رمضان، شهر العبادة أم مهرجان شرائي؟
يرى محللون أن شهر رمضان لم يعد مرتبطاً فقط بالصوم والعبادة، بل أصبح “مهرجاناً شرائياً وموسماً اقتصادياً” يؤثر بشكل مباشر على الاقتصاد المحلي في جميع الدول العربية، وخاصة دول الخليج. وبالرغم من الرمزية الدينية لهذا الشهر، وجوهره الممثل بالإحساس بالفقير، إلا أن فاتورة الأسر تزداد في رمضان، ويتغير نمط الإنفاق لدى الكثيرين.
ازدحام في المتاجر استعدادًا لشهر رمضان
وتتعدد الأسباب وراء زيادة المصاريف في رمضان، وهذا ما أكده المحلل الاقتصادي حسن عبدالرحمن “من أهم الأسباب وراء زيادة إنفاق الأسر في شهر رمضان، المبالغة في عدد الوجبات على مائدة الإفطار، وذلك بسبب الثقافة المتراكمة لدى معظم العائلات المسلمة”.
وأكد مختصون أن قيمة الطعام المهدور في دولة الإمارات تصل إلى 10 مليارات درهم سنوياً، 30 بالمئة منها في شهر رمضان، وذلك حسبما جاء في تقريرٍ نشرته الإمارات اليوم في أبريل 2023.
ومن الأسباب الأساسية أيضاً كثرة الإعلانات والعروضات في شهر رمضان، الأمر الذي “يغذي ثقافة الاستهلاك، ويحفز على زيادة الانفاق”، كما قال عبدالرحمن. وهذا ما أكده المواطن راشد علي حيث قال “إن كثرة الإعلانات على جميع المنتجات الغذائية وغيرها وفي كل مكان وعلى كل شارع، تجعل المستهلك أكثر عرضة لشراء منتجات غير ضرورية”.
ولا تقتصر المحفزات الشرائية في رمضان على الشق الاقتصادي فحسب، إنما يلعب الشق الاجتماعي دوراً رئيسياً في زيادة الإنفاق. الأمر الذي أشار إليه الباحث الاقتصادي نضال أبو زكي “تمثل عزائم الإفطار والسحور عاملاً اجتماعياً حيوياً في شهر رمضان، وهذا ينشط التفاعل بين الأقارب والأصدقاء وعليه تنتشر ثقافة الهدايا أيضاً”.
ونوّه أبو زكي للدور الأساسي الذي يلعبه أصحاب المراكز التجارية الذين يستغلون رغبة الناس بالتسوق فيكثرون من العروض ويرفعون الأسعار. وفي السياق، قال مدير إدارة حماية المستهلك والرقابة التجارية في وزارة الاقتصاد الإماراتية، سلطان درويش، إن فريق الوزارة للرقابة والتفتيش قام بأكثر من 768 جولة تفتيشية، خلال شهرَي يناير وفبراير هذا العام، لمراقبة مستويات الأسعار في المحال التجارية والتأكد من عدم رفع الأسعار. بحسب تقرير الإمارات اليوم في 26 فبراير هذا العام.
