عون يستقبل حاكم مصرف لبنان المركزي ويعرض معه عمل المصرف والأوضاع النقدية

استقبل رئيس الجمهورية اللبنانية، ميشال عون، حاكم مصرف لبنان المركزي، رياض سلامة، الإثنين الماضي، وعرض معه الأزمة النقدية التي سادت الأوساط المصرفية والتجارية في البلاد لمناقشة التطورات في عمل المصرف المركزي.
وأكد سلامة أنَه سيصدر تعميم ينظم تأمين الدولار للمصارف بالسعر الرسمي المعلن عنه من مصرف لبنان، لتأمين استيراد البنزين والطحين والأدوية، حيث أنَ علاقة المصرف المركزي ستكون مع المصارف “فقط” وليست مع المستوردين مباشرة، من أجل تخفيف الضغط على طلب الدولار لدى الصيارفة.
وجاء ذلك التعميم، بعدما خرج مئات اللبنانيين، إلى شوارع العاصمة بيروت وغيرها من المدن، احتجاجاً على “تدهور الاقتصاد” وأزمة “شح الدولار”، التي قادت لبنان منذ شهر أغسطس (آب) الماضي.
وردد المحتجون شعارات تعبر عن استيائهم من المخاطر التي تهدد حياتهم، بسبب تراجع سعر الليرة اللبنانية للمرة الأولى منذ ما يزيد على العقدين، والناجم عن الأزمة الاقتصادية، التي تغذيها العقوبات المفروضة على جماعة حزب الله بسبب علاقاتها مع إيران، وفقاً لموقع “سكاي نيوز عربية”.
وعلق عضو البرلمان اللبناني، لياس حنكش على المظاهرات التي شهدتها لبنان، من خلال تصريحات لسكاي نيوز عربية، إنَها “جاءت نتيجة سوء إدارة للسلطة التي ارتضت أن تسلم للغير قرار السلم والحرب”، في إشارة إلى جماعة حزب الله. وأضاف أنَ “المظاهرات تعبر عن وجع المواطن اللبناني، وعن عشوائية التعاطي مع الملفات الحساسية للدولة، والأهم الغياب التام للدولة اللبنانية”.
فغضب الشارع اللبناني لم يكمن فقط في الاحتجاجات، بل امتد ليشعل “إضراباً” في محطات الوقود، حيث أعلنت نقابة محطات الوقود إضرابها، الجمعة الماضي، للتوصل إلى اتفاق مع الحكومة، يسمح لهم بالدفع للموزعين بالليرة اللبنانية، بعد شكاوى من نقص الدولار.
وصرح أحد العاملين في محطة الوقود “توتال ستيشين”، محمد بطة، في تصريح حصري، “الناس عم تدفع بالليرة البنانية، ونحنا مجبورين ندفع بالدولار للمستوردين والموزعين وهيدا عم يسبب مشكلة مش بس لألنا، لكل محطات الوقود”. إلى ذلك عبر بطة عن اضطرارهم لشراء الدولار من السوق السوداء بسبب عدم تجاوب الحكومة مع مطالبهم لتوفير ما يحتاجونه من الدولار.
كما هزت مواقع التواصل الإجتماعي واقعة الأزمة الإقتصادية في لبنان، خصوصاً بعد تراجع تصنيفه الائتماني حسب تقرير .CCCإلى B- وكالة “فيتش” الدوري للتصنيف الائتماني، حيث تم تخفيض تصنيف للبنان مرتبة واحدة، من
وكتب الكاتب اللبناني، عدنان كريمة، في جريدة الاتحاد الإماراتية مقالاً بعنوان “لبنان ليس مفلسًا”، حتى أنه لم يرد، في أي تقرير لأي وكالة تصنيف عالمية أو مؤسسة دولية، ما يشير إلى أن هذا البلد على شفير الإفلاس، ولكن المصدر الوحيد لمثل هذه “الإشاعات” هو بعض الخبراء والاقتصاديين الذين يرددون كل يوم “أنَ لبنان مفلس والليرة ستنهار”.
ولفت كريمة، في مقاله، إلى أن تخفيض التصنيف الائتماني يمثل “هبوطه إلى درجة الدخول في دائرة الدول غير الصالحة للاستثمار فيها، وفي الوقت نفسه يعني أن حظوظ لبنان في الإنقاذ لا تزال متاحة، وهي مرهونة بما ستفعله سلطة الدولة المهددة بالإفلاس، لتتجنب هذا الكأس المر”.
كما صرحت طالبة في الجامعة اللبنانية، ساشا يوسف، في تصريح حصري، عن استيائها بالوضع الإقتصادي “اشعر بالغضب تجاه كل من ساهم في هذه الأزمة الإقتصادية. لكنني مازلت أحب لبنان وافتخر بها كونها بلدي وهذا ما دفعني أن أكمل دراستي في هذه البلد”.
فعلى الرغم من الأزمة الإقتصادية اللبنانية وتدي العملة، مازال الشعب اللبناني يمشي قدماً لتخطي تلك الأزمة.
يذكر أنَها قد تراجعت قيمة العملة اللبنانية في اغسطس الماضي، حيث أنَ الدولار يعادل 1650 ليرة لبنانية، في متاجر الصرافة، بعد أن ظلت ثابتة عند قيمة 1500 ليرة للدولار منذ عام 1997. ويشهد الوضع الاقتصادي في لبنان تدهوراً منذ سنوات على وقع الخلافات السياسية المتكررة. كما يعاني لبنان من ديون من بين الأعلى في العالم، بلغت قيمتها 68 مليار دولار، أو ما يزيد على 150 في المئة من إجمالي الناتج المحلي.
Please follow and like us: