نظام حظر التجوّل: ليس حداً للحريّة، إنما اختلاف قناعات!

سكن طلاب الجامعة الأمريكية في دبي. 19 شباط (فبراير) 2020. اليسا جرداق.

نعيش حياتنا مع من يحمينا من قسوة العالم وشراسة المجتمع، مطمئنين من أن مدافع الحرب الخارجية لن تخترق هواجز الأمن التي بنيت على يد أهلنا. ولكن، مع مرور السنين، قد تنقلب الأدوار ونصبح نحن من نقف أمام مدافع الحياة ونتعلم تحمل المسؤولية لوحدنا.

في غضون ذلك، تمنح الجامعة الأمريكية في دبي فرصة لطلّابها الذين يشغلون السكن الجامعي فرصة لتحمّل المسؤولية في حال رغب أهلهم، من خلال نظام “حظر التجوّل” أو “curfew”.

فهذا النظام يعطي فرصة تحديد موعد الرجوع إلى السكن ليلاً لأهل الطلاب المقيمين في الجامعة، في حال رغبوا فقط.

 وإدارة الجامعة تحترم آراء الأهالي وأولياء الأمر، كما عاداتهم وتقاليدهم ومجتمعهم. ولكونها تحتضن أكثر من 100 جنسيّة، فمن أدنى واجباتها أن توفّر خيارات عديدة تناسب قناعات الأهل، بهدف كسب الثقة الكاملة في أمن الجامعة.

أمّا في حال عدم اتّفاق قناعات الأهل مع قناعات ماكثي الحرم الجامعي فيما يتعلّق بقانون حظر التجوّل، فعلى العائلة العمل على حلّ هذه الأمور، حيث لا علاقة لإدارة الجامعة بهذه التفاصيل العائليّة.

إلى ذلك، قد يعاني بعض الخاضعين لهذا النظام، كونه “يمنع من التحق به بالخروج من حرم الجامعة بعد الوقت المتّفق عليه”.

في حين يتّهم بعض الطلاب الجامعة أنّها تعمل على حدّ حريّتهم، وعدم تشجيعهم على تحمّل المسؤوليّة، هذا القانون اختياري والقرار يعود بالكامل إلى الأهل.

ففعليّاً، يساعد نظام حظر التجوّل الطلاب المقيمين على الاعتياد على وضع جدول زمني يتبعونه بشكل روتيني. إضافة لذلك، قد يساعد النظام على تطوير مهارات إدارة الوقت، الأمر الذي يشجّع الطلاب ويخوّلهم على احترام دقّة المواعيد فيما بعد.

ويساعد الالتزام بنظام حظر التجول في القدرة على النوم في وقت لائق، مما يؤدي إلى التركيز واليقظة أثناء الدراسة، ما قد يؤدي في نهاية المطاف إلى درجات أفضل.

وفي هذا السياق، أشارت مديرة الإسكان الجامعي ريّا البرازي أن الجامعة تعمل على حماية الطلاب وتنفيذ مطالب الأهل، حيث المحاسبة لعدم احترام نظام حظر التجوّل قد تؤدّي إلى طرد المقيم بعد حصوله على 10 نقاط.

واستيناداً إلى كتيّب الإسكان للعام الدراسي 2019-2020، ينقسم نظام المحاسبة إلى قسمين، المحاسبة بأربع نقاط في حال الرجوع في وقت يخترق الموعد المتّفق عليه، والمحاسبة بخمس نقاط في حال إقامة ليلة خارج السكن الجامعي.

كما أشارت البرازي إلى احتمال غض الطرف وإلغاء النقاط، عند تقديم تبرير رسمي من الأهل لسبب التأخير، في حال حصل.

ومع ذلك ، فإن البقاء خارج السكن الجامعي حتى بعد الوقت التّفق عليه لمشاهدة حفل موسيقي أو فيلم أو التسكع مع الأصدقاء، قد لا يُعتبر نشاطًا يستحق تمديد حظر التجول.

على الرغم من أن هذا قد يبدو غير عادلاً أو غير معقول، إلا أنه من المهم إدراك  فائدة هذه القواعد المتمثلة في راحة والدي الطلاب وأمن أبنائهم.

ورغم تعدد الآراء المختصة بنظام حظر التجول الاختياري، إلاّ أن الجامعة الأمريكية في دبي نجحت في الموازنة بين أهمية حماية الطلاب، واحترام رغبات الأهالي في نظام كهذا. فهذا النظام يوفر هاجز أمني يبعد مخاطر وشراسة المجتمع عن مقيمي الجامعة، خاصّةً في حال تواجد المسافة بينهم وبين أهلهم.

تحرير: لولوة الفوال

Please follow and like us:

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Social media & sharing icons powered by UltimatelySocial
EMAIL
Facebook
INSTAGRAM