مواجهة الأمل والخوف: تأجيل العودة إلى الحرم الجامعي أسبوعًا

المدخل الرئيسي للجامعة الأمريكية في دبي.، يناير ٢٠٢١. سارة بوري

بالرغم من إثبات فاعلية التعليم عن بعد والتقنيات الافتراضية في الجامعة الأميركية في دبي، إلّا أنّ أصوات الطلاب هتفت للعودة إلى الحرم الجامعي. وانقسمت أصوات الطلاب بين مؤيد ومعارض، وبخاصةً بعدما صرّح رئيس الجامعة، ديفيد شميدت، أنّه “من المفترض أنْ يعود 30% من الطلاب هذا الأسبوع إلى الجامعة مع حرية الاختيار ما بين التعليم عن بعد أو العودة إلى الجامعة”.

وفي 21 من كانون الثاني (يناير) من العام الجاري، قررت الجامعة تأجيل الدراسة أسبوعًا إضافيًا ليُطرح السؤال الآتي: كيف تفاعل المتحمسون للعودة والحذرون منها مع هذا التأجيل؟

في البداية، اتخذ شميدت قرار التأجيل من أجل الحفاظ على سلامة الجميع، فعدد الإصابات ازداد في الآونة الأخيرة “. وأكّد شميدت: “الوزارة تشجع للحصول على اللقاح، فالسلامة فوق كل اعتبار. لنرَ ما الذي سيحدث بعد هذا الأسبوع”.

التأجيل في عيون الطلاب: حماسٌ وقلق

وصرّحت رزان محمد، طالبة الصحافة في الجامعة الأميركية، أنّ قرار التأجيل كان مقلقاً بالنسبة إليها: “ربما يفتح بابًا لتأجيلات أخرى ونعود فقط إلى التعليم الافتراضي”. وأضافت: “أستطيع أن أقول إنني سأكون في غاية السعادة بأن أعود، لأنني في فصل التخرج”، متمنيةً أن ترتدي وشاح التخرج والقبعة و”كل الطقوس التي يحلم بها كل طالب متخرج”.

وأما بالنسبة لمجد فرهود، طالبة الهندسة المعمارية في الجامعة الأميركية، فلم تخفِ قلقها من العودة رغم التأجيل: “معنى التأجيل أن ثمة ترددٌ داخل أروقة الجامعة تجاه ذلك القرار، وليس منطقيا أن نعود الآن”.

وبانَ حماس رزان زين، طالبة التواصل البصري في الجامعة الأميركية، للعودة إذ قالت: “أفتقد لرؤية أصدقائي وجهًا لوجه كشخصٍ اجتماعيٍ يحب مقابلة الناس، وعلي أن أنتظر أسبوعًا إضافيًا لا أكثر”. وتفضل زين الحياة التقليدية للطالب، لذلك هي سعيدة بالعودة.

واتفق معها أحمد الفلاسي، طالب إدارة الأعمال بالجامعة الأميركية: “أفضل العودة إلى الحرم الجامعي لأنها تجعلنا أكثر ارتباطًا مع المحتوى العلمي ولا تجعلنا أكثر كسلاً وارتخاءً”. وأضاف أنّ ما يتم تقديمه “اونلاين” غالباً ما يتم تسجيله.

وأما بالنسبة إلى مريم ضاوي، طالبة ديكور في الجامعة الأميركية، فقالت: “قبل الجائحة كنت أفضّل الذهاب إلى الجامعة، لكن بعد الاعتياد على الدروس الافتراضية أصبحتُ أفضلها أكثر”؛ لأنها جعلت حياتها “أكثر يسراً وتنظيماً”.

أستاذة الجامعة: عين على العودة، وقلب على السلامة

ولدى الأساتذة الجامعيون آمالهم وتخوفاتهم أيضاً فيما يخص التأجيل. وفي هذا السياق، صرح أستاذ إدارة الأعمال في الجامعة الأميركية، أودو برايندلي، أنّ “التأجيل كان ضروريًا لتجنب أي اضطراباتٍ محتملةٍ لبقية الفصل الدراسي”. وأيّده أستاذ دراسة ثقافات الشرق الأوسط في الجامعة، فريد السالم، الذي اعتبر التأجيل قراراً حكيماً.

وأما دكتور الإعلام في الجامعة، موسى برهومه، فهو يفضل العمل بالقرب من طلابه في الجامعة، “خصوصاً أن بعض الكورسات فيها جانبٌ تطبيقيٌ، وبالتالي نحتاج إلى استخدام المختبرات والكاميرات والأجهزة”.

وقالت عميدة شؤون الطلبة في الجامعة، سارة مونتيرو، إنها تأمل عودة الفعاليات والأنشطة مع الطلاب داخل الحرم الجامعي.

العودة: نعم، لكن السلامة أولًا

وبدورها، قالت مديرة مركز الصحة في الجامعة الأميركية، نيللي الحلبي: “وضعنا في عين الاعتبار القيود الصحية التي وضعتها الوزارة. على سبيل المثال، على طلبة السكن الجامعي أن يقوموا بفحص مسحة الأنف، وأنْ يحجروا أنفسهم في غرفهم حتى ظهور نتائج فحصهم.” وأضافت الحلبي أنهم حظروا التجول داخل الحرم الجامعي خلال هذا الأسبوع. وعلاوة على ذلك، سيقوم مركز الصحة في الجامعة بتعقيم شامل لكل مرافق الجامعة بالإضافة إلى المكاتب.

“هل أنا سعيد لأجل التأجيل؟ الإجابة لا” هكذا علّق رئيس الجامعة الأميركية، ديفيد شميدت، الذي يفضل العودة إلى طقوسه اليومية، التي من ضمنها “المشي إلى ستاربكس ورؤية الطلاب في طريقي والاشتباك معهم في نقاشات عامة” فهو رئيس جديد للجامعة وكانت معظم تفاعلاته مع الطلاب افتراضية. باختصار، يؤكد شميدت “لم تكن فترة ممتعة”.

Please follow and like us:

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Social media & sharing icons powered by UltimatelySocial
EMAIL
Facebook
INSTAGRAM