“مستقبل الصحف”: هل تنتصر الشاشات البرّاقة على حبر المطابع؟

مع تزايد عدد مستخدمي الإعلام الرقمي في العالم العربي والاندماج الدائم لهذا الإعلام الجديد مع وسائل الإعلام التقليدية، برز نوع من المنافسة بينهما.

وخاصة مع بروز التطوّر الثقافي والحضاري والصحافي والعلمي وروح التكنولوجيا التي سادت على الأجيال كافة باتت، حتى الساعة، الصحافة الورقية مهددة بعدم الاستمرارية خاصة مع بروز الصحافة الرقمية. وعلى هامش أهمية تناول هذه القضية، عقدت جلسة حوارية لرؤساء تحرير ضمن فعاليات منتدى الإعلام العربي في دورته الثامنة عشر، تحت عنوان مستقبل الصحف، في اليوم الأول من المنتدى والذي يصادف السابع والعشرين من مارس الجاري.

ناقش كل من عثمان العمير رئيس تحرير صحيفة إيلاف الإلكترونية ومنى بوسمرة رئيس تحرير مسؤول في صحيفة البيان ونايلة تويني رئيسة تحرير صحيفة النهار التحديات التي تواجه الصحافة بالمنطقة والعالم.

وبحثت الجلسة التي أدارتها الإعلامية في مؤسسة دبي للإعلام سحر الميزاري أهم العناصر التي تصحب مستقبل الصحافة، حيث أشارت منى بوسمرة إلى “أن مستقبل الصحافة مرتبط بتقديم الرأي والتحليل والاستقصاء والعمق بعيداً عما يقدمه الاعلام الرقمي”. وأضافت خلال حديثها أن الصحف في دولة الإمارات تمتاز بمواكبة أهم التغييرات التي تطرأ على الإعلام والتكنولوجيا.

من جانبه أشار عثمان العمير إلى أن العديد من الصحف والمجلات العالمية التي تمتاز بالتاريخ والعراقة على سبيل المثال فايننشال تايمز وإيكونيميست نجحت في مواكبة العصر التكنولوجي ومتطلباته والتغييرات التي وقعت على الصحافة في يومنا الحالي.

وفي سؤالها عن توقف العديد من الصحف العريقة في لبنان عن الصدور مثل الأنوار والسفير وانتقال بعضها للوسائل الرقمية أوضحت نايلة تويني أن هذا حصل بسبب عدة عوامل من ضمنها العامل المادي والإعلاني إلى جانب متطلبات التطوّر. وأشارت إلى أن صحيفة النهار نشرت العام الماضي عدداً بصفحات بيضاء احتجاجاً على الأوضاع السياسية. وقد أثارت هذه المبادرة جدلاً واسعاً في الشارع اللبناني وارتفاعاً غير مسبوق لشراء هذه النسخة، مما عبّرت عنه تويني بتأكيد قوة الصحافة الورقية حتى في ظلّ الصحافة الرقمية، وأكدّت أن تجربة النهار اثبتت بجدارة أن الصحافة الورقية لازالت قادرة على الاستمرار والصمود.

من ناحية أخرى، قالت بوسمرة لصحيفة كلية محمد بن راشد للإعلام الإلكترونية، أن الشباب هم السلاح وثروة الوطن في أي بلد ويجب عليهم مواكبة وملاحقة التطوّر السريع للتخصصات كافة، سواء في الإعلام أو الفضاء أو الاقتصاد.

وأشارت ناديا رحمن، أستاذ مشارك في كلية علوم الاتصال والإعلام في جامعة زايد لصحيفة كلية محمد بن راشد للإعلام، إلى أن أساسيات الصحافة هي نفسها التي عليك كصحفي أن تتبعها، والتي تتطلب منك على سبيل المثال أن تبني قصتك على أساس الحقائق والأشخاص الحقيقيين الذين لديهم مشكلة تود أن تغطيها للعالم سواء كانت اقتصادية أو اجتماعية وغيرها.وأضافت أن الأساسيات هي ذاتها ولكن طريقة العرض أو التنسيق هي التي تختلف مع مرور الزمن، فقد بدأنا بالصحافة المكتوبة ثم إلى الراديو والتلفزيون وحتى وصلنا في عصرنا الحالي إلى الإعلام الرقمي حيث يمكن للمتابعين الاستفادة من تقنيات الصوت والصورة في أن واحد من أي مكان وزمان، مما يجعل هذا الأمر تجربة صحفية مثيرة ومفيدة لأفراد المجتمع كافة ولا ينبغي التفريط بأي من عناصر الصحافة المهمة بل السعي وراء مواكبة كل ما هو حديث.

Please follow and like us:

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Social media & sharing icons powered by UltimatelySocial
EMAIL
Facebook
INSTAGRAM