الثورة الرقمية الرابعة: ثورة العصر

في ظلِّ ما يعيشه العالم من تطورٍ وتقدم في التكنولوجيا والوسائل العلمية الحديثة، لا يزال العصر يقفز بخطىً كبيرة نحو المستقبل. وإذ يشمل ذلك التطور السريع العالم كلّه تحت عباءته، كان لسفراء الغد في الجامعة الأميركية في دبي، لقاءٌ مع القنصل العام للمملكة الهاشمية الأردنية الدكتور سائد رضيضة، تحت عنوان “دبلوماسيون على حافة الثورة الصناعية الرابعة”، نهار الأحد في الخامس من الشهر الحالي. وأتت دعوة القنصل بناءً على طلب طالبة في العلاقات العامة في الجامعة كانت قد التقت به في حفل رعته الأمم المتحدة.

استهلّت الجلسة الحوارية رئيسة الدراسات الدولية والشرق الأوسطية والأستاذ المساعد للدراسات الدولية الدكتورة إلهام سايدسيامدوست بالترحيب بالضيف والتعريف عنه وعن عمله في السفارة الأردنية في دبي.

وقد بدأ رضيضة  حديثة بذكر أنَّ هذا العصر هو عصر الثورة الرابعة. هذا التصنيف وفق ما أفاد مؤسس دافوس للمنتدى الاقتصادي العالمي في سويسرا كلوس شواب يقع ضمن ثلاث فئات: الثورة الصناعية الأولى وهي البخار والماء لتوليد الطاقة عام 1784 والفئة الثانية هي مرحلة التقدم أو ما يعرف بالثورة الكهربائية والفئة الثالثة التي بدأت مؤخراً عام 1969 هي ما يعرف بثورة الكمبيوتر والاتصالات. أما الثورة الصناعية الرابعة فهي التي تُعرَفْ بثورة التكنولوجية وتقدّمها السريع، مثلاً الذكاء الاصطناعي والروبوتيك وآلات الطباعة الثلاثية.

وربط القنصل العام الثورة الصناعية الرابعة بالدبلوماسيين وكيفية استفادتهم من هذا التطور والتقدم السريع، في مواجهة المصاعب وكيفية تعاملهم معهم. فقال:” نحن لدينا واجبات كثيرة تجاه شعبنا وعلى كل دبلوماسي أن يتمتع بمهارات معينة وتدريب لكسب مهارات أكثر. إضافةً إلى المهارات الأساسية – التقليدية، كاللغة والكتابة الدبلوماسية والمعرفة والخلفية القوية، هناك مهارات حديثة كالمثول أمام الشعب، والحكومة، والمجتمع. وإدخال الدبلوماسية الرقمية والمهارات في وسائل التواصل الاجتماعي. مهارات حديثة تمكنك من مواكبة التطور والتقدم السريعين.” أما الثورة الصناعية الرابعة فهي مهمة في الدبلوماسية. فبنظر رضيضة، يكمن سر نجاح الدبلوماسية بمواكبة التطور السريع كوجود الآلة الطباعية ذات الثلاثية الأبعاد في السفارات مثلاً. وقال:” نحتاج أن نكون مستعدين دائماً، في مواجهة الصعاب وتكثيف التدريبات.” كذلك أعطى الأردن نموذجاً في مواجهة السفراء للصعاب قائلاً:” يأتينا عدد هائل من الأشخاص يريدون أن تكون احتياجاتهم مؤمنة مثلاً تجديد جواز السفر. ونحن نريد استعمال التكنولوجيا الجديدة في مساعدتهم وتحسين الإجراءات بالوسائل المتطورة الجديدة.” وأضاف:”أما الصعوبات الجديدة للدبلوماسيين هي تطوير استراتيجية جديدة، تقنية جديدة مصهورة بتقنية التكنولوجيا المواكبة للعصر. وعلى الدبلوماسيين أن يربطوا تلك التقنيات مع الشعب المقيم لتسهيل أمورهم أكثر. وهناك الكثير من المصطلحات التي يتم إدخالها مع الثورة الصناعية الرابعة وهي الدبلوماسية الرقمية مثلاً، ولدينا الكثير من الواجبات والتدريبات التي في انتظارنا لتطوير الدبلوماسيين  وجعلهم مواكبين للعصر والتقدم السريع للتكنولوجيا.” وختم القنصل العام بضرورة تطوير مكانتنا في المجتمع وضرورة وجود مكان لنا في الثورة الرابعة، لنأخذ الفرصة المتاحة في معرفة الصعوبات ومواجهتها والمهارات التي نريدها.

من جهةٍ ثانية، شدّدت د. سايدسيامدوست على أهمية هذا اللقاء بين الطلاب والقنصل العام، وعلى تطوير إمكانية التواصل بين الطلاب والدبلوماسيين، ليتعلموا منهم وعن المشاكل المتعددة التي تواجه البلاد، والعمل في سبيل إيجاد حلولٍ لها. فقالت:”إنَّ ما عبّر عنه القنصل العام للمملكة الهاشمية الأردنية هو وجود مهارات على كلِّ دبلوماسي أن يتمتّع بها، وهذا هدفنا من التعليم هنا، أن نطور طلابنا ونجعلهم مواكبين العصر في الدبلوماسية وفي التكنولوجيا.” وأضافت:” إنَّ ما ذكر القنصل العام بالثورة الصناعية الرابعة أي الذكاء الاصطناعي وغيره من التطورات، هي ما تواجه الدبلوماسيين. ومواكبة التطور مع الحفاظ على مهارات الدبلوماسية الأساسية.” ووفق ما أفادت رئيسة الدراسات الدولية والشرق الأوسطية، فإنَّ الجامعة تحاول أن تأتي بثلاث دبلوماسيين من مختلف الدول خلال كلّ الفصل. فقد استضافت الجامعة السنة الماضية دبلوماسيين أو سفراء من بيرو، مكسيكو، ألمانيا، إسبانيا، إلمانيا، الولايات المتحدة والآن من الأردن.

يُذكَرْ أن مجيء السفراء إلى الجامعة الأميركية في دبي قد بدأ منذ سنة ونصف، إذ ترى د. سايدسيامدوست أنه مهمّ بالنسبة للطلاب كافة وطلاب العلاقات العامة خصوصاً. فعلى حدِّ قولها:” نحن نحاول أن ندعو قدر الإمكان دبلوماسيين للقدوم إلى الجامعة من بلدان عدّة ومتنوعة. وعندما يكون أحد الطلاب قد أبدى الإهتمام نبادر إلى تحقيق هذا الإهتمام.” كذلك تدعو التلاميذ من كافة المجالات والأقسام  في الاشتراك في الحوارات والجلسات التي يؤديها الدبلوماسيون في الجامعة، ليكونوا مواكبين تطورات العالم والأخبار المستجدة.

يذكر أنَّ الجامعة ستستضيف السفير التركي في 26 شباط تحت عنوان “الدولة التركية وعلاقتها بالجوار العربي وآخر التطورات في العالم العربي”.

Please follow and like us:

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Social media & sharing icons powered by UltimatelySocial
EMAIL
Facebook
INSTAGRAM