التدخين: بين الموت والتنفيس عن الحياة

“التدخين يؤدي إلى الوفاة المبكرة” عبارة مخيفة سُطرت على علب السجائر للتحذير من عواقب التدخين الوخيمة التي تفاقمت على مر الزمان. وعلى الرغم من كثرة الحملات التي يتم تنظيمها للحد من مخاطر التدخين، لحث الناس على الإقلاع عن ممارسة هذه العادة، إلا أنّ الكثير من الناس بمختلف الفئات العمرية لازالوا يتجّهون إلى تدخين السجائر أو الشيشة بشكل مفرط قد يصل إلى مرحلة الإدمان.

وأشار تقرير نشرته منظمة الصحة العالمية في عام ٢٠١٨، يُعنى باليوم العالمي للامتناع عن تعاطي التبغ، إلى أنّ “تعاطي التبغ واحدا من عوامل خطر الإصابة بأمراض القلب التاجية والسكتة الدماغية وأمراض الأوعية الدموية الطرفية”. وأضاف التقرير أهمية معرفة مخاطر التدخين والأمراض التي تنتج عن تعاطي التبغ والمساهمة بنشر التوعية للأجيال كافة.

من ناحية أخرى، أفاد التقرير أن تعاطي التبغ وتنشق دخانه يسهم في “وقوع وفيات نسبتها ١٧٪ تقريباً من مجموع الوفيات الناجمة عن أمراض القلب”.  بالإضافة إلى ذلك، تعاطي التبغ يعتبر “السبب الرئيسي الثاني للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية بعد ارتفاع ضغط الدم”. وعبّر التقرير عن تأثير هذه العادة السلبية، حيث ذكر أن عدد الوفيات يصل إلى أكثر من ٧ ملايين شخص سنوياً، منهم ٩٠٠.٠٠٠ شخص تقريباً من غير المدخنين بسبب استنشاقهم للدخان الناتج عن التبغ غير المباشر. وأكدّ التقرير على أن نسبة الوفيات في القرن العشرين الناتجة عن تعاطي التبغ قد وصل إلى ١٠٠ مليون شخص “وإذا استمرت الاتجاهات السائدة حالياً فسيتسبب في نحو مليار وفاة في القرن الحادي والعشرين”.

ومن ناحيتها أشارت الطالبة” يارا محمد” إلى أن هذه العادة اكتسبتها منذ عدة سنوات وأصبحت “شيئاً أساسياً” في يومها.وأضافت خلال حديثها “اعتدت تدخين سيجارة كل صباح مع كوب قهوتي حتى باتت روتين يوميّ، رغم علمي بأنه سيضرني على المدى البعيد ولكن التدخين أصبح منفذ للتنفيس عن غضبي”.

اكتساب عادة التدخين من المقربين بصورة عامة ومن الأب أو الأم بصورة خاصة هو مدعاة لعدم الاكتراث لأضرارها. وعبّر الطالب “عبدالله ياسين” عن أنّ موضوع التدخين هو “اختياري”، وسهولة تقبّل هذه العادة ينتج في بعض الأحيان بسبب كون أحد أفراد العائلة مُدخن مما يعطي “الحرية” للمبتدئ بتدخين السجائر أو الشيشة.

من ناحية أخرى، عبّر الطالب “عودة برهومة “عن أن أحد أسباب تزايد عدد المدخنين هو سهولة توفر السجائر في أماكن وأزمنة مختلفة. وأضاف “أنا مدخن للشيشة ومؤخراً بدأت بالتقليل من عدد المرات التي أدخن فيها لحرصي على عدم إهدار كل من طاقتي وصحتي”، ويلعب عنصر عدم توفر الشيشة في العديد من الأماكن العامة دوراً مهماً في الحد من المتضررين منها.

وفي هذا السياق قال الطالب “شريف محمد” أن التدخين هو “أداة” يستخدمها الشبان والشابات للتنفيس عن ضغوطاتهم الجامعية، و”يشعر الطالب بمتعة خاصة عند التدخين والتي في الغالب تُعنى بتحسين مزاجه”.

Please follow and like us:

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Social media & sharing icons powered by UltimatelySocial
EMAIL
Facebook
INSTAGRAM