محاضرة في معرض الشارقة بعنوان “علم طفلك كيف يقول لا لمن يؤذيه”

“تعليم الطفل كيف يرفض الإعتداء هو جزء من حماية الطفل. تمرد وقل “لا” لكل من يؤذيك، لأنه من حقك أن تحمي نفسك”
بهذه العبارات باشر المسؤول الاجتماعي من دائرة الخدمات الإجتماعية في حكومة الشارقة، طارق عيد، جلسته بعنوان “علم طفلك كيف يقول لا لمن يؤذيه”، التي نظمها معرض الشارقة الدولي للكتاب، أمس الإثنين.
واتخذت الجلسة، التي أديرت بشكلٍ سلسٍ وتلقائي طابعاً حوارياً، حيث عرض عيد محاور متعددة، تشمل الفرق بين حماية الطفل وبين تعليمه حماية نفسه، معنى كلمة لا، الاستراتيجيات الست لقول كلمة لا، أنواع الإساءة، إضافة إلى عرضه أساليب تساعد الأهل في التعامل مع طفلهم المعتدى عليه.
متى يقول طفلي لا؟
تحدث عيد عن المواقف التي تسمح للطفل بالرفض وقول كلمة لا، وقال “علم طفلك أن يقول لا عندما لا يريد أن يفعل شي ما، مثلاً، أن يرفض بإحدى الاستراتيجيات إذا طلب شخص ما لمس عورته. أو عندما يشعر أن هناك شخصاً ما يريد له الأذى، فيقوم الطفل بردة فعل كالهرب والإمتناع. كما تكلم أيضاً، عن المواقف التي تخلق طابع الخوف أو عدم الراحة أوالتردد في نفوس الأطفال، كرفضهم لمرافقة شخص غريب إلى السوق، بسبب شعورهم بالخوف.
استراتيجيات قول كلمة لا:
وتابع عيد حديثه عن كيفية تعليم الطفل كلمة لا، وذلك من خلال تعليمه أن يرفض، يمتنع، يبتعد، يتهرب، يهرب، ويبلغ. وقال عيد، “الرفض يأتي بقول كلمة لا، والامتناع يأتي بتوجيهه أن يمنتع بأن لا يبقى وحيداً حتى لا يكون عرضة للخطر، وأن يتهرب عندما يقول أنَه مشغول”. وأضاف، “يجب على الأهالي تعليم أبنائهم كيفية الإبتعاد عن الأشخاص الغريبين، والهروب منهم إذا شعروا أنهم معرضون للخطر. وأخيراً، بعد هروبهم، يمكنهم إبلاغ الشرطة لطلب النجدة”.
أنواع الإساءة (الإعتداء):
– عند التعرض للإعتداء الجسدي:
الاعتداء الجسدي هو استخدام العنف باليد أو بآداة تتسبب في أذى جسدي للطفل بقصد أو من غير قصد. ومن أمثلته، الضرب، اللطم، الحرق، الصفع، التسميم، الخنق، الرفس، والعض. وتعتبر جميعها من وسائل التعذيب والتأديب، حيث يتم استخدام أساليب تربوية قاسية أو عقوبات بدنية على الطفل.
وصرح عيد في حديثه عن الإعتداء الجسدي أنَه هناك إعتداءً داخلياً “داخل البيت”، حيث يقوم شخص بالغ كالأب، الأم، الخادمة، أو السائق بضرب الطفل. ويوجد أيضاً اعتداء خارجي “خارج البيت”، وهو قيام أبناء أحد الأقارب، أو حتى زميل في المدرسة بضرب الطفل.
– الإستغلال التجاري:
هو أن يتم استغلال الطفل في أعمال تجارية كتشغيل الأطفال في الدعارة والمخدرات والتسول وغيرها. كما ذكر عيد أنَ نسبة الإستغلال التجاري تكون أكبر في الدول الغربية مقارنة بالدول العربية.
– الإعتداء الجنسي:
هو أن يُستخدم الطفل لإشباع الرغبات الجنسية لبالغ أو مراهق، ويشمل تعريض الطفل لأي نشاط أو سلوك جنسي. كما يتضمن غالباً التحرش الجنسي بالطفل من قبيل ملامسته، أو حمله على ملامسة المتحرش جنسياً. وكذلك المجامعة، والاستغلال الجنسي للطفل، عبر الصور الخلاعية والمواقع الإباحية.
وذكر عيد أنَ الاعتداء الجنسي يعتبر الأسوأ بينهم، حيث يؤثر سلباً على نفسية الطفل أكثر من باقي الإعتداءات. وأضاف “هناك لمسة جيدة، وهي التي تشعرنا بالارتياح والأمان، مثل حضن الأم والأب، المصافحة العادية، وكشف الطبيب أو الممرض. وفي المقابل يوجد اللمسة السيئة، وهي لمسة مخيفة ومؤذية، تشعرالطفل بعدم الإرتياح، والقلق، والخوف، وهي عادةً ما تؤدي للإعتداء الجنسي”.
– الإعتداء العاطفي:
هو أن يتعرض الطفل للانتقاد اللاذع المتكرر، والتحقير، والشتم، والإهانة، والرفض، والسخرية منه. وهو كذلك الفشل في توفير الاحتياجات العاطفية الضرورية للنمو النفسي السوي للطفل. كحرمانه من الحنان، والتأييد، والتوجيه.
– الإهمال:
هو أن يتعرض الطفل لسوء المعاملة الذي يعبر عن الفشل في توفير الرعاية المناسبة لعمر الطفل، كالفشل في توفير المسكن، والملبس، والغذاء، والتربية، والتعليم، والتوجيه، والرعاية الطبية، وغيرها من الاحتياجات الأساسية الضرورية لتنمية القدرات الجسدية والعقلية والعاطفية.
النصائح لتجنب تلك الاعتداءات:
شرح عيد النصائح التي يجب متابعتها، لتجنب الإعتداءات على الأطفال بشكل عام. فبالنسبة للاعتداءات الجسدية، يجب على الأهل إحسان معاملة الخدم القائمين على رعاية أطفالهم وعم الثقة بهم، الحرص على عدم ترك مجال للاختلاء بالأطفال، ووضع كاميرات مراقبة في البيت للتأكد من سلامة الأطفال مع الخدم.
قال عيد في حديثه عن نصائح الاستغلال التجاري، “أعط النصائح للطفل بأسلوب قصصي، وعلمه بأن يرفض الهدايا والنقود من أي شخص قبل أن يأخذ الإذن منك، لتجنب تلك الاعتداءات”.
أما بالنسبة للاعتداء الجنسي، فالمهم هنا أن يميز الطفل الفرق بين اللمسة الجيدة واللمسة السيئة، كما أنَه من الضروري توعية الطفل بأجزاء الجسم والعورة. وأضاف “عورة بالنسة للبنت تكون من الرقبة إلى القدمين، أما للولد فهي من السرة إلى القدمين”.
ولتجنب الإعتداء العاطفي، تجنب الشدة والقسوة وكثرة المحاسبة على الطفل أمر في غاية الأهمية.
كما يمكن للأهالي تجنب الإهمال، عن طريق التعرف على أصدقاء أبنائهم. وأيضاً ملاحظة ماذا يشاهد الأطفال في التلفزيون والإنترنت.
نظرة المجتمع لتلك الإعتداءات
وعلق عيد في تصريح خاص لمعدة هذا التقرير، عند سؤاله ما الذي تغير في مجتمعنا من ناحية تقبلهم لتلك الأمور، والطريقة التي يستخدمونها إذا المعتدي عليه هو طفلهم، وقال “أصبحنا في القرن 21، جميع وسائل التواصل الإجتماعي تقوم بثورات ضد تلك الإعتداءات. إضافة إلى وجود الندوات والحملات لحماية حقوق الطفل خصوصاً في بلد مثل دولة الإمارات”.
إلى ذلك، يرى عيد اليوم أنَ نظرة المجتمع تغيرت، فأصبحوا يرون هؤلاء الأطفال “ضحية” وليس “عار”. كما أصبح هناك تركيز أساسي على التربية السليمة للطفل، والقيام بتأمين بيئة آمنة له. إضافة، إلى تأمين كافة الحقوق من أوراق صحية، تعليم، والعيش ضمن أسرة. فهذا يساعد على تنشأة طفل يدرك تماماً كيف يحمي نفسه.
يذكر أن طارق عيد، مسؤول اجتماعي من دائرة الخدمات الإجتماعية في حكومة الشارقة، والتي تعتبر آلية لتنفيذ المساعدات، حيث تقدم مساعدات تشمل، دار الرعاية الإجتماعية للأطفال، دار رعاية المسنيين، دار الأمان، ومركز حماية المرأة.
إلى جانب طارق عيد، يشارك في المعرض نحو 173 كاتباً وروائياً من 68 دولة عربية وأجنبية، يقدمون 987 فعالية متنوعة.وانطلقت فعاليات معرض الشارقة للكتاب في دورته الثامنة والثلاثين التي افتتحت الأربعاء 30 تشرين الثاني (أكتوبر) الماضي، برعاية حاكم الشارقة عضو المجلس الأعلى، سمو الشيخ الدكتور سلطان القاسمي، لتشهد حضور عدد وافر من المبدعين العالميين تزامناً مع تتويج الشارقة “العاصمة العالمية للكتاب”. فقد استضاف المعرض 2000 دار نشر من 81 دولة عربية وأجنبية تحت شعار “افتح كتاباً… تفتح أذهاناً”. وكذلك حلت المكسيك ضيف شرف لهذا العام، تحت شعار “افتح كتاباً… تفتح أذهاناً”. وكذلك اختيرت المكسيك ضيف شرف لهذا العام.