عدسة ” تيدي ميتشينر” تحفظ تراث إفريقيا من الضياع

عدسة تعكس حضارات وثقافات، تجمع ألواناً وأشكلاً مختلفة لتصور ما لم تحظى عين بشرية الفرصة للتمتع به. الكاميرا هي صندوق حافظ لقصص مر عليها التاريخ، هي مفتاح لعالم من الأسرار والمشاعر التي تطبع أثرها في قلب كل من يقع بؤبؤ عينه على نتاجها من الصور، هي فن لم يتقنه سوى من اتخذ الكاميرا صديقاً وعاشرها فاستطاع أن يحولها لحافظة تجمع الماضي والحاضر والمستقبل.
كثير من المصورين استطاعوا أن ينقلوا قصصاً وأحداث لهدف نشر رسالة عجزت الكلمات عن صياغتها، لكن استطاعت عدستهم أن تلتقطها وتخيطها على شكل صور.
تيدي ميتشينر مصور أمريكي كيني الأصل، استطاع أن يرث فن التصوير منذ ١٩٩٢ من والده ويلي براون وهو مصور فوتوغرافي محترف، ليصبح من أحد المصورين الذين ينقلوا القصص المجهولة للعالم. من خلال عشقه للتصوير استطاع أن يؤسس مجلة في عام ٢٠١٥ تحت اسم “مجلة الصور الأفريقية” التي تعمل فيها زوجته كرئيسة تحرير.
ومن خلال القصص التي ينشرها في مجلته استلهم ميتشينر فكرة مشروعه “افريقيا تختفي” الذي عرض في السركال أفينيو في مدينة دبي، والذي يعكس نجاح ميتشينر في نقل رسالته من كينيا إلى آسيا بالصور. صرح لنا ميتشينر أنه” في أحد المقالات التي كانت تكتبها زوجتي عن قصة صاحب معرض لأقنعة أفريقية سافرنا إلى تنزانيا حيث يوجد هذا المعرض ، فشعرت بأن هؤلاء الفنانين بدأوا بالتلاشي،
فأتتني فكرة حفظ هذا النوع من الفن من خلال الصور، لأنني خفت أن يكبر ابني دون أن يحظى بفرصة رؤية هذه الأقنعة التي تمثل تراث قبائل إفريقية”.
فقام ميتشينر بأخذ صور لهذه الأقنعة القديمة بهدف حفظها بالصور الرقمية حتى لا يتلاشى هذا النوع من الفن مع مرور الزمن.
يعملً ميتشينر أيضاً كمدرب على استخدام كاميرات “كانون” في أفريقيا، وأكد لنا أنه” الكثير من الناس اللذين حضروا المعرض ظنوا أنني قمت باستخدام “الفوتوشوب” للتلاعب بالصور، لكن في الحقيقة هذه الصور لا تعكس سوى حقيقة الأقنعة من ألوانها وأنسجتها، والسر يكمن في كيفية استخدام الكاميرا فمن خلال معرفة إعداداتها يكمن للمصور أن ينتج صوراً أفضل”.
“، الذي يسلط الضوء على مواهب AKKA Projectيعرض مشروع ميتشينر في معرض يدعى “
إفريقية ناشئة، كما صرحت لنا منظمة وأمينة المعرض ليديا خاشاتوريان،”أنا فنانة أسافر كثيراً وفي كل مرة أسافر فيها أعجب بفنان إفريقي لم ينل فرصة لعرض فنه للعالم، فأقوم بتنظيم معرض لهم هنا في دبي لكي يبنوا اسمهم الفني وينقلوا رسائلهم، وفي الأشهر الثلاث الأخيرة قمنا باستئجار معرض هنا في السركال حتى يسهل على الجمهور الوصول والتعرف على هذا النوع من الفن”.
حظي مشروع ميتشينر على إعجاب الزوار فقد صرحت طالبة صيدلة في جامعة الشارقة لين المتني لنا أنها اندهشت بدقة الصور، كما عبرت عن إعجابها بميتشر مؤكدة أنه “فنان متواضع ومهوب جداً”. وصرح مهندس طيران يعمل في مطار الشارقة خالد أبوخير أنه لم يكن يعلم بوجود هذه الأقنعة حتى الآن معبراً عن احترامه لميتشينر الذي يحاول حفظ تراث بلده.
يذكر أن تيدي ميتشينر لديه عدة مشاريع أخرى تعرض أيضاً في السركال أفنيو حسب موقع ميتشينر الخاص، كمشروع “فواكه الجسد” التي تحتوي على صور تجد جسد المرأة بالفواكه. ومشروع “دمية محطمة” المستوحاة من حركة “أنا أيضاً” ضد التحرش الجنسي.