية معينة في اللعاب الذي يساعدهم على مقاومة الفيروس ومن الممكن أن تقضي عليه لكي لا يتكاثر ويسبب أعراضاً شديدة في الرئة وأعضاء أخرى”.
وأعدّت هند البحث في غضون جائحة كورونا، مما جعله صعب جداً. وقالت في هذا السياق، “لم نكن نملك المعلومات التي نملكها الآن، كما كنا في وسط الحجر والانتشار الشديد للعدوى، مما أدى إلى اعتزال بعض من أعضاء فريق العمل”.
وأضافت، “كان من الصعب أيضاً الدخول إلى المستشفيات وقسم العناية المركزة لأخذ اللعاب والدم ومعلومات أخرى من المرضى، ولكن بفضل تعاونهم، تمكّنا من استكمال البحث”.
ومرّت القادري بثلاثة مراحلٍ أثناء إعداد البحث، المرحلة الأولى كانت أخذ موافقة من وزارة الصحة والمستشفيات. والمرحلة الثانية، كانت أخذ المعلومات من المرضى مثل اللعاب والدم والوضع الصحي.
إلى ذلك، كانت المرحلة الثالثة لنقل العينات من الكويت، حيث تم نقلها إلى جامعة “هارفرد” في ولاية “ماساتشوستس” في الولايات المتحدة الأمريكية لوجود أجهزة مناعية.
وفي هذا الصدد، قالت هند، “نحنُ حالياً نحللُ هذه العينات، ثمَّ نكتبُ مقالات علمية وننشرها، ونتكلم عن النتائج بالمؤتمرات”.
وعن دور البحث في المستقبل، نوّهت، “إذا تمكّنا من إيجاد النتائج، سنتمكن من فهم الفيروس أكثر لنعالج الناس ونمنع الوفيات، إضافةً إلى تقديم استراتيجيات علاجية ووقائية للمرض، لأنّه ما زال جديداً”.
ما هو البرنامج التابع “للوريال اليونسكو”؟

يعطي برنامج الباحثات الصاعدات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الفرصة للنساء للمشاركة في مجالات العلوم.
ويمنحهم جوائز لأبحاثٍ تُعدّ جزءاً من مجالات علوم الحياة تتضمن الأحياء والكيمياء وعلم البيئة، إضافةً إلى العلوم الفيزيائية التي تتضمن الفيزياء والكيمياء وهندسة النفط.
وتأسس البرنامج في 1998، ويُعتبر الأول عالمياً بمنحه جوائز مخصصة للنساء.
ويأتي حفل تكريم الفائزات، الذي أقيم من السّاعة الثامنة إلى السّاعة التاسعة والنصف ساعة، تزامناً مع اليوم العالمي للنساء والبنات في مجال العلوم.
وأثناء الحفل، مُنحت الجوائز لـ14 فائزة من دولٍ عربية تتضمن الدول الخليجية وبلاد الشام، حيث كان لدى رئيس لجان تحكيم برنامجيّ الشرق الأوسط والمشرق وأمين عام المجلس الوطني للبحوث العلمية، معين حمزة، دوراً في اختيار الفائزات بناءً على قوة أبحاثهم.
تحرير: هلا الحمامي