انقسامات في الشارع اللبناني بسبب الزواج المدني

 

أثارت تصريحات وزيرة الداخلية اللبنانية ريا الحسن الأسبوع الفائت، جدلاً واسعا في صفوف اللبنانيين، وفتحت النقاشات بين مؤيدين ومعارضين. وأظهر تصريح الحسن انقساماً حاداً في الشارع اللبناني، فالبعض أيد الحسن بشكل كبير، وحرم أخرون فكرة الزواج المدني على أن يعتبر خروجاً من الدين.

ريا الحسن ، أول امرأة تقود وزارة الداخلية في تاريخ الجمهورية اللبنانية

وكانت الحسن قد صرحت في حوار لها مع “يورونيوز” أنها تؤيد الزواج المدني حيث قالت: “أنا شخصياً احبذ أن يكون هناك إطار لزواج مدني وهذا الأمر سأتحدث فيه وسأسعى لفتح الباب لحوار جدي وعميق حول هذه المسألة وسآخذ كل الأبعاد مع كل المرجعيات حتى يصبح هناك اعتراف بالزواج المدني“.

والزواج المدني هو زواج يتم توثيقه وتسجيله في المحكمة التي تُطبق الدستور والقانون بين شخصين مسجَليّن في السجلات المدنيّة لدى الدولة أو من المقيمين فيها، ويُعتبر أساسه إلغاء الفروقات الدينية، والمذهبية، والعرقية بين طرفي الزواج.

وبعد تصريحاتها، تصدرت الحسن اهتمام الشارعين اللبناني والعربي، فتصدرت “الترند” على التويتر بهاشتاغات مثل #الزواج_المدني و#نعم_للزواج_المدني، و#ضد_الزواج_المدني. ودعمها الفنانيين والممثلين والصحفيين والسياسيين على التويتر مثل إليسا ورابعة الزيات وبولا يعقوبيان وزينب عواضة، وطالبوا بإعطاء المزيد من الحرية لمن يريد التزوج مدنياً. وكتب رئيس الحزب التقديمي الاشتراكي في لبنان وليد جنبلاط متسائلاً: “هل بالامكان ان ندلي برأينا بدون التعرض للتكفير حول الزواج المدني؟ نعم إنني من المناصرين للزواج المدني الاختياري ولقانون أحوال شخصي مدني وكفى استخدام الدين لتفرقة المواطنين“. ولم يقتصر دعمها على مواقع التواصل الإجتماعي، بل تعدى ذلك ليصل للصحف. فكتبت صحيفة النهار مقالاً بعنوان “الزواج المدني… ريا الحسن “الجريئة” لكِ تحية ودعوة الى الانجاز.“”

وبسبب إلغاء الزواج المدني للفروقات الدينية واعتباره كخروج من الدين، واجهت الحسن حالات غضب بسبب تأييدها للزواج المدني حيث رفضوا فتح هذا الملف معتبريه تعدياً على الدين، ومخالفاً لأحكام الشريعة والدستور اللبناني. وأول المعارضين كان دار الفتوى والمجلس الشرعي في لبنان حيث وضحوا رفضهم التام بعد تصريح الحسن، ودعوا إلى عدم الخوض في موضوعه.

وفي مقابلة مع طالبات الصحافة في الجامعة الأمريكية في دبي، قالت جويس منصور: “أنا ضد الزواج المدني لأنه حرام شرعاً، وهو غير قانوني لسبب أساسي وهو لأنه زواج في المحكمة فقط، وهو ما يجعل الطرفين غير متزوجين في عدة بلاد إنما “زانيين”. وفي النهاية، أنا لا أعتقد أنه يجب جعله قانونياً في أي بلد.”

وفي مقابلة مع الطالبة يارا ورد، قالت: “أنا مع الزواج المدني لأن الحب لا يعرف ديناً ولا عرقاً ولا لوناً، ومن حق كل مواطن الحصول على زواج مدني مع من يحب بدون ضرورة وجود ضوابط دينية. واحترام الأديان الأخرى واجب، وتشريع الزواج المدني سوف يحل مشاكلاً كثيرة بين الأفراد.”

أما الحل الوحيد للراغبين بالزواج المدني، هو اللجوء إلى قبرص لعقد قرانهم، ثم تسجيله في لبنان. وبالرغم من منع الزواج المدني في لبنان، إلى أن الحكومة للبنانية تعترف وتسجل المتزوجين مدنياً في سجلاتها. ولهذا السبب، قال وزير الداخلية السابق مروان شربل لبي بي سي، “أن المعدل السنوي للذين يتزوجون مدنياً في الخارج ويسجلون قرانهم في لبنان هو نحو 2,500 سنوياً.”

ويشار إلى أن ريا الحسن هي أول امرأة لبنانية وعربية تشغل منصب وزيرة الداخلية. وشغلت الحسن مناصب عديدة منذ عام 1995 في مجالات عدة مثل الاقتصاد والقطاع المالي والبنوك، وكمستشارة في وزارات عدة مثل المالية والاقتصاد، ومسؤلة عن مشاريع عدة في الحكومة والمنظمات الدولية مثل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي.

Please follow and like us:

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Social media & sharing icons powered by UltimatelySocial
EMAIL
Facebook
INSTAGRAM