رحلة مليئة بالنصائح على الطريقة السويسرية

فرانك إيجمان في ندوته في الجامعة الأمريكية في دبي
حدثنا فرانك إيجمان القنصل العام في سويسرا عن بعض النصائح التي كان اهمها هو براعة السويسريون في “إضافة القيمة للأشياء” وقال بأنه في استطاعة أي شخص إضافة قيمة على حياته، في أي وقت وفي أي مكان. وجاء هذا الحديث في ندوة اقيمت في الجامعة الأمريكية في دبي مع القنصل العام في سويسرا فرانك إيجمان يوم الأثنين 24 شباط فبراير تحت شعار “رحلة دبلوماسية بالطريقة السويسرية: بدوية العصر الحديث” التي كانت من ضمن سلسلة المتحدثين الدبلوماسيين برعاية قسم دراسات الشرق الأوسط.
وأكد إيجمان ذلك بقوله بأن “ليس لدى سويسرا موارد طبيعية باستثناء الهواء النقي وأشعة الشمس، ولكن كل ما دخل سويسرا وضعنا فيه قيمة وخرج من سويسرا بطريقة مختلفة” وكانت حبوب البن والشوكولاتة مثالاً على ذلك فتعتبر سويسرا من أهم مصدري الشوكولاته والبن ولكنهم لا يزرعون بل يستوردون الحبوب ويضيفون القيمة عليها بطريقتهم الخاصة حيث تخرج بحلة مختلفة.
تعريف مهام القنصل وبعض الادوار المترتبة عليه
كما عرف فرانك، الفرق بين السفير والقنصل قائلاً: “السفارة والقنصلية يختلفان عن بعضهم البعض، القنصليات مسؤولة عن استهلاك المواطنين والدول الأجنبية بينما السفارة تكون غالباً في عاصمة البلاد والقنصلية هي فرعاً لها.”
يتمثل دور إيجمان في إنشاء مركز للتميز في تعزيز الصادرات والواردات والاستثمارات ومساعدة العملاء على تطوير إمكانات جديدة لأعمالهم التجارية الدولية وتعزيز سويسرا كمركز اقتصادي وأضاف “تعمل هذه الوكالة التي تكون فرعاً من القنصلية بزيارة الشركات، تقييم مدى ملاءمتها للتصدير وكيف يتم إعداد قسم التصدير لدعم رواد الأعمال وترويج سويسرا كموقع أعمال في العالم”.
في حديثه عن حياة الدبلوماسي السويسري، عبر إيجمان بأنه بإمكان الشخص أن يختار مهنته الاحترافية قائلاً: “هنالك أمامك نوعان من الخيارات إما ان تختار الأماكن الفاخرة والحياة السهلة حيث تسافر إلى واشنطن ولندن وفرنسا، أو تقوم بمهمة إنديانا جونز وهي الوظيفة التي اخترتها”.
رحلته الدبلوماسية
كما تحدث إيجمان عن بدايته في سن ال 22 التي وصفها بال “بالغير متوقعة” عندما أرسل والده سيرته الذاتية للذهاب وإجراء مقابلة مع وزارة الخارجية حيث تم قبوله ليجري بعدها العديد من الامتحانات التي تشمل المحاسبة واللغة والتاريخ. وتحدث عن رحلاته التي بدأت من مانيلا في الفلبين منتقلاً إلى كينيا، وعدة دول أخرى في آسيا والدول اللاتينية مثل الأرجنين والبرازيل ولاحقاً لروسيا وإسرائيل.
وبعد ذلك ذهب إلى إسرائيل، حيث كان مسؤولاً عن فتح مكتب التأشيرات في رام الله في السلطات الفلسطينية لإقامة وجود سويسري في فلسطين. في وقت لاحق، عاد إلى سويسرا حيث كان يعمل في تجنيد أشخاص للعمل في الديبلوماسية والقنصلية ثم درس العلاقات الدولية وتوجه إلى هونج كونغ حيث وصفه ب “مكاناً رائعاً للعمل”.
عند سؤاله عن الذكرى التي لا يمكنه نسيانها في مهمته أخبرنا عن رحلته إلى ليبيا ليكون جزءًا من فريق المفاوضات للرهينتين اللتين احتجزهما هنيبال القذافي نجل الرئيس الليبي السابق معمر القذافي في ليبيا لمدة عامين تقريباً، في ظروف وصفها ب “صعبة للغاية.” وأضاف “الذهاب إلى بلد وأنت تعرف بأنه ليس مرحب به بعد الأن مع العلم أنك تشكل تهديدًا وفي بلد لا يحترم أي شيء له علاقة بالقوانين الدولية ويجب عليك التعامل معهم بلطافة وإيجاد طريقة التفاوض هي من أصعب الأشياء في مهمة الدبلوماسي”.
لماذا تعتبر سويسرا من “الأفضل” ؟
وقال إيجمان بأن من أسباب احتلال سويسرا للمرتبة الأولى كالدولة الأكثر ابتكارًا على مدار الأعوام التسعة الماضية هو لأننا نقوم بفتح أبوابنا في الوقت المناسب للأشخاص المناسبين”. وذكر بأنه هنالك 1 أجنبي من أصل 4 في سويسرا. وأضاف “نحن نفتخر بذلك ونحب ذلك فالأشخاص الذين وصلوا الحدود السويسرية هم الأفضل”
في النهاية قدم إيجمان نصيحة لدبلوماسيين المستقبل حيث أكد على أهمية المشاركة في الأعمال المجتمعية والاستكشاف وتكوين دورات تدريبية في المنظمات غير الحكومية لإيجاد شغفك والمكان الذي تود العمل فيه وقال “هذه الأعمال المجتمعية سوف تفيدك لتقوم بخطوة كبيرة في حياتك المهنية وليس الدكتوراه”.

تحرير: حنان الكبت