الدبلوماسية ومواكبتها للتغييرات في العالم

نيكولاس كراليف خلال إلقاءه لخطابه في الجامعة الأمريكية في دبي، فبراير 2020
من مؤلف وصحفي إلى المدير التنفيذي لأكاديمية واشنطن الدبلوماسية الدولية، يحدثنا نيكولاس كراليف عن “الدور المتغير وأثر الدبلوماسية في عالم من الفوضى”، في محاضرة أجريت في الجامعة الأمريكية في دبي الأحد 9 شباط (فبراير). حيث عرّف كراليف الدبلوماسية كأداة الملاذ الأول لتنفيذ السياسة الخارجية من خلال إشراك الدول القومية والتأثير في المنظمات الدولية والجهات الفاعلة الأخرى على المسرح العالمي والتأثير فيها سواء كان إيجابي أم سلبي معلقاً “تنظيم القاعدة وداعش تعتبر أيضاً من المؤثرين على العالم والتي من واجبنا منعهم.”
في هذه الجلسة التي كانت احدى أهدافها ايضاً غير تعريف الدبلوماسية هو الإعلان عن أكاديمية دبلوماسية صيفية في واشنطن من تاريخ 20 إلى 31 يوليو 2020. علق كراليف على الأكاديمية قائلاً: “أردت أن أفعل شيئًا لم يفعله أحد من قبل وهو سياسة خارج الحكومة” ويعتبر كراليف صاحب خبرة واسعة عن الدبلوماسية الأمريكية من خلال مرافقته أربعة من وزراء الخارجية الأمريكيين سابقاَ.
لماذا نحتاج إلى الدبلوماسية المهنية؟
يقول كراليف “لا أحد يولد بمهارات الدبلوماسية”، مضيفاَ ً بأن الدبلوماسيون يخدمون المصلحة الوطنية “لدى السياسيين أجندة وغالبًا ما تكون المصلحة الوطنية هي التي تدفعهم إلى إنشائها. حيث تمارس المصلحة الوطنية كهدف أساسي لها وكدبلوماسي يجب توجيه كل شيء تفعله بالكامل إلى رأي بلدك.” وأضاف بأن هذه المهنة لا تقتصر فقط على السياسة ولكن إذا كنت تعمل لدى شركة دولية، فأنت بحاجة إلى معرفة الدبلوماسية والحصول عليها. حيث يحتاج الدبلوماسيون إلى معرفة الدول الأجنبية معبراً بأن “القوة في العالم تتغير” معطياً الصين مثالاً على ذلك. وأكد بأن الدبلوماسية في نهاية المطاف تدور حول التأثير على البلدان الأخرى في فعل شيء تريده أن تفعله عن طريق إقناعها بأنه من مصلحتها فعل هذا الشيء.
أين يعمل الدبلوماسيون؟ وماذا يفعلون؟
تختلف أماكن عمل الدبلوماسيون حيث إنها تشمل وزارات الخارجية، السفارة والقنصليات، البعثات الدبلوماسية متعددة الأطراف، الموظفون المدنيون الدوليون الذين يعملون في منظمات مثل الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة والبنك الدولي. يقول كراليف بأن مهمة الدبلوماسيون تشمل على “تمثيل الوطن وتعزيز مصالحه، الانتقال إلى حكومة البلد المضيف ومجتمعه، إدارة العلاقات الثنائية، الإبلاغ عن وتحليل سياسات البلد المضيف، التأثير على سياسات البلد المضيف وإجراءاته، تعزيز التجارة والاستثمار وايضاً مساعدة مواطني البلد الذي يمثلونه في البلد المضيف.”
ما المهارات التي يحتاجها الدبلوماسيون؟
التواصل هو أحد أهم المهارات التي يجب على الدبلوماسي التمتع بها مثل الكتابة والتحرير والتحدث والاستماع. يقول كراليف “يجب أن تستمع أكثر من أن تتكلم فهنالك بعض الأشخاص المسؤولون الذين يريدونك أن تستمع فقط ولا يريدون التحدث أو المناقشة”، وأضاف “يجب على الدبلوماسي أن يعدل ويحرر كما لو إنه يعمل في صحيفة”. هنالك مهارات أخرى يحتاجها الدبلوماسي مثل التأثير والدعوة إلى التفاوض والإقناع، التحليل والتنفيذ والقيادة بالإضافة إلى المهارات الاجتماعية، وتنمية العلاقات.
عند سؤال كراليف عما إذا كانت هذه المهمة لا تزال فعالة حتى الآن، قال إنه حتى إذا كانت هنالك تقنيات حديثة مثل سكايب وفايس تايم فأن هذا لا يعني بأن المهنة ليست فعالة، وأضاف “انت تحتاج إلى وجه لكي يمثلك وهنالك أساليب لاحتراف ذلك وهنا تأتي مهمة الدبلوماسي.” ويقول كراليف “نحن نعلم الافراد هذه المهارات التي لا يمكنهم القراءة عنها عبر الإنترنت أو مشاهدة فيديو لتصبحوا سفراء محترفين.”
أكاديمية واشنطن الدبلوماسية الدولية
يشمل البرنامج الذي تقدمه أكاديمية واشنطن الدبلوماسية الدولية الحرف السياسية والاقتصادية، والتواصل الدبلوماسي، وكتابة التقارير الدبلوماسية بالإضافة إلى التدريب المهني العملي. وأضاف بأنه برنامج مكثف “يجب علينا إعطاءهم أكبر قدر ممكن من المعلومات لذلك يكون البرنامج من التاسعة صباحاً حتى الخامسة مساءاً كل يوم في الأسبوع عدا الأحد”. أكد ايضاً بأن هذا البرنامج مناسب لكل من يريد أن يغير حياته المهنية ولديه فضول في تعلم أشياء جديدة.
يذكر بأن نيكولاس كراليف (من مواليد 1974) هو مؤلف وصحفي ومحلل ومتحدث ورجل أعمال أمريكي متخصص في الشؤون الدولية والسفر العالمي. وقد تم الاعتراف به على وجه الخصوص لعمله في الدبلوماسية الأمريكية ووزارة الخارجية الأمريكية. وبالإضافة بأنه من عام 2001 حتى عام 2010، كان مراسلًا دبلوماسيًا لصحيفة واشنطن تايمز، وهو حاصل على درجة الماجستير في السياسة العامة من كلية جون ف. كينيدي للعلوم الحكومية بجامعة هارفارد.
تحرير: حنان الكبت