سفينة الملكة إليزابيث 2 من بريطانيا إلى الإمارات

“السفر على متن سفينة الملكة إليزابيث 2 فخرٌ عظيم وشرف لن أنساه”، بهذه الكلمات دوّن رئيس الجنوب الأفريقي الأسبق، نيلسون مانديلا، تجربته في كتاب الزوار الخاص بالسفينة لعام 1998.

على مدار 40 عاماً، وتعتبر السفينة رمزاً للتميز البريطاني، ساعيةً إلى خدمة مدينة ساوثهامتون والوطن بكل ثبات وذوق رفيع. لكن أيامها البحرية قد انتهت، وها هي ترسو على شواطئ دبي، متخذةً من ميناء راشد مسكناً لتاريخها العريق.

ويشرح المدير الإداري في الميناء، سعيد أبال أنّ “من المعتاد أن يتم بيع السفن التي ينتهي عمرها الإفتراضي على شكل قطع خردة معدنية، ومن ثم يتم إرسالها إلى حوض تفكيك السفن. إلا أن سفينة الملكة إليزابيث 2 لم تبع كخردة، بل تحولت إلى وجهة ترفيهية جديدة”. بعدما قامت حكومة دبي بشرائها عام 2008، مقابل مبلغ 367 مليون درهم إماراتي ( ما يعادل 100 مليون دولار)، ليتم ترميمها وتحويلها إلى فندق عائم على البحر، افتتحت أبوابه السنة الماضية.

يُمكّن فندق الملكة إليزابيث 2 الزائرين من العودة بالزمن إلى حقبة الستينات الراقية، والتمتع بتصميم السفينة والخدمات التي اشتهرت بها خلال رحلاتها السابقة في البحر. فرغم ترميم الفندق المؤلف من 13 طابقاً وتبديل وتحديث العديد من الخدمات التقنية في السفينة لتواكب عصر التطور والتكنولوجيا. إلّا أنها مازالت تحافظ على تصميمها الداخلي بأثاثها القديم ولوحاتها المشهورة.

باشرت سفينة الملكة إليزابيث 2 إبحارها في الثاني من أيار عام 1969، حين غادرت ميناء ساوثهامتون متجهةً في رحلتها الأولى نحو قطع المحيط الأطلسي. وآنذاك كانت أسعار التذاكر تتراوح ما بين 86 جينه إسترليني (ما يعادل 110 دولارات) و250 جينهاً إسترلينياً (ما يعادل 320 دولاراً). أما حالياً، فيتراوح سعر الإقامة على متن السفينة، ما بين 250 درهماً إماراتياً (ما يعادل 68.07 دولاراً) و1000 درهم إماراتي (ما يعادل 272.26 دولاراً)، حسب مساحة الغرفة وميزاتها.

ويحتوي فندق الملكة إليزابيث 2 على مجموعة مختارة من 8 فئات من الغرف والأجنحة، التي توفر للزائر تجربة النوم في غرف صغيرة مصممة على نمط المقصورة، أو تجربة الرفاهية في الأجنحة الملكية التي كانت تعود للملكة إليزابيث 2 شخصياً. ومع بداية العام القادم 2020، ستفتتح السفينة  ثلاث فئات من الأجنحة الجديد، كجناح الديلوكس وجناح كابينة القبطان والجناح الملكي الفاخر، ليصل عدد الغرف إلى 250 غرفة.

ويتميز فندق الملكة إليزابيث 2 بمطاعمه الفريدة من نوعها. حيث يضم 13 مطعماً، يحظى الزائر من خلالهم بتجربة المطاعم الأصلية للسفينة، وتذوق الأطباق البريطانية التقليدية. ومن أشهرهم مطعم “ذا كوينزغريل”، الذي يقدم للزائر قائمة غنية بأفضل المأكولات البريطانية الراقية، التي تعيد إحياء مجموعة مختارة من الأطباق الكلاسيكية من عام 1969. كما يخصص المطعم وقتاً لاحتساء كوبٍ من أفخر أنواع الشاي والتي يصاحبها مجموعة شهية من الحلويات.

وإن لم يكن الزائر من محيبي الأطباق الجديدة، يمكنه زيارة مطعم “ليدو”. المطعم اليومي للفندق، الذي يقدم بوفيه عالمياً توفر فيه تشكيلة كبيرة من الأطباق الشرقية والآسيوية والهندية والغربية، إلى جانب وجود أقسام طهي حية تفسح للزائر إختيار مكونات طبقه الخاص. وتختلف أسعار البوفيه حسب التوقيت، فيقدم الإفطار ب99 درهم إماراتي (ما يعادل 27 دولار) والغذاء ب225 درهم إماراتي (ما يعادل 61 دولار) والعشاء ب195 درهم إماراتي (ما يعادل 53 دولار). هذه الأسعار لا تشمل الأطفال دون سن ال12، فهم يحصلون على خصم 50% من أسعار البوفيه.

ولمحبي الشيشة يقدم مقهى “نادي اليخوت” تشكيلة من نكهات الشيشة المميزة، تتراوح أسعارها ما بين 90 درهم إماراتي (ما يعادل 25 دولار) و165 درهم إماراتي (ما يعادل 45 دولار). يوفر المقهى جلسات داخلية وخارجية تطل على مناظر دبي الرائعة، ما يتيح للزائر فرصة الإستمتاع بالأجواء الشرقية المدموجة بالطابع الغربي. فرغم ترميمه، إلّا أن الديكورات الأصلية مازالت طاغية.

إلى جانب المطاعم، توفر السفينة للزائر فرصة الاستمتاع بمشاهدة العروض المسرحية من داخل أول مسرح مرخص في قلب البحر والذي يستوعب 515 شخصاً. وتشمل العروض القادمة حفلة لفرقة الروك أند رول “بي بوب ألولى”، التي ستعرض في السابع والعشرين من تشرين الثاني (نوفمبر) العام الجاري، لتنقل الزائر إلى زمن الستينات الساحر مع أغانيهم القديمة. وتبدأ أسعار التذاكر من 180 درهماً إماراتياً (مايعادل 50 دولاراً).

وتضم السفينة أكبر سينما عائمة تستوعب أكثر من 531 شخصاً، فضلاً عن وجود عدد من الصالات والغرف الفريدة من نوعها الخاصة بتنظيم الفعاليات والاجتماعات، كقاعة الحفلات “ذا كوينز روم” التي لا مثيل لها في المدينة. فتصميمها القديم يحيي في نفس الزائرزمن حفلات فيلم “التايتانيك”.

ولمحبي التسوق قامت سوق دبي الحرة بافتتاح فرعٍ لها على ظهر السفينة شاملةً أفخم الماركات العالمية للساعات والمجوهرات، بالإضافة إلى متاجر بيع التذكارات المصممة خصيصاً للسفينة.

ويحتضن فندق الملكة إليزابيث 2 معرض “كيو إي 2”  الذي يقع في الجهة اليسرى من بهو الفندق، وهو متحف تفاعلي يعرض من خلاله تاريخ السفينة في ستينات القرن الماضي. ويعكس تصميمها وتقنيتها ونمط الحياة فيها. تبدأ الجولة من معرض التراث بالقرب من السفينة، ثم تستمر بجولة في الغرف الأصلية والقطع الأثرية المهمة للملكة إليزابيث الثانية. أما الجهة اليمنى من بهو الفندق فتعرض مكتبة عصرية 6000 كتاب من المكتبة الأصلية للسفينة.


وقال الرئيس التنفيذي، في فنادق “بي سي أف سي” التابعة لمؤسسة الموانئ والجمارك والمنطقة الحرة في دبي والتي بدورها تدير السفينة، حمزة مصطفى لموقع ال”سي إن إن” إنّ “عمر السفينة القديم هو ما يميزها في سوق الفنادق في دبي،” لافتاً إلى أنّها “إضافة جديدة وتتميز بمضمون تاريخي كبير وعظيم. فدبي مدينة جديدة، وهذه أحد أقدم الأشياء الموجودة فيها.”

ويذكر أن سفينة الملكة إليزابيث 2 أبحرت حول العالم 25 مرة، وقطعت المحيط الأطلسي 812 مرة، وأتمت 1400 رحلة سياحية ناقلةً على متنها حوالي 2.5 مليون مسافر. وتأمل مؤسسة الموانئ والجمارك والمنطقة الحرة في دبي بأن “يعزز المشروع حركة السياح في منطقة ميناء راشد”، حسبما ذكر سعيد أبال.

Please follow and like us:

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Social media & sharing icons powered by UltimatelySocial
EMAIL
Facebook
INSTAGRAM