رحلة إلى مجمع اللغة العربيّة

تقرير: ميادة ويوسف ندّة

اهتماماً باللّغة العربيّة وفضلِها، وحرصاً على دعم وتطوير مهارات التّحدث والثّقة بالنّفس، قام الدكتور قاسم وهبة أستاذ اللّغة العربيّة في الجامعة الأمريكية في دبي بتنظيم رحلة اصطحب فيها وفداً من طلّاب صف اللّغة العربيّة إلى مكان مميّز يُعنى بقضايا لغة الضاد وسبل النهوض بها؛ مَجمع اللّغة العربيّة بالشّارقة.

ويعد هذا المجمع مؤسسة حكومية تابعة لإمارة الشّارقة والتّي بدورها تشكّل همزة وصل للحوار الثّقافي والبحث اللّغوي بين العلماء والخبراء من شتى أنحاء العالم.

وعبّر الدكتور وهبة عن رغبته الشّديدة بتوفير فرص وبيئة مناسبة يتحدث فيها الطلّاب مع أشخاص جدد لينّموا مهارات التّواصل و يصقلوا ثقتهم بأنفسهم ولغتهم .

استقبل فريق المَجمع الطّلاب بكل ودّ. وفي جلسة نقاش دارت بين الطّلاب وفريق المَجمع، إذ جرى التعرّف على أهداف المَجمع ورسائله السّامية في الحفاظ على اللّغة العربيّة وتعليمها بأسهل الطرق وأكثرها إمتاعاً. ولأجل هذا يوفر المَجمع برامج مجانية”مركز اللّسان العربي” لتعليم اللّغة العربيّة لغير الناطقين بها من مختلف الاختصاصات والثّقافات، ويركز على صقل مهارتيّ التّحدث والاستماع من خلال أساليب متنوعة ورحلات استكشافيّة يزيد بها الحصيلة اللّغوية للمتعلِّم.

علاوة على ذلك يوفرالمجمع مستويين أساسيين في هذا البرنامج وهما: المبتدئ والمتقدم، كما يحصل المشاركون على شهادات مشاركة عند الانتهاء من البرنامج.

أروع اللغات بياناً

جاءت فكرة تأسيس المَجمع بمبادرة من سمو حاكم الشارقة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي والذي عُرف عنه مدى اهتمامه بالثّقافة واللّغة العربيّة، ومن أقواله في ذلك “اللّغةَ العربيّةَ أطولِ اللغات العالميّة عُمْراً، وأوسعِها مُعجَماً، وأروعِها بياناً..”، فما كان منه إلا أن غرس بذرة هذا المشروع واستمر بدعمه مادياً ومعنوياً إلى أن أثمرت ثماره وأنتجت أجمل الإنجازات.

ومن أبرز هذه الإنجازات “المعجم التّاريخي للّغة العربيّة” وهو أحد أحلام سموه: “لا يزالُ حُلمُ المعجم التّاريخي للغة العربيّة يُراوِدُني، ولا يزالُ يقُضّ مضجعي ويُبعِدُ الكرى عن أجفاني، وإنّي لأعلمُ أنّه مشروعٌ عظيمٌ جلَلٌ يتطلّبُ جهوداً كبيرةً، ووقتاً ضافياً، وهمّةً عاليةً..”.

وها هو حلم سموه يشع بريقّا وتميّزاً بعد جهد وصبروعمل دؤوب، حيث أطلق سموه الأجزاء السّبعة عشر من المعجم الفريد من نوعه الذي يعمل عليه فريق من الخبراء والباحثين من كل أنحاء العالم، وتشرف عليه اللّجنة العلميّة في مصر.

ما يميّز هذا المعجم عن باقي المعاجم أنه يحتوي على المفردات العربيّة وكيف استخدمت على مرّ العصور: قبل الإسلام وبعده، العصرالعباسيّ، عصر الدول والإمارات، والعصر الحديث. كما أنه معجم مواكب للتطورات التكنولوجية، حيث تم إنشاء نسخة إلكترونيّة منه تتيح للباحث البحث بسهولة من خلال موقع إلكتروني خاص يخضع دائماً لعمليات الإضافة والتّطوير.

مجلة مجمع اللغة العربية

ولا تقتصر إنجازات مجمع اللّغة العربيّة في الشّارقة على مركز اللّسان العربيّ والمعجم التاريخي، بل تمتدّ لتشمل مجلة باسم المجمع تنشرعدداً جديداً كل شهرين، ويعد الأمين العام للمَجمع الدكتورمحمد المستغانمي رئيس تحريرهذه المجلة، التّي بدورها تعنى بتسليط الضوء على قضايا اللّغة العربيّة. وتتوفر أيضاً على كنز كبير من الأشعار واللّغويات وكل ما يخص لغة الضاد، بالإضافة إلى الفعاليات والندوات التي يقوم بها المجمع. كما تتيح المجلة الفرصة لمن يرغب بالمشاركة من الطلّاب والباحثيين بنشر مقالاتهم وكتاباتهم الشعرية، وتمنحهم مكافآت مالية لقاءَ ذلك.

وبدا أنّ أثر هذه الرحلة كان عميقاً في نفوس الطلاب لما لمسوه من إصرار وعزيمة وتعاون في محاولة الحفاظ والعمل على كل ما يخدم ويحمي اللّغة العربيّة. وقام الطلّاب بالمشاركة من خلال طرح أسئلة ومداخلات بنّاءة، وتساءلت إحدى الطالبات إن كان هناك أي خطّة لتقديم دورات لتطوير اللّغة العربيّة للمتحدثين بها، وكانت الإجابة بأن هذه من الخطّط المستقبليّة التّي سيعمل عليها المجمع دعماً وتعزيزاً للّغة العربيّة. وفي النهاية التقط الطلبة صوراً تذكارية مع أعضاء فريق المَجمع الذين استقبلوهم بكل ترحاب، وصنعوا لحظات عمّقتها تلك الرحلة المفيدة في عالم لغتهم الأم.

Please follow and like us:

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Social media & sharing icons powered by UltimatelySocial
EMAIL
Facebook
INSTAGRAM