ما هو تطبيق “فيرو” الذي ينافس “انستغرام”؟

انضمّ مؤخّراً الكثير من النّاس إلى تطبيق التواصل الاجتماعي الجديد “فيرو”، وذلك بعد أن ازداد استياء روّاد مواقع التواصل الاجتماعي الأخرى كالفيسبوك والانستغرام والتويتر لاستخدامها نظام ال”algorithm” أو الخوارزمية في ترتيب المنشورات على الصفحة الرئيسيّة. فمنذ أن تحوّل الانستغرام من نظام الترتيب الزمني إلى هذا النّظام، عبّر المستخدمون عن خيبة أملهم والآن بادروا بتجربة “فيرو”.
يرتّب نظام الخوارزمية المنشورات بحسب معادلة معيّنة تعتمد على الاهتمامات الشخصية للمستخدمين، وهي استراتيجية تستخدمها الشركات لاستهداف المستخدمين بالدعايات حسب اهتماماتهم. تصرّح الشركة عبر موقعها بأنّ التطبيق يقدّر اهتمامات الناس بدون أي خوارزميات أو دعايات. تعليقًا على ذلك، قالت المؤثّرة في مواقع التواصل الاجتماعي آنّ جونز: “أعتقد أنّهم يحاولون استغلال فرصة أن النّاس تطالب بإرجاع الترتيب الزمني للمنشورات في الفيسبوك والتويتر والانستغرام”. هذه الفكرة جذبت بعض مؤثّري مواقع التواصل الاجتماعي، ففي فيرو، بعكس إنستغرام أو فيسبوك، محتواهم سيظهر على أيّ حالٍ على الصفحة الرئيسيّة.
تم تأسيس التطبيق منذ ٢٠١٥ ولكنّه الآن في قمّة لائحة التطبيقات على الآبل ستور، حيث أعلنت الشركة بأنّها ستقوم بفرض اشتراكٍ سنويّ على المستخدمين، إلا أنّ أوّل مليون مستخدم جديد على التطبيق سينال الاشتراك مجّاناً مدى الحياة. وصل عدد المستخدمين إلى المليون، وتمّ تعطّل التطبيق عدّة مرّات بسبب الضغط، ما جعل العديد من روّاد مواقع التواصل الاجتماعي يشتكون. لذا مدّدت الشركة عرض المشاركة حتى إشعارٍ آخر، بحسب ما ذُكر على الموقع.
“فيرو” تعني الحقيقة في اللغة الإيطاليّة. في هذا السياق صرّح مؤسس الشركة أيمن حريري لموقع الCNBC: “عندما انضممت إلى مواقع التواصل الاجتماعي الموجودة حاليّاً، وجدت أن إعدادات الخصوصيّة كانت محدودة وصعبة الفهم. وعندما قررت التواصل مع أصدقائي عبرها، لاحظت أن تصرّفاتهم تختلف جدّاً عن تصرفّاتهم في العالم الواقعي”. لذا فالتطبيق يدّعي على موقعه بأنّه موقع تواصل اجتماعي بكل معنى الكلمة. ومن ناحية الخصوصيّة يطرح هذا التطبيق فكرة جديدة على الطّاولة، وهي تحديد نوع العلاقة مع الأصدقاء على الشبكة، من دون علمهم، فالتصنيف يكون كالتالي: الصديق القريب والصديق فقط والمعارف والمتابعة فقط. لذلك عند نشر أي محتوى يستطيع المستخدم أن يختار أي مجموعة من الأصدقاء لمشاركتهم بالمحتوى.
إلاّ أنّ التطبيق لم يسلم من بعض الانتقاد على مواقع التواصل الاجتماعي بسبب هوية مؤسّسه أيمن الحريري.
تغريدة تقول “لتعرفوا أن من خلف هذا التطبيق أبشع من التطبيق ذاته #امسحوا_فيرو” مع منشور من رويترز حول الأوضاع المعيشية للعمال في السعودية.
يعود ذلك بشكلٍ أساسيّ إلى سمعة الحريري، فهو بليونير لبنانيّ وابن رجل الأعمال ورئيس الوزراء السابق رفيق الحريري الذي اغتيل في 2005. اتّهمت شركة العائلة “سعودي أوجيه المحدودة” بعدم دفع الرواتب أو تأمين ظروف حياة إنسانيّة للعاملين، كما قيل أنّ النحريري لديه علاقات وثيقة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مما أثار الشكوك حول سبب خلق هذه المنصّة.
من جهة أخرى، أفادت بعض التقارير الصحفية عن قلق بعض المستخدمين حيال الأحكام والشروط غير الواضحة للتطبيق، خاصّة بأنّه من الصعب التخلّص من الحساب الشخصي إلّا بعد تقديم طلب خاص ومُفسّر للشركة. وعلّقت جونز على ذلك بالقول إنّ الأحكام والشروط قد تكون غير واضحة على الانستغرام والفيسبوك أيضاً، ولكننا لم نتعمّق من قبل فيها، فعلى سبيل المثال فيسبوك يملك حقوق الفيديوهات التي تنشرعلى موقعه.
الصورة: من تصوير تالا الحنّاوي