علي جابر يدعو مؤسسات الإعلام لإنتاج محتوى ضد التطرف

في ظل الثورة التكنولوجية والتطور التقني، ولد الإعلام الجديد الذي يفتح الآفاق لجميع مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي للمشاركة في صناعة ونشر الأخبار، مما أدى إلى إنتاج هفوات كبيرة أسهمت في تغيير نظرة المجتمع لكثير من المؤسسات الإعلامية. فما هو الحل للحفاظ على الإعلام الصادق المحايد في عصرنا التكنولوجي؟
تم مناقشة هذا السؤال في ندوة ثقافية، أجراها عميد كلية محمد بن راشد للإعلام في الجامعة الأمريكية في دبي، والمدير العام لمجموعة قنوات MBC، علي جابر، ضمن فعاليات منتدى الإعلام العربي، تحت عنوان “ما نوع الإعلام الذي نريده؟”.
أكد جابر أن تعريف المحتال قد تغير عبر السنين في الثقافة الغربية، ففي السبعينات المحتال كان الذي يبيع سيارات مستعملة، أما في الثمانينات فقد أصبح المحتال المحامي، وخلال الأزمة الاقتصادية الأخيرة أصبح المحتال العامل أو الموظف في البنك، أما من عام ٢٠١٧ و٢٠١٨ وحتى الآن “المحتالين هم جماعة السوشال ميديا”.
وصرح جابر أن: “فيسبوك وجوجل كانتا مثل نسمة هواء عليل جاء إلى المنطقة”، فقد جعلتا الناس تتحرك من خلال دفعهم للنزول إلى الشارع، وتغيير أنظمة دكتاتورية وقمعية، مما جعلهم قادرين على إنشاء تغيير لم يحلموا به قبل وجود هذه المنصات. وأضاف جابر” ” جميع مؤسسي مواقع التواصل، وعدونا بالأحلام، وأعطونا كوابيس”. وشرح جابر عن الآثار التي خلفتها مواقع التواصل الاجتماعي مؤكداً أن فيسبوك وجوجل كانتا وراء آلاف القتلى والشهداء في كل من سوريا، والعراق، اليمن، فلسطين، ولبنان، “فقط لأنها منصات تسمح لمستخدميها تعلم فنون الإرهاب”.
وعن مدى قوة وتأثير جوجل على مجتمعنا قال جابر: ” ٩٠ ٪ من عمليات البحث يسيطر عليها جوجل، جوجل يؤثر علينا بطريقة لا يمكن لنا أن نتخيلها، فنحن لا نعيش على الكرة الأرضية، نحن نعيش في عالم جوجل، حيث يمكن لأي شخص أن يعرف معلومات شخصية عني، حيث انتقل جوجل من وسيلة بحث علمي لوسيلة مراقبة”.ثم طرح جابر فكرة انتخاب مديرين جوجل من قبل المستخدمين، كي يستطيع المستخدم فهم طريقة عمل الخوارزميات، والتي يطلق عليها “الصندوق الأسود”.
أما عن مجموعة قنوات الـ MBCوالتي تعد أكبر شبكة تلفزيونية في الشرق الأوسط وكل إفريقيا، قال جابر” نحن انتبهنا في الـ MBCإلى التأثير الواسع للإعلام الذي نديره، نحن يمكن لنا أن ندمر العالم بخبر، وأن نهز بيروت برسم كاريكاتور، وأن نصنع مظاهرات في العراق بأغنية، لذلك قررنا قراراً استراتيجياً، وهو أن نُسخر جزءاً أساسياً من ميزانيتنا، لإنتاج محتوى ضد التطرف”.
وأعلن جابر أن الـ MBCستكون رائدة في إنتاج محتوى يناهض التطرف، من خلال تأسيس الشراكة مع “المجتمع الإبداعي”، والتي هي عبارة عن مؤسسة تجمع منتجين كبار في الغرب ومنتجين عرب شباب، للمناقشة وتبادل المعرفة والأفكار حول كيفية صنع محتوى مضاد للتطرف فعال، ودعا مؤسسات الإعلام أن يحملوا المسؤولية على عاتقهم، ويشاركوا في المؤسسة الإبداعية، لتغيير العالم العربي نحو الأفضل.