احذر من خدعة الثراء السريع: كشف القناع عن شركات التسویق الوھمي الھرمیة

لم یَدُر في خُلد محمد الشھري؛ طالب السنة الثانیة بالجامعة، أن صدیقه یُدبر له فخاً بإقناعه بالانضمام لإحدى الشركات الھرمیة؛ فمحمد شاب طموح یسیطر علیه حلم تكوین ثروة، وجمع مبلغ كبیر بواسطة ھذا العمل، مما جعله لا یشك في نوایا أعز أصدقائه، الذي أوقعه في شباك الشركات الھرمیة، التي كل نصابھا الاستفادة منه ومما سیدفعه من مال مقابل الاشتراك في شبكتھم.

الشركات الھرمیة أو شركات النظام الھرمي -كما أوضح محمد في مقابلته لصحيفة محمد بن راشد للاعلام الالكترونية- المقصود بھا نموذج عمل ھدفه جمع المال من أكبر عدد من المشتركین، بینما یكون المستفید الأكبر ھو المتواجد في رأس الھرم، فكلما زاد عدد المشتركین كلما زاد حصول الأول على عمولات أكثر وطريقة الدخول هي إقناعك بأنك ستكسب الكثير من المال إذا اشتريت منتج من عندهم بمبلغ لا يقل عن ٢٦٠٠ درهماً، ثم اقنعت شخصين فقط بالاشتراك ودفعهم المبلغ ذاته. وسيتم تسجيلهم تحت اسمك كما هو موضح في الصورة ليشكل شكل الهرم وهكذا سيصبح مجموع المشتركين في المنظمة ٣ اشخاص. إذا قام الشخصين في أسفل الهرم بدعوة أربعة اشخاص سيكبر الهرم وستكسب عمولات أكثر. باختصار كلما قمت بإقناع الناس بالاشتراك في المنظمة ستكسب عمولة على كل شخص تحتك في الهرم.

يؤكد محمد وهو يتحدث إلينا أن صديقه بدا واثقا ً جداً عندما أقنعه بأنه اشترك بشركة تدر له المال السریع، فوافق محمد أن یذھب معه للقاء مدرب یعمل في الشركة العنكبوتیة التي تُدعى “كیونت”.

ویتابع محمد حدیثه: “لقد استغلوا عاطفتي، خاصة نقطة أنني لا أملك مصدر دخل كوني ما زلت طالباً، ولا أملك غیر مكافأة الجامعة التي تُقدر بـ٩٠٠ درھم شھریاً، وحتى أھلي لم یعطوني مصروفاً” مضیفاً: “ظروفي جعلتني أرى في ذلك فرصة رائعة، خاصة عندما أحضر المدرب لي ورقة وشرح لجدول عمولات، وكیف أنني إذا أقنعت المزید من الاشخاص بالاشتراك سیزید دخلي في الشركة “ويقول محمد أنه هرع  إلى استدانة المبلغ الذي یقارب ٢٣٦٥ درھماً، مقابل شراء منتج یخوله للاشتراك في الشركة التي ستحقق جمیع أحلامه.

ویعرّف خالد السراج -مستشار المالیة في شركة “برایس واترھاوس كوبرز” في مقابلة مع صحيفة محمد بن راشد للإعلام الالكترونية- الفرق بین الھرمیة والشبكیة قائلاً: “في النظام الھرمي یكسب الشخص الواقع في أعلى الھرم، وبقیة المتسلسلین على الھرم یحصلون على الفتُات، أما الشبكي فإن جمیع المشتركین یحصلون على نفس العمولة بالتساوي، ویجب التنویه إلى أن شركه “كیونت” و”لیف فري”، وغیرھما یدّعون أن نظامھم شبكي ولیس ھرمیاً، وفي الأخیر ھي تصب في نفس المصلحة”.

ویُحذر المستشار المالي خالد السراج من أن “كیونت” و”ليف فري” وغیرھا یؤكدون للعمیل أن خسارته تساوي صفراً، بتعلیل أنه في حال لم يقم بدعوة أحد فقد حصلت على منتج ذي قیمة، وھذا غیر صحیح؛ لأن المنتجات التي یبیعونھا لا قیمة لھا في الأسواق.

ویعترف محمد الشھري بأنه تم خداعه من قِبل “كیونت”، لكنه قرر إعطاءھم فرصة. یقول محمد: “عندما علمت بأنه لا مفر من العمل لدى “كیونت”، خاصة بعد دفعي المبلغ لھم، قررت أن أورّط غیري من الناس حتى أستطیع استعادة رأس المال الخاص بي”.

وتستدرج تلك الشركات الھرمیة الشباب، خصوصاً من ھم في فترة المراھقة وما بعدھا بسبب قلة خبرتھم في مجال التجارة أما كبار السن فتكون لدیھم خبرتھم في الحیاة الواقعیة، ولا تستنزفھم عاطفتھم بقدر المراھقین.

وبالنسبة إلى وزارة التجارة الإماراتية -التي ذكرت هذه القصة في موقعها الالكتروني- فقد كان ھناك سجل تجاري قبل أكثر من ست سنوات في دولة الإمارات، ولكن السجل كان مغایراً لحقیقة النشاط، فبعد شكاوى عدة لوزارة التجارة، بحثت في الموضوع حتى اكتشفت الحقیقة وأغلقت كل شيء لھم، وطالبت بضرورة الإبلاغ عن كل من یمارس تلك الخدع باسم ھذه الشركة، أیضا ً قررت وزارة التجارة الإماراتية عمل فیدیو یحذر من “كیونت” تحدیداً، ونشرت الفیدیو على موقعھا الرئیسي.

Please follow and like us:

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Social media & sharing icons powered by UltimatelySocial
EMAIL
Facebook
INSTAGRAM