شؤون بسيطة

كان صباح يوم الخميس مشرقاً ومليئاً بالتفاؤل والسعادة. استمعت إلى بودكاست أخرى تتكلم عن مسيرة امرأة والوقت التي قضته تحاول أن تجد إلهاً به.
وصلت إلى محطة الحافلة وتذكرت شيئاً زادني سعادةً وتفاؤلاً. تذكرت أنّ الحافلة التي أستقلها كل خميس يقودها سائقي المفضل، وهو المفضل لأسباب عدة: أولاً لإنه السائق الوحيد الذي لا يقود بجنون وما “بنتّع”. والأسباب الأخرى تخصّ معاملته لي، فكلما دخلت الحافلة ابتسم ابتسامته المُعدية، وألقى عليّ السلام، وكلما خرجت من الحافلة تمنى لي يوماً سعيداً وعطلة نهاية أسبوع جميلة.
يتزامن أنّ يكون السائق الذي يأخذني إلى الجامعة كلَّ يوم خميس هو نفسه السائق الذي يعيدني إلى البيت فور انتهاء الدوام.
هذا الخميس بالتحديد خرجت من الجامعة لأرى الحافلة تترك المحطة لتوها، فأسرعت إلى المحطة التالية، ولحسن حظي أنني تمكنت من اللحاق به. فتح لي باب الحافلة، ونظر إليّ باستغراب، وبعد أن رحّب بي وبعودتي، حيث إنه يتذكرني جيداً، سألني عن سبب وجودي في محطة مختلفة عن العادة.
بعد أن شرحت له الوضع طمأنني وقال لي إنه سينتظرني، في المرة المقبلة، دقيقتين قبل أن يذهب لكي أتمكن من اللحاق بالحافلة في المحطة المعتادة.
لا أعلم ما السر وراء ذلك، ولكنّ هؤلاء الناس الذين يكونون سعداء ومتفائلين في جميع الأحيان هم أجمل الناس. أعتقد أنه علّمني أن أستمتع بأبسط اللحظات، وألا أدع شيئاً تافهاً يخرّب مزاجي.
وصلت إلى المحطة القريبة من البيت. كالعادة نظر إلي وقال لي: أتمنى لك يوماً جميلاً وعطلة نهاية أسبوع رائعة. ولوّح لي بيده: أراك الأسبوع المقبل إن شاء الله.