فيلم الحارة بين مؤيد ومعارض

جرائم صغيرة بعضها فِعلي أو معنوي جُسّدت ببراعة في الفيلم الأردني “الحارة” لكاتبهِ ومخرجهِ باسل غندور،الذي أثار ضجة في الشارع الأردني وانتقادات وصلت مجلس النواب الأردني، بعد عرضه على منصة نيتفليكس مطلع العام الجاري.

 وذلك لوجود ألفاظ “نابية” لم يعتاد المواطن الأردني الاستماع لها في الأعمال الفنية الأردنية؛ الأمر الذي قسم الشارع الأردني، بين مؤيد لتسليطه الضوء على فئة معينة من المجتمع. وآخر معارض يعتبره إساءة للأردنيين والمناطق التي تم فيها تصوير الفيلم.

إلا أن هذا الفيلم يعكس شريحة معينة من واقع الأردن اليوم، ومهمة الفن بالمجمل تسليط الضوء على الفئة المهمشة وإبرازها للمُشاهد الذي يفترض أن يكون واعياً لمعالجة القضية والمساهمة في إيجاد حلول إن أمكن الأمر، بدلاً من تسخيف القضية ومحاربة صُنّاع العمل.

وفي إطار الألفاظ المستخدمة والتي وُصفت بأنها “نابية”، والمَشاهد الخادشة للحياء، فلم يسع المخرج إلا وضع الأمور في قالبها الصحيح والواقعي، فقد حُبكت لتكون مدموجة مع السياق بشدة ووُضعت لتوضّح الوضع العام لحارة دكّها البؤس الاجتماعي والاقتصادي ليصبح العمل موضوعي وواقعي قدر الإمكان، بعيداً عن الإبتذال.

كما أن هذا الفيلم لا يندرج تحت معايير الأفلام الوثائقية، بحيث لايجبر أويحبس المخرج في قالب معين وواقعي بحت، إنما يفسح الحرية للمخرج لتناول أي موضوع من الزاوية التي تناسب رؤيته.

وفي غمار هذه “البلبلة” والهجوم على الفيلم، ترشح “الحارة” لعدة جوائز عربية وعالمية ليثبت قدرات ومهارات الشباب الأردني الذي رفع من مستوى الأفلام الأردنية.

وتدور أحداث الفيلم في حي تحكمه قوانينه الخاصة. وبين الأزقة المتناقضة، تعيش شخصيات “الحارة” في صراع متواصل مع الفقر والعوز والاحتيال.

ويشارك في العمل العديد من الفنانين، أبرزهم: منذر رياحنة، وبركة رحماني، و عماد عزمي، وميساء عبد الهادي، ونادرة عمران ونديم ريماوي.

Please follow and like us:

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Social media & sharing icons powered by UltimatelySocial
EMAIL
Facebook
INSTAGRAM