لماذا نسافر؟ ولماذا نقرأ عن الرحلات؟

خيالك الآخذ بك حول العالم

“بقيتُ في زنزانة انفرادية في السجن في ليبيا، وحينما خرجت للزنزانة الجماعية شعرت وكأنني أزور قارات العالم..تَوفر لي أن أعيش في العالم”. هذا ما صنع جزءاً من خيال الدكتور أحمد الفيتوري، وكونه كان محروماً من قراءة الكتب وقت سجنه، غرق بحثاً عن طريقة للاطلاع على الكتب، إذ عثر على الاطلاع على البشر، معبراً أن: ” نحن هنا أمام البشر أي وكأننا أمام مجموعة من الكتب”. وأثناء أيامه التي قُضيت في السجن، بدأ بالطلاع على كتابٍ جديدٍ في الشخص الألماني الذي التقى به في الزنزانة، واصفاً أن “الأمر كان أشبه بتأدية تحقيق صحافي معه.”  هكذا عبّر الفيتوري عن أهمية الخيال في أخذك حول العالم، أثناء جلسة حوارية  بعنوان “دعنا نجد بعض الأماكن الجميلة” في معرض الشارقة الدولي للكتاب، حيث قال: “أهم ما مُنح للإنسان هو الخيال، فالخيال هو ما يجعل الإنسان إنساناً.. لذا رأيتُ الحياة وأنا في السجن.”

أدب الرحلات، السفر: ما أهميتهما؟

“ألف مندوبٍ من جاؤوا من خمسةٍ وثمانين بلداً من أنحاء الكرة الأرضية كافة… أفارقة هنود عرب صينيون لاتينيون.. الخ هذا المشهد في روايتي الأخيرة عن وحدة العالم وتعدده في آنٍ واحدٍ.. اكتشفهما يحيى في سفره” هذا ما وصف به إيمان يحيى روايته “الزوجة المكسيكية”، معبّراً عن أهمية السفر في اطلاعك على الآخر. وقالت جورجينا جودوين إنّ “الأدب يحضر العالم إليك”، ولعل المقصود هو أدب الرحلات خصوصاً. ولعل ما غرّس حب أدب الرحلات في نفس الفيتوري، هو ما ينسجه لنا ذلك الأدب من خيالٍ ناقلٍ بين “الماضي والحاضر والمستقبل”. فالسفر هو أيضاً أن نرى ما لم نراه في “المكان أو البشر”. وقال يحيى إن السفر مهم أيضاً لاكتشاف “اختلافاتنا عن الآخر”، ولعل أهم رحلة سفر هي الرحلة التي “يخوضها الإنسان في نفسه.”

تجربة شخصية لجودوين

وعن أهمية السفر، وصفت جودوين عن التقائها بالشاب والشابة في معرض الشارقة الذين أخبرت كلاً منهما بامتلاكه تسريحة شعر مشابهة للآخر، تجعل منهما ثنائي ظريف سوياً. وتبيّن مع جورجينا أن كلاً من الشاب والشاب كان “سرياً معجباً في الآخر” لكنهما لم يعترفا لبعضهما البعض. وقالت جودوين إنها تعتقد أنها كانت سبباً في جمع الشاب والشابة في علاقة حبية. ولعل هذا ما يزيد من حب جورجينا للسفر، صنع صلات وصداقات متعددة مع من تقابلهم، وترك أثراً جميلاً فيمن تلتقيهم.

كتاب الخيميائي كتاباً خطيراً

وظنت جودوين إن كتاب الخيميائي قد يكون “كتاباً خطيراً”. فهو الآخر يشجع الشباب على الاعتقاد الخاطئ بأن كل ما هو مرغوب يمكن تحقيقه، وبأن لا شي لا يمكن تحقيقه، من خلال المخاطر والإشارات التي يقوى سانتياغو على مواجهتها أثناء رحلته. وعبّرت جودوين إن “العديد منا هنا كبير كفاية للتفريق بين ما يريده وبين ما لا يمكن الحصول عليه.” فآمال صغار السن الكبيرة في تحقيق ما لا يمكن تحقيقه قد تؤدي ل “خيبة الأمل”، متممةً أن “مجرد الرغبة في أمر ما والسعي للحصول عليه هي ليست بالأمور الكافية لتحقيقه.” الشباب عليه أن يحلم، “الشباب خصوصاً” لكن المشكلة تبدأ عندما يبحث الشباب عن شيء غير حقيقي ليحلم به ويبني اعتقادات خاطئة عن تحقيقه. من جانب آخر قالت جودوين إنّ “ما يفعله كتاب الخيميائي هو أنه يعطينا فرصة الاطلاع على الحياة من عين الآخر.”

يُذكر أن معرض الشارقة انطلق في دورته الجديدة لعامه الثامن والثلاثين، برعاية حاكم الشارقة، عضو المجلس الأعلى، سمو الشيخ الدكتور سلطان القاسمي. ويستمر المعرض عشرة أيام ضامّاً عشرات المتحدثين، ومئات الفعاليات، وآلاف دور النشر. ومن المتحدثين الذين تمت استضافتهم الأمس في جلسة “دعنا نجد بعض الأماكن الجميلة” هو أحمد الفيتوري، كاتب وصحفي ليبي، بدأ مهنته كصحفي في سن صغيرة، ونشر كتابات عديدة في النقد الأدبي. وقد اعتُقل من قبل السلطات الليبية لمدة عشرة سنوات في الفترة ما بين ( 19781988 ). أما عن المتحدث الثاني، إيمان يحيى، فهو كاتب ومترجم مصري، يعمل أستاذاً جامعياً في جامعة قناة السويس، وله روايتان: “الكتابة في المشرق” و”الزوجة المكسيكية”. أما عن المتحدثة الأخيرة، جورجينا جودوين، فهي إعلامية من زيمبابوي، وهي واحدة من مؤسسي مهرجان هراري الدولي للفنون، وهو الآن أكبر مهرجان متعدد التخصصات في أفريقيا. وهي جزءاً من الفريق الذي بدأ أول محطة إذاعية مستقلة في زيمبابوي، متحديةً الحكومة.

Please follow and like us:

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Social media & sharing icons powered by UltimatelySocial
EMAIL
Facebook
INSTAGRAM