فيلم أصحاب ولا أعز: لماذا أثار كلّ هذه الضجة؟

أثار فيلم “نتفليكس” الجديد “أصحاب ولا أعز” ضجة كبيرة على وسائل التواصل الاجتماعي ما بين مؤيدٍ ومعارض له. مؤيد من يقول أنّ الفيلم يطرح قضايا مهمة، ومعارض من يقول أنّه لا يناسب قيم وأخلاق المجتمع العربي.

و”أصحاب ولا أعزّ” هو النخسةُ العربية من الفيلم الإيطالي (Perfect Strangers) بإخراجِ المخرج اللبناني وسام سميرة، كما عرض على منصة نتفليكس في 20 كانون الثاني (يناير) 2022.

وتدور أحداثه حول 7 أصدقاء يجتمعون على العشاء، ويقررون الخوض في لعبةٍ يضعُ كلّ منهم فيها هاتفه على الطاولة ليرى الجميع الرسائل والمكالمات التي تصلهم لإثبات وجود الشفافية بينهم.

وتقدّم عضو مجلس النواب المصري محمود قاسم، ببيان عاجل إلى رئيس المجلس لمخاطبة وزيرة الثقافة المصرية بشأنِ الفيلم “الذي يتصادم مع النظام، والآداب، والأخلاق في مصر”.

وصدر البيان تزامناً مع تقديم عضو مجلس النواب المصري مصطفى بكري، بياناً مشابهاً، متهماً الفيلم بأنّه “يروّج للمثلية”، حسبما أفادته صحيفة “شرق الأوسط” في 24 كانون الثاني (يناير) 2022، كما أكّدت مصادر عن ذلك.

وبتعليقها على البيانات الصادرة ضد الفيلم، قالت الناقدة السينمائية المقيمة في فرنسا أريج جمال: “يبدو أنّه يوجد قصور في فهم الفن، وعدم استيعاب لطبيعته السينمائية ووسيلة عرضه. كما أنّه يوجد تصوّراً بإمكانية وقف عرض الفيلم من خلال لعب الدور الرقابي” على حد تعبيرها.

وأضافت عبر تسجيلٍ صوتي على “الواتس أب” بأنّه “واقعياً، لا يمكن وقف عرض الفيلم. لأنّه موجودٌ على منصة “نتفليكس” والتي تعتبرُ شبكة على مستوى العالم، وليس في السينما المصرية”.

وعند التواصل مع الأعضاء من مجلس النواب المصري لطلب تعليق، لم يصل أي رد.

والفيلم هو من بطولة الممثلة منى زكي، الممثل إياد نصار، الممثل ومقدم البرامج عادل كرم، الممثلة والمخرجة نادين لبكي، الممثل والكاتب جورج خباز، والممثل فؤاد يمين.

وعند التواصل مع طاقم الممثلين لطلبِ تعليقٍ على البيانات الصادرة والاحتجاجات، لم يصل أي رد.

ومن جهته، قال الناقد السينمائي المقيم في سوريا، نوار عكاشه، إنّ “الفيلم يُعالج موضوع الأسرار الشخصية المخفية. وهو غنيٌ وأصيل، موجودٌ منذ الخليقة لدى كلّ إنسان في هذا العالم”.

وأضاف عبر الإيميل بأنّه “لا يتفق مع الآراء الغاضبة، ولكنّه يفهمها ويدرك أسبابها لأنّه يتوجب على مخرج ومنتج الفيلم دراسة الجمهور المستهدف قبل الإنتاج، ولكن بعد عرض هذا الفيلم ورؤية ما أثاره من احتجاجات، يتبين أنّه لم تتم دراسة الجمهور بعنايةٍ كافية”.

وعمّا إذا كانت هذه الاحتجاجات قمعاً لحريّة تعبير صانع الأفلام، قال: “الجمهور لا يقمع حرية التعبير لدى الفنان حين يرفض عمله، على صناع الأفلام إدراك ذلك، والاستفادة من الرفض بالسعي لتطوير الأسلوب، وليس بالتخلي عن القضايا”.

وترى الناقدة السينمائية جمال، “أنّه من غير المنطقي الغضب من الأفلام على مستوى المضمون والقصة، حيث لو أردنا فعلاً الغضب منها، يجب الغضب من الأفلام التي تحلل العنف مثل أفلام الأكشن”.

وعلى الرغم من أنّه ليس ضد ما طرحه الفيلم، اعتبر عكاشه أنّه “لم يعالج القضايا بشكلٍ عميق”. وقال في هذا السياق: “أتمنى مشاهدة هذه القضايا في أفلام عربية أكثر، ولكن بشرط دراستها جيداً لتقديمها بأفضلِ أسلوب وصورة”.

آراء

عند سؤال طلّاب في الجامعة الأمريكية بدبي عن آرائهم بفيلم “أصحاب ولا أعزّ”، قالت طالبة الصحافة مايا دُرمش، “إنّ الفيلم لا يحتوي على قيمة فنية، ولا يناسب المجتمع العربي إذ أنّه محافظ، وحتى إن كانت القضايا تحدث في المجتمع، فهي على مستوى قليل”.

وعلى صعيدٍ آخر، أُعجبت طالبة علم النفس زارا الفلاحي بفكرة الفيلم، قائلة “إنّها خارج الصندوق، حيث طُرحت قضايا جريئة ومثيرة للجدل”.

ومن جهته، استنكر طالب الإنتاج الرقمي وسرد القصص نادر معروف محاولة إيصال رسالةٍ إلى الجمهور من خلال طرح قضايا لا يتقبلها الجميع خصوصاً في المجتمع العربي المحافظ، وذكر في هذا السياق،”يجب إيصال الرسالة بطريقةٍ صحيحة، مما سيجعله سهلاً للجميع بالاندماج معه والاستفادة منه”.

تحرير: حلا حرب

Please follow and like us:

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Social media & sharing icons powered by UltimatelySocial
EMAIL
Facebook
INSTAGRAM