لبنان إلى برلمانه: “امنعوا زواج القاصرات”

مع دخول العالم في العام ٢٠١٩، ووصول بعض الدول إلى القمر، مازالت بعض المجتمعات تعافر من أجل ضمان حقوق أطفالها. وهذا ما يحصل حالياً في لبنان، إذ انطلقت مسيرة في الثاني من مارس للمطالبة بإقرار قانون يمنع زواج القاصرات، ويحدد سن الزواج القانوني ليكون ١٨ عاماً. ونُظمت المسيرة تحت عنوان “الزواج المبكر ضحاياه كثيرون” بدعوة من التجمع النسائي الديمقراطي اللبناني، والتحالف الوطني لحماية الأطفال والفتيات من الزواج المبكر.

وأطلق مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي في لبنان هاشتاغ #مش_قبل_ال١٨ الذي انتشر بشكل كبير على تويتر، والذي ذكر من خلاله الناشطون بمساوئ الزواج في سن مبكر. فسألت الإعلامية اللبنانية نانسي السبع: “الدولة التي بتمنع شبابها ينتخبوا قبل ال٢١، كيف بتسمح بعقد وتسجيل زواج قاصر؟! #مش_قبل_ال١٨ مش خيار إنما قرار!”.

وسار المتظاهرون وغالبيتهم من النساء وبينهم نواب وفنانون، بواكبة القوى الأمنية، ن محيط قصر العدل في منطقة المتحف باتجاه البرلمان اللبناني وسط العاصمة اللبنانية.

ووضع قسم من المتظاهرين حول أعناقهم وعلى رؤوسهم، شارات بنفسجية كتب عليها “ليس قبل الثامنة عشرة”، فيما ارتدت فتيات فساتين زفاف وحملن لافتات زهرية كتب عليها: “القضاء على تزويج الأطفال يبدأ بتعليمهم”.

وألقت رئيسة “التجمع النسائي الديمقراطي” اللبناني ليلى مروة، كلمة في المسيرة قالت فيها: “نعم في لبنان، لا تزال الطفلات يمتن ويعانين كل حياتهن من مضاعفات صحية خطيرة، نتيجة الحمل في سن مبكرة، ففي عام ٢٠١٧ فقط توفيت أمهات دون سن الثامنة عشرة نتيجة الولادة”.

 

 

وينتشر هذا الزواج في المناطق الريفية بشكل خاص، ويقل في المناطق الحضرية حيث ترى الأسر أن الأولوية تعود إلى التعليم، ولكن نسبة هذا الزواج تتفاوت من دولة لأخرى. ووفقاً لموقع نون بوست، “في المنطقة العربية تنتشرهذه الظاهرة بنسب مختلفة، فلقد سجلت السودان نسبة 52%، وموريتانيا 35%، واليمن 32%، وفلسطين 21%، وفي مصر17%، وتنخفض النسبة نسبيًا في لبنان حيث تمثل 6% من حالات الزواج“.

وحذرت العديد من المنظمات من زواج القاصرات لما له من تداعيات سلبيج على الفتيات، آخر هذه المنظمات هي منظمة “أوكفسام” الإغاثية الدولية لافتة إلى أن زواج القاصرات حرم ٧٠٪ من الفتيات من التعليم، وعرّض حياتهن لخطر الموت. وقالت المنظمة إن “تصاعد معدلات الفقر والجوع طوال سنوات الحرب الأهلية،أرغم العديد من الأسرعلى تزويج بناتهم القاصرات”.

ولزواج القاصرات العديد من الآثارالنفسية والاجتماعية، ويعود ذلك إلى الصدمة التي يتعرضن لها، كونهن غير مستعدات للانتقال من مرحلة الطفولة أوالمراهقة إلىا لنضوج بشكل مباشر. بالإضافة إلى أن الفتاة تفقد هويتها الاجتماعية، وتشعر بأنها لا تمتلك شخصية خاصة بها بسبب شعورها بالحرمان من أبسط حقوقها في الحياة.

ووفقاً لموقع كل يوم معلومة طبية، “تواجه الفتيات القاصرات مخاطر في الحمل والولادة، فأظهرت الإحصائيات أنه يوجد ٧٠ ألف حالة وفاة سنوياً بسبب الزواج المبكر، في عمر ١٥ إلى ١٩عاماً”. ويعود سبب هذه الإحصائيات إلى عدة مشاكل تواجهها القاصرات عند الولادة مثل نقص الوزن بعد الولادة بشكل ملحوظ، وسوء التغذية، وتأخر النمو البدني عن أقرانهن. أما المشاكل الصحية التي يواجهنها فهي انتقال الأمراض والالتهابات التناسلية، والقضاء على صحة الفتيات لما للحمل المبكر من أخطارعليهن.

Please follow and like us:

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Social media & sharing icons powered by UltimatelySocial
EMAIL
Facebook
INSTAGRAM