تأثير فيروس كورونا على الاقتصاد الإماراتي

Credits: ivan.debs
مع انتشار تفشي فايروس كورونا المستجد، يتخبط الاقتصاد الإماراتي أمام مواجهته بصورة كبيرة. ووفقاً للخبراء، يتأثر اقتصاد الإمارات العربية المتحدة بشكل كبير بفيروس كورونا مثل جميع الاقتصادات في العالم. فقد كشفت مذكرة مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (الأونكتاد)، بأن الإمارات ثالث أكبر دولة عربية خسرت من تداعيات الاحترازات الصينية بخفض الإنتاج، بقيمة بلغت (16 مليون دولار).
وفي مقابلة خاصة، عبر الواتس اب، مع الخبير الاقتصادي في البنك العربي، عطالله وانلي، قال إنّ “الاقتصاد الإماراتي اقتصاد مفتوح يتأثر بالأحداث العالمية كما يتأثر بالتقلبات الحاصلة في السوق العالمي. ويعتمد الاقتصاد الإماراتي على النفط والسياحة والعقارات، وقد تأثرت هذه القطاعات بشكل كبير جداً، وذلك بسبب إيقاف حركة الطيران بين معظم دول العالم وإيقاف بعضها بشكل نهائي، إضافة إلى إيقاف منح التأشيرات السياحية، كما أن انخفاض أسعار النفط إلى النصف أثر على الإيرادات النفطية المتوقعة في الموازنة لعام 2020”.
ويضيف وانلي، “لو تحدثنا بلغة الأرقام، فإن مؤشر سوق دبي المالي انخفض بنسبة تجاوزت ١٥٪ خلال فترة 5آذار(مارس) إلى 20 آذار(مارس)، ومؤشر أبوظبي انخفض بنسبة تجاوزت ال ١٢ ٪ خلال نفس الفترة. ومن أكثر الشركات المتأثرة كانت شركات النقل والشحن. فمثلاً انخفض سهم شركة العربية للنقل بنسبة تجاوزت ٣٠٪. كما انخفض سهم شركة “أرامكس” بنسبة تجاوزت ٣٥٪ خلال شهر. قطاع العقارات انخفض بنسبة تجاوزت ال ٤٠٪ بالنسبة لأسهم الشركات الرئيسية، أما سوق أبوظبي المالي فقد تراوحت الخسائر بين ٣٪ و ٤٠ ٪ بالنسبة للشركات النفطية”.
يذكر أن سوق دبي المالي، هو سوق ثانوي لتداول الأوراق المالية الصادرة عن الشركات المساهمة العامة، والسندات التي تصدرها الحكومة الاتحادية، أو أي من الحكومات المحلية والهيئات والمؤسسات العامة في الدولة.
وأفاد مدير شركة ثروة للاستثمار الموجودة في دبي، أحمد خليل، في مقابلة خاصة عبر الواتس اب، أن “الوضع الاقتصادي للشركة كان جيداً جداً منذ إنشائها عام 2007، حتى جاء عام 2020 ومعها فيروس كورونا، تم تعليق جميع الأعمال الاستثمارية للشركة نتيجة لعدم توافر التداولات الكافية لتغطية نفقات الشركة، حتى وصلنا إلى “مفترق طرق”، ولم نجد أي حل سوى إغلاق الشركة، لأنها لم تعد تكسب أي دخل ربحي، وباتت تتكبد خسائر فادحة”. يذكر أن شركة ثروة، هي شركة متخصصة في إدارة الأصول و الخدمات الاستثمارية.
أما عن الشريك الإداري في شركة ” ذا هانغنغ هاوس”، أنام أحمد، فقد صرحت في مقابلة خاصة، عبر الواتس اب، بأنّ “أثر فيروس كورونا علينا بشكل كبير. فكان أحد الإجراءات الأولى التي تم اتخاذها هو إلغاء أو تأجيل الأحداث القادمة، مما يعني أنه لم يعد لدينا عمل ولكننا نأمل بالتأكيد أنه بمجرد تحسن الوضع ستعود الأعمال بكامل قوتها”. ويذكر أن “ذا هانغنغ هاوس” هي، وكالة الأنشطة والفعاليات التجريبية.
القطاع السياحي
ونقلاً عن البوابة الرسمية لحكومة الإمارات العربية المتحدة، في عام 2016، بلغت نسبة المساهمة المباشرة لقطاع السياحة والسفر في الناتج المحلي الإجمالي لدولة الإمارات 68.5 مليار درهم (18.7 مليار دولار أمريكي)، أي ما يعادل 5.2 في المئة من إجمالي الناتج المحلي.
هبوط أسعار النفط
وأفاد وانلي في حديثه عن النفط، مستنداً إلى تقرير نشرته وكالة الأنباء، “سي إن إن”، بأنّ أثار انهيار أسعار النفط، أدت إلى زعزعة الأسواق التي كانت قلقة من تأثير انتشار فيروس كورونا على الاقتصاد العالمي والطلب على النفط. ونرى هذا في قرار أوبك التي خفضت حصتها في البترول لتفادي الخسائر، ويعود السبب إلى خفض الطلب من الصين على المواد البترولية”. ويذكر أن منظمة أوبك هي منظمة عالمية تضم 12 دولة، تعتمد على صادراتها النفطية لتحقيق مدخولها.
أزمة كورونا أثرت سلباً على الاقتصاد الإماراتي، حيث سعت الحكومة إلى كبح جماح هذا الانخفاض، بتقديم ١٠٠ مليار درهم كدعم مالي للسوق خلال الفترة القادمة.
تحرير: مايا زيتوني.