كورونا يؤثر على الصحة الجسدية.. والعقلية أيضاً

Photo by Amin Moshrefi on Unsplash
“الفيروس لا يؤثر على صحتنا الجسدية فقط، ولكنه يؤثر أيضًا على صحتنا العقلية”، هذا ما قاله طالب الجامعة الأمريكية في دبي، يوسف صالح، ليعكس حالته العقلية والنفسية خلال الحجر المنزلي. مضيفاً “الشعور بإمكاني الإصابة بالفيروس أو إصابة عائلتي يزيد مستويات الذعر والخوف لدي، بالأخص أنني في الحجر المنزلي لمدة شهر”. فبينما يتفشى وباء الفيروس التاجي (COVID-19) في جميع أنحاء العالم، إنه يسبب قلقاً وخوفاً وتوتراً واسع النطاق، قال صالح إن البعد الاجتماعي والحجر المنزلي، يجعلان العالم حالياً مكان “غريباً ومضطرباً للغاية”.
لذلك، نشرت منظمة الصحة العالمية بياناً عن الضغط النفسي والعقلي في سكان العالم، الناجم من الفيروس التاجي، للمدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية بأوروبا، الدكتور هانز هنري ب. كلوج، الذي نُشر على موقع الرسمي الخاص للمنظمة. وقال إنّ “إجراءات الإبعاد والعزل الجسدي، وإغلاق المدارس وأماكن العمل، تمثل تحدياً خاصاً لنا، لأنها تؤثر على ما نحب القيام به، وأين نريد أن نكون، ومن نريد أن نكون معه”.
وأضاف كلوج أنه من الطبيعي تماماً أن يشعر كل منا بالضغط والقلق والخوف والوحدة خلال هذا الوقت. وشدد على التأثير النفسي على الأطفال قائلاً، أن “من المرجح أن يعاني الأطفال من أنواع من المخاوف التي تشبه إلى حد كبير تلك التي يعاني منها الكبار، مثل الخوف من الموت، أو الخوف من موت أقاربهم، أو الخوف من تلقي العلاج الطبي”. وأكّد كلوج بأن “يجب أن تظل خدمات الصحة النفسية والدعم النفسي والاجتماعي والخدمات الأخرى ذات الصلة بهذه الفئة متاحة في الوقت الحالي”.
وفي مقابلة خاصة عبر برنامج زوم، مع بروفيسور في علم النفس، فيولا ويبر، أفادت أن “بالنسبة للأشخاص الذين يعانون بالفعل من أي نوع من المشاكل العقلية، فإنه يعد أكثر إرهاقا لهم أو ضغطاً عليهم”. وقالت إن الأشخاص الذين يتعاملون مع اضطراب القلق أو الوسواس القهري، لديهم خوف شديد ووسواس من الإصابة بالعدوى و”يجب ألا ينظروا في تفاصيل الوباء أو وسائل التواصل الاجتماعي للسيطرة على خوفهم الشديد”. وأضافت ويبير أن “هناك علاجاً عن بعد لمرضى الأمراض العقلية، للحصول على الدعم المستمر خلال هذه الأوقات الصعبة”.
علاوة على ذلك، أعلنت وزارة الصحة ووقاية المجتمع في الإمارات بعض النصائح والإرشادات، بالتعاون مع مركز بحوث تربوية، للتعامل مع الذعر النفسي، في مخطط معلومات بياني:

في غضون ذلك، أطلق البرنامج الوطني الإماراتي للسعادة وجودة الحياة حملة لتقديم دعم مجاني للصحة العقلية، عبر الإنترنت، لجميع سكان دولة الإمارات، الذين يعانون من الآثار النفسية السلبية لوباء كوفيد-19. وتتضمن الحملة جلسات مباشرة يومية تبدأ الساعة 8:30 مساءً، التي يتم بثها عبر قنوات التواصل الاجتماعي التابعة للبرنامج الوطني الإماراتي للسعادة وجودة الحياة– (@HAPPYUAE) والتي يجيب فيها خبراء الصحة النفسية عن الأسئلة، ويقدمون النصائح والإرشادات لمساعدة الأشخاص للتغلب على التحديات التي يواجهونها في المنازل.
