التعلم في زمن الكورونا

الطالبة جودي بصبوص تقوم بالتعلم عن بعد. (19-03-2020) ليندا أبوبكر.

في الآونة الآخيرة أصبحت جودي تستيقظ كل صباح في الساعة العاشرة إلّا ربع، تجلب دفاترها وأقلامها. تجلس على تختها أو على الكرسي براحة وتفتح حاسوبها، مستعدةً لبدأ يومها الدراسي الإلكتروني في المنزل.

فبعد إعلان دولة الإمارات عن تعطيل المدارس والجامعات لمدة شهر، إبتداءاً من 8 آذار (مارس) حتى 5 نيسان (أبريل)، والإعتماد على مناهج التعلم عن بعد، في مبادرة للحد من انتشار فيروس كورونا (كوفيد-19). بدأت طالبة علم النفس، جودي بصبوص، من الجامعة الأمريكية في دبي بتحضير موادها الدراسية المطلوبة عبر منصة تعليم إلكترونية تفاعلية.

وقد تم تنظيم هذه المنصة من قبل وزارة التربية والتعليم، بالتعاون مع برنامج محمد بن راشد للتعليم الذكي ومنصات إلكترونية أخرى. وتقول بصبوص، خلال مقابلة خاصة إن “غالبية الجامعات في الدولة يطبقون نظام التعلم عن بعد عن طريق منصة ال”بلاك بورد”، والتي تتيح لي ولباقي الطلاب فرصة استمرارية الدوام،” وتضيف “بهذه الطريقة سننهي دوامنا الجامعي بالموعد المحدد بلا أي تأخير.”

وتشرح بصبوص كيفية قضائها أيام الحجر الصحي، قائلة إن “طريقة التعلم عن بعد وفرت علي إهدار الوقت بالتنقلات من وإلى الجامعة. فالآن أصبح بإمكاني الإستيقاظ قبل 15 دقيقة من بدء الحصة الإلكترونية التفاعلية.” وتتابع حديثها “طريقة التعلم عن بعد ممتعة ومريحة، أشعر وكأنني بالصف فأنا أشارك وأتفاعل مع الطلبة والأساتذة.”

وعن سؤالي لها عما إذا كانت تعاني من أي مشاكل تقنية، أجابت بصبوص قائلة إن “في بعض الأحيان من الممكن أن يقطع الإتصال أو أصواتنا لا تكون واضحة. لكن هذا يعتمد على عدد الطلاب المشاركين في الصف الإلكتروني، ومدى جودة الإنترنت.”

وقد أعلنت الهيئة العامة لتنظيم قطاع الاتصالات في دولة الإمارات، عبر موقعها الإلكتروني الرسمي، أنها “نسقت مع شركة ’دو‘ و’اتصالات‘ لتوفير خدمة الإنترنت مجاناً عبر هواتف الطلاب الذين لا يملكون خدمات الإنترنت المنزلي.” وجاءت هذه المبادرة  بهدف توفير مناهج التعلم عن بعد لجميع طلاب الدولة.

ووافقت طالبة التجارة، نادين عبد الجواد، من الجامعة الأمريكية في الشارقة مع بصبوص بخصوص جودة التعلم عن بعد. وأضافت عبد الجواد قائلةً، عبر مكالمة هاتفية، إن “المشكلة الوحيدة التي من الممكن أن تكون غريبة أو جديدة بالنسبة لنا مع التعلم عن بعد، هي كيف سيمكننا أن نقدم مشاريعنا النهائية وما الطريقة التي سيلجأ إليها الأساتذة لتحضير الإمتحانات.”

وفي المقابل، تقول أستاذة الرياضيات، ريم لطفي زهران، من مدرسة كوين الدولية في دبي، عبر مكالمة هاتفية إن “إدارات المدارس والجامعات مازالوا يتناقشون حول طريقة تحضير الإمتحانات، وذلك بالتنسيق مع وزارة التربية والتعليم.” وتتابع “نأمل بأن يعود الطلاب إلى المدارس والجامعات بالوقت المحدد. ولكن في حال إستمرينا بالتعليم عن بعد، فعلى الطلاب أن يتفاعلوا ويتجاوبوا مع أساتذتهم للتوصل إلى أفضل النتائج.”

ويذكر أن بصبوص وطلاب دولة الإمارات ليسوا الوحيدين الذين لجأوا إلى التعلم عن بعد. فبعدما أصدرت دولة الإمارات قرار توقيف المدارس والجامعات، بدأت دول عدة عربية وأجنبية باتخاذ هذا القرار للحد من انتشار فيروس كورونا (كوفيد-19)، والذي بلغ عدد المصابين فيه إلى أكثر من 222 ألف مصاب بحسب إحصاءات جامعة جونز هوبكنز Johns Hopkins) (“CORONAVIRUS RESOURCE CENTER”.

وأشارت بصبوص إلى أنها ليست الوحيدة في عائلتها التي تلجأ للتواصل عن بعد، فتقول “فيروس كورونا دفع الجميع إلى البقاء في منازلهم وقضاء أعمالهم من المنزل. فأمي تعمل مدرسة في مدرسة جيمس ويلينجتون والآن هي مسؤولة عن تعليم طلابها عن بعد، وأبي مهندس كهرباء يدبر أعماله إلكترونياً. حتى أخي في الولايات المتحدة، لجأ إلى التعلم عن بعد لنهاية الفصل الدراسي.”

تحرير: حلا حاج طالب

Please follow and like us:

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Social media & sharing icons powered by UltimatelySocial
EMAIL
Facebook
INSTAGRAM