يسلط فيلم “بنات عبد الرحمن” الضوء على قضايا الحياة الأسرية والعادات والتقاليد القديمة التي تنتقص من المرأة، إضافةً إلى القضايا الشائكة مثل التمييز بين الجنسين والمحرمات التي لا تستطيع المرأة العربية التحدث عنها.

يروي الفيلم أحداثاً جرت عبر 3 أيام أشعلوا كل المشاعر المكبوتة عند كلِ مُشاهد. فيلم بنات عبد الرحمن هو قصة عائلة مؤلفة من أربع بنات اتجهت كل منهن في طريق مختلف، حياة مختلفة، جسدت كل واحدة منهن حالة معظم الفتيات في وسط الكبت والتقيّد وعقبات المجتمع.

وتقدم بطلات الفيلم (صبا مبارك، وفرح بسيسو، وحنان الحلو، ومريم باشا) أمثلةً حقيقية في مجتمع الشرق الأوسط، وليس الأردن فقط. زينب (بسيسو)، بأحذيتها الأنيقة وحجابها، هي العانس، التي تعتني بوالدها الصعب إرضائه (خالد طريفي) أثناء عملها في الخياطة لإعالة منزلها، تركت أحلامها في الحب لتبقى مع والدها المسن فترمز لهم بمربعات من القماش من كل فستان تخيطه فتخبئها بعيداً في الدرج.

وهنالك الشقيقة الكبرى التي ترتدي النقاب والأكثر تحفظاً أمال (مبارك)، التي تم تزويجها في سن مبكرة، تعيش حياةً من القلق وهي تحاول حماية أطفالها من زوجها المسيء. وفي الطرف الآخر هنالك سماح (هيلو) الجاذبة، بكعبها المحفوف بالمخاطر وبنطالها الجينز، الذي يبرز هواء ربة منزل تشعر بالملل، ولكن لديها مشاكل زوجية خاصة بها. وفي النهاية، الأخت الصغرى ختام (باشا)، تتحدث عن حياتها خارج البلاد، فهي قد عادت لتطلب مباركة والدها للزواج بعد سنوات من الفراق.

وبالرغم من كل اختلافات كل من تلك الفتيات يبقى كيانهن واحد وهو أبيهم الذي جسّد ضياعه، ضياع كل إنسان لنفسه عند شدّة المصاعب؛ وعندما تصالحت كل من تلك الفتيات مع نفسها ومع شقيقاتها عُثر على الأب.

وبين النقد الصريح للازدواجية في المجتمع، والتدين، وعدم المساواة بين الجنسين، والعنف اللفظي والجسدي ضد المرأة وحتى زواج الفتيات القاصرات، نشاهد فيلماً قوياً وجريئاً لم يتطرق له أيّ فيلمٍ عربيٍ من قبل.

فما ينقله مخرج فيلم “بنات عبد الرحمن” زيد أبو حمدان، هو صورةٌ عن عائلاتٍ كثيرةٍ لا تتشابه قناعات أبنائها ولا أنماط تفكيرهم، وصورةٌ أيضاً عن بيئةٍ مشتركةٍ عابرةٍ للحدود لها حضورها في قرى ومدن وبلدان مختلفة، ما يمنح العمل طابعاً واقعياً يؤكد أن عالم الفيلم غير مختلَق، وأنّ جميع المصطلحات التي استُعمِلَت في الفيلم كانت مدموجةً مع سياق الفيلم مما ساعدت في تجسيد الواقع.

Please follow and like us:

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Social media & sharing icons powered by UltimatelySocial
EMAIL
Facebook
INSTAGRAM