العودة للوطن مختلفة هذه المرة

بعد أن دعت الإمارات العربية المتحدة جميع الطلاب الإماراتيين الذين يدرسون في الخارج، للعودة إلى البلاد في غضون 48 ساعة، قرر طالب الهندسة الإلكترونية في جامعة كاليفورنيا، حمد الكعبي، العودة بعد أن تم تحويل نظام التدريس إلى التعلم الإلكتروني.
وجاء القرار الإماراتي في بيان صادر عن وزارة التربية والتعليم والهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات نشر في تاريخ 23 مارس 2020.
ويعتبر الكعبي من دفعة الطلاب الأولى الذين عادوا إلى البلاد. وعن تجربته في المطار قال إنه “عند وصولي لمطار أبوظبي كان الوضع طبيعياً جداً، وتم إجراء فحص الحرارة لجميع القادمين”. وأضاف “حتى لو كانت حرارتك غير مرتفعة يتم توقيعك على تعهد، وبعد ذلك يتم فحصك لإختبار الكورونا.” وعبر الكعبي عن امتنانه لسرعة هذه الخدمة والفحوصات، حيث أنها لم تأخذ سوى نصف ساعة من وقته، كما قال.
وبسؤاله عن محتوى التعهد قال الكعبي إنه “ينص على عدم مخالطة الناس وعدم التسليم وعدم الاحتكاك بأحد. كما يلزم لبس الكمامات والقفازات لمدة 14 يوماً.” وعن شعوره بالعودة قال “أن ترجع للبلاد في مثل هذه الحالة هو الأفضل للجميع، بغض النظر إن كنت ستتخرج أم لا، فهذا هو أفضل بالنسبة لي؛ لأن الرعاية الطبية التي ستحصل عليها في بلدك لا يمكنك الحصول عليها في أمريكا.”
وعن خططه للرجوع لأمريكا قال الكعبي “أنا حالياً لا أتوقع أن الوضع سيتحسن أبداً، لذلك لا أفكر بالرجوع بتاتاً في الفترة الحالية، وذلك بسبب سوء الأوضاع وازدياد الحالات”، مشدداً على أنه لا يجب على أحد أن يفضل دراسته على صحته “فالصحة أهم من كل شيء”.
وأفادت وكالة أنباء الإمارات الرسمية (وام) أن وزارة التربية والتعليم أصدرت، الخميس الماضي، تعميماً يفرض الحاجة إلى الفحوصات الطبية والحجر الصحي لمدة 14 يوماً لجميع الطلاب والموظفين العائدين إلى الإمارات من الخارج.
وفي ظل هذا التعميم عبر الطالب م.س القادم من رحلته من كاليفورنيا، في تاريخ 20 مارس، وكانت آخر دفعة أعادتها السفارة للبلد، بأن أهله ساهموا بأن يتم الحجر بطريقة كاملة، بحيث أنه كان معزولاً تماماً ولا يخالط أحداً من أهله. وأضاف بأنه يشجع عملية الحجر المنزلي وقال إن”والدي كان يجبرني على الحجر قبل التوقيع في المطار، وهذا هو الأفضل لصحتي ولصحة الناس”. وعند سؤاله عما إذا كان يرغب بالعودة أم البقاء قال إنني “أفضل العودة للبلاد بالطبع، لأن أمان الدولة غير عن باقي الدول، والأهم هو تواجد عائلتي وأصدقائي بقربي”.
ومن جهة أخرى، قال طالب هندسة الكمبيوتر في أورلاندو، محمد سعيد الزعابي “صراحة كنت ناوي البقاء هناك لأن الحالات كانت أقل من الإمارات، وأهلي لم يسمحوا لي بإجراء أي خطوة إلى أن تحول الجامعة الدروس أونلاين”. وعند سؤاله عن تجربة الحجر المنزلي قال الزعابي “كنت أفضل أني أعزل نفسي لأني كنت خائفاً على أهلي، ولا أريد أن أكون المتسبب بالعدوى لأي شخص كان. لذلك اضطريت أن أحجر نفسي بغرفتي وأقضي الوقت في اللعب بألعاب الفيديو ومشاهدة نتفليكس”. وعند سؤاله عن تخطيطاته للعودة قال الزعابي “أكيد ناوي أرجع وأكمل دراستي هناك لو شو ما كانت الظروف”، مضيفاً بأنه ينتظر قرار الجامعة بشأن الفصل القادم.
وكانت السلطات الإماراتية علقت جميع رحلات الركاب الواردة والصادرة اعتباراً من 26 مارس، وفقاً للإجراءات الوقائية التي اتخذتها السلطات الإماراتية لاحتواء انتشار الفيروس التاجي، بحسب ما نشره مطار دبي الدولي في حسابهم على تويتر.
وفي ظل هذا القرار تم حجر الطالبة مها مسعود الكتبي عند وصولها لمطار دبي. وقالت طالبة القانون الدولي في كاليفورنيا، إنه “تم فحص حرارتي وحرارة بعض الأشخاص الذين كانوا معي في الطائرة، ومن ثم جرى أخبارنا بأنهم سوف يقومون بحجرنا في الفندق لمدة 14 يوماً.”
وعن تجربتها في بداية الرحلة، عبرت الكتبي عن أنها لم تكن تفكر بالرجوع، لأن الوضع كان طبيعياً قائلة “لم أكن أريد الرجوع ولكن تم إشعارنا من السفارة بأنه يجب علينا الرجوع للبلد”. وشرحت الكتبي تجربتها في مطار كاليفورنيا، التي غادرته في تاريخ 27 مارس: “لم يتم فحصنا في كاليفورنيا وكانت الرحلة طبيعية، حتى لم نقم بأي أختبار أو فحص ولكن الجميع كان خائفاً”، معبرةً عن أن كل شخص قام بأخذ تدابيره الخاصة ليحمي نفسه. كما أضافت “كنت حريصة على ترك مسافة بيني وبين الآخرين ولبس القفازات”. وعن ردة فعل عائلتها قالت: “كانوا قلقين جداً ولم يسمح لهم بزيارتي في الفندق ولا حتى رؤيتي من بعيد”.
أما طالب المالية في أورلاندو، محمد النعيمي، فقال إنه “تم وضعي في حجر في الفندق، وذلك لأنني عدت في تاريخ 27 مارس، أي بعد قرار إغلاق المطارات، وبعد قرار السفارة بشرط الرجوع”. وعبر النعيمي عن شعوره قائلاً “بالطبع الشعور صعب، ولكن هذا الشيء أفضل لي ولأهلي”.