النادي الثقافي السوري في الجامعة الأمريكية في دبي يستعد لرحلة إلى سوريا

في مبادرة تعتبر الأولى من نوعها منذ اندلاع الحرب الأهلية في سوريا، أي منذ ثمانية سنوات، وتحت شعار “إعادة إعمار”، كشف النادي الثقافي السوري في الجامعة الأمريكية في دبي عن بدء تحضيراته لرحلة توعية إلى سوريا من أجل دعم السياحة في البلد، وإعادة روح التواصل بين المغتربين السوريين وأصلهم.

ويهدف النادي من خلال الرحلة إلى إعادة إحياء ذكريات الوطن في نفوس الخمسة عشر طالباً الذين يعتزمون خوض هذه الرحلة. ويحرص النادي على استغلال كافة أيام إجازة الربيع من أجل التعرف على مناطق أثرية وثقافية متعددة في العاصمة دمشق مثل معلولا، وجامعة دمشق، وزيارة المقاهي التراثية، والأسواق الحديثة.

مؤنس المصري

ومن ناحية الوضع الأمني الذي يمر به البلد حالياً، تقول راما حديفة، رئيسة النادي الثقافي السوري في الجامعة الأمريكية في دبي “تحسنت الأوضاع بشكل ملحوظ في دمشق، وما عدنا نسمع بأي شيء يدعو للقلق، وهذا ما دفعني لأكون السباقة في مثل هذه المبادرة”. وذكر طالب الإعلام السوري والعضو في النادي الثقافي السوري مؤنس المصري “ما يطمئنني للسفر هو أن والدي يعمل حالياً في سوريا، وهذا يعني أن الناس عادت تباشر حياتها اليومية بشكل طبيعي”.

ومن أجل طمأنة المغتربين السوريين على أن الأوضاع في سوريا تسير نحو الأفضل، يطمح النادي الثقافي السوري إلى توثيق التغيرات التي آل إليها البلد من خلال فيلم وثائقي سيعرضه النادي عن الرحلة بعد عودتهم، آملين أن تتغير صورة الحرب التي رسخت في عقول السوريين وغيرهم. وأوضحت حديفة أن النادي استطاع الحصول على تصاريح لتصوير الفيلم الوثائقي بمساعدة وزارة الأعلام، وهيئات مدنية أخرى مثل: مجموعة أنا سوري، الذين “رحبوا بالفكرة، لأنها تدعو لإعادة إحياء البلد”.

فرح بشير

وعن المشاعر المتضاربة بين الخوف والحماسة للزيارة، تقول فرح بشير، طالبة إعلام سورية في النادي الثقافي السوري من محافظة حلب، “حماستي لزيارة عائلتي التي لم أرها منذ عشر سنوات تتفوق على كل مشاعر الخوف”، إلا أنها قد تكون قلقة من الأحكام التي قد يطلقها عليها بعض السوريين، إذ أنها لا تحمل الهوية السورية. وأضافت بشير “لا زالت صورة سوريا قبل الحرب في رأسي، ولا أريد هذه الصورة أن تتغير حين أراها الآن”.

ولم تقتصر الدعوة للرحلة على الطلاب السوريين فقط، إذ يعتزم طالب الإعلام الفلسطيني ربيع الحاج عبد مرافقة زملائه السوريين في الرحلة. يقول الحاج عبد الذي زار سوريا مرتين قبل الحرب، ومرتين خلالها، “لاحظت بأن الإعلام قد يبالغ في نقل الأحداث داخل البلد، وبما أني زرت سوريا العام الماضي، عندي قناعة بأن الوضع آمن فيها”. وعن الهدف الرئيسي للمشاركة في الرحلة، عبر الحاج عبد عن أنها المرة الأولى التي سيزور فيها سوريا ضمن مجموعة، مما “سيفتح الباب للسياحة، واستكشاف البلد” بمتعة أكبر.

يذكر أن الحرب الأهلية في سوريا بدأت في 2011، حين انقسم الشارع السوري بين مؤيد ومعارض لحكم الرئيس السوري بشار الأسد. وأسفرت الحرب عن وقوع  أكثر من 560,000 ضحية، وفقاً لما ذكره المرصد السوري لحقوق الإنسان الواقع في المملكة المتحدة، كما أدت إلى لجوء أكثر من 5.6 مليون سوري إلى بلدان مختلفة حول العالم، وفقاً لإحصاءات مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين. وتشهد سوريا حالياً عمليات عسكرية تهدف لطرد الجماعات المتطرفة من حدودها، وآخرها محاصرة جماعات كردية معارضة للنظام لمعقل تنظيم الدولة الإسلامية الأخير في شرق سوريا.

Please follow and like us:

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Social media & sharing icons powered by UltimatelySocial
EMAIL
Facebook
INSTAGRAM