“سلسلة حفلات “عالم دبي للهولوجرام
عبد الحليم حافظ في أمسية "سواح" الهولوجرامية، في مسرح الحبتور في دبي، 20 شباط (فبراير)، 2022. (دنيا عبد الرحمن)
في ليلة من الطرب العربي الأصيل سيستضيف مسرح الحبتور في دبي، الفنانة المصرية الراحلة، أم كلثوم، لليلتين، في 3 و5 أيار (مايو)، 2022، باستخدام تقنية الـ “هولوجرام”.
كما استضاف مسرح الحبتور الحفل الهولوجرامي للعندليب الأسمر عبد الحليم حافظ، ليرجع عشاق العندليب إلى فترة الستينات من القرن الماضي بديكوراته وجمالياته، وظهور عبد الحليم حافظ بكامل هيأته بحركات اليدين والجسد وتفاعله مع الفرقة الموسيقية، في 20 شباط (فبراير)، و27 آذار (مارس)، 2022.
وتضمن الحفل عدداً من الأغاني، ومنها، “جبار”، “أول مرة تحب”، “أسمر يا أسمراني”، “صدفة”، “يا واحشني”، “سواح”، “حبك نار”، وغيرهن، كما استمر الحفل على مدار 90 دقيقة.
وقال المؤسس والمنتج المنفذ لشركة (NPD)، الشركة المسؤولة عن إنتاج هولوجرام عبد الحليم، حسن حينا، “اخترنا عبد الحليم بالذات، لأن ساعة ونصف تساوي عشرة أغاني، بينما ساعة ونصف لأم كلثوم مثلاً، تساوي أربع أغاني فقط.”
وأضاف، “الجمهور المنشود هم من عاشروا عبد الحليم قبل مماته، إعطائهم حفلة أخرى لعبد الحليم، واسترجاع الذكريات الجميلة، وأيضاً الشباب الذين كبروا وعرفوا النجم كرمز من رموز الفن، والآن نحن نوفر لهم تجربة العيش داخل حفلة من حفلاته”.
وبين حينا، “استمرت تحضيرات أمسية عبد الحليم حافظ في الحفل الهولجرامي من 4 إلى 5 أشهر”.
وأضاف حينا، “نحن لا نستخدم الطريقة المعتادة لصنع الهولوجرام، نحن نحاول دراسة الشخصية ومن خلال دراستنا نصنع نسخة منه باستخدام الذكاء الاصطناعي، ونسميها نسخة رقمية من الإنسان، وهذه أول نسخة رقمية لإنسان”.
وأكّد، “نحن لا نحاول إعادة إحياء إنسان، نحن نحاول إحياء تراث”.
وعن أكبر المخاوف التي واجهت الفرقة أثناء التحضير، قال حينا، “هل ستصل الناس لمرحلة، تتقبل فيها فكرة حضور حفلة لشخصية هم يعلمون أنها ليست موجودة؟“
وأضاف، “ومن هنا جاءت الفكرة الجديدة للعروض القادمة، نحن نعمل على مادة جديدة للمحاكاة، حيث يصبح الفنان كبث مباشر، لا صورة مسجلة، وإذ تفاعل معه الجمهور من الناحية اليمين، سينظر لهم ويتفاعل معهم، وهذا لكسر حاجز وفكرة أنه شخص غير موجود”.
ولا يعد هذا الحفل الأول من نوعه عربياً، الذي يحييه مطرب راحل، خاصة أن “العندليب” شارك المطربة اللبنانية كارول سماحة في حفل غنائي بالقاهرة في 2019، الذي شهد بداية استخدام تقنية الهولوجرام بمصر.
واستضافت دبي أوبرا حفلين بتقنية الهولوجرام لكوكب الشرق أم كلثوم عامي 2019 و2020.
والهولوجرام خدعة بصرية تصور، مجسّماً بأبعاده الثلاثة بجودة عالية باستخدام أشعة الليزر، بحيث تظهر صورة ملوّنة في الهواء كمجسمٍ هلامي.
وقال مصمم الجرافيك المصري، زياد يونس، “لصنع مجسم إنسان، يجب تصوير جميع زوايا إنسان حقيقي يشبه المجسم الذي نريد صنعه أولاً، ثم يتم تصوير وجهه بتقنية التنقيط، لالتقاط جميع تعابير الوجه.”
وأضاف يونس، “تتكوّن هذه الصورة نتيجة حدوث تصادم بين الموجات الضوئية والمادة أو الجسم المرغوب في تصويره وعرضه”.
ويعمل زياد كمصمم مستقل، عمل في مجال الهولوجرام عام 2018 مع شركة “ألفا هولوجرام” للإعلام، في مصر، وساعد في تصميم شعارات لشركات.
ووفقاً لمجلة “إم آي تي تكنولوجي ريفيو” المتخصصة في مجال التكنولوجيا، تعتمد تلك التقنية، على عدة أدوات وهي: جهاز ليزر، مجزئ أشعة، عدسات، مرايا، وفيلم هولوجرافي”.
في 1965، صنع أول هولوجراف بواسطة إميت ليث وجوريس أوباتنيكس. أصبح تصوير المجسم واحد من أوائل الهولوجرام. ولكن ما لم يتحرك المرء لرؤية خلف المجسم، الصورة ثلاثية الأبعاد لا تبدو مختلفة كثيرًا عن أي صورة ثنائية الأبعاد السطحية. بعد فترة وجيزة من هذا الحدث، ذهب عالم التصوير، فريتز جورو، إلى آن أربور، ميشيغان، لمساعدة ليث وأوباتنيكس لطرح المفهوم للجمهور. كما شعر جورو أن صورتهم لم تنقل الثراء الذي يمكن أن تظهره الصور المجسمة.
وأراد إظهار المجسم كمجسم كامل من جميع الزاويا. حيث قام بتصميم مشهد هندسي، وبمساعدة ليث وأوباتنيكس، سجله على أكبر لوحة فوتوغرافية لالتقاط صورة، بذلك ظهرت الصورة بواقعية أكثر.
تم نشر المشهد وكانت أول صورة ثلاثية الأبعاد عمداً مصممة لإثبات أنها فريدة من نوعها وتظهر واقعية. كانت الصورة مضاءة بواسطة ضوء الليزرين، كل شعاع يكشف عن صورة للأجسام الهندسية من أي وجهة نظر مختلفة. لاحقًا، مع ستيف بينتون، صنع غورو صورة مماثلة باستخدام ما يسمى بتقنية الهولوجرام، التي يمكن مشاهدتها باستخدام مصدر الضوء الأبيض. عرضت المجسمات في متحف معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في كامبريدج.
وتوالت بعد ذلك التطبيقات، حتى ظهرت أول صورة هولوجرامية للإنسان عام 1967.
ويشار إلى أن الهولوجرام يُستخدم في عديد من المجالات، مثل مجال الطيران، لرسم صورة ذات أبعاد واقعية للمنخفضات الجوية، ومجال الفيزياء لقياس الجرعات الإشعاعية، إلى جانب عديد من الاستخدامات لتقنية اخترعت قديماً، لكن تطويرها يبشر بطفرة في عالم البصريات.
تحرير هبة الحمارنة
