ندوة بعنوان “الإعلام والسياسة في المغرب والجزائر”

1 فبراير 2017
عقدت الجامعة الأمريكية في دبي الخميس الماضي ندوة بعنوان “الإعلام والسياسة في المغرب والجزائر” لمناقشة المبادرة البحثية التي دارت بين الدكتور برادلي فريمن من كلية محمد بن راشد للإعلام والباحثة اللبنانية فاطمة العيساوي من مركز الشرق الأوسط في كلية لندن للاقتصاد.
بدأت الندوة بنقاش الأستاذ المشارك في دراسة الاتصالات والمعلومات في الجامعة الأمريكية في دبي، برادلي فريمن. حيث عرض أبحاثه فيما يتعلق بالمغرب والجزائر موضحاً أن دراساته في المغرب كانت بين ٢٠١١ و٢٠١٢ لأنه لم يجد معلومات بعد تلك الفترة.
استهل فريمن، الحاصل على الدكتوراه في الاتصال الجماهيري، بالحديث عن بحثه في المغرب الذي تناوله من جانب الهيكل والنظرية، موضحاً أن الهيكل هو ” كيفية تقديم المعلومات للجمهور، فكل طريقة متبعة تحمل معنى خاص، وهذا ما يوفر للقرّاء شرح أفضل لأحداثٍ معقدة كالربيع العربي.”
أما بالنسبة للصحف المستخدمة في المغرب، فاتخذ فريمن ثلاث صحف وطنية، ألا وهي: المساء، والتجديد، ولو ماتان. ومن إحدى الصعوبات التي واجهها أثناء بحثه هي الوصول إلى المعلومات، حيث لم تتوفر قاعدة بيانات لكل من هذه الصحف، لذلك لجأ الدكتور فريمن إلى مساعدة باحث في المغرب والذي كان يزور مقر الصحف للحصول على المعلومات. فقال” تعلمت درسي واستخدمت الصحف الوطنية والدولية في بحثي عن الجزائر.”
وعن ملاحظات فريمن فيما يتعلق ببحثه في المغرب، قال “شهدت الصحف المغربية بعض الانفتاح، على رغم الاضطراب الشديد في المنطقة. أما عن صحيفة لو ماتان، فهي لم تذكر”حركة ٢٠ فبراير” لا بالاسم أو في الخطابات.”
وعن بحث فريمن في الجزائر، طرح ثلاث أسئلة تمحورت عن التغطية الجزائرية، ولغتها، والمحاور المتكررة فيها، فأوضح أن الجزائر غائبةٌ إلى حدٍ كبير في تغطية أخبار العالم (٢٠١٥-٢٠١١). ومثالٌ على ذلك الفرق الكبير في تغطية الأخبار بين الجزائر ومصر، حيث وصلت التغطية في مصر إلى ١٨٠٠٠ مقال. أما بالنسبة إلى الجزائر، فوصلت التغطية إلى أقل من ٢٠٠٠ مقال لعام ٢٠١٢.
واستخدم فريمن نظام “الميننغ كلاود” ليبحث عن الموقف المأخوذ من اللغة المكتوبة في الجزائر، فكانت محايدة وإيجابية قليلاً، على غرار الولايات المتحدة، التي كانت محايدة وسلبية قليلاً.
وعن ملاحظات فريمن الأخيرة فيما يتعلق ببحثه، قال “الجزائر غائبةٌ إلى حدٍ كبيرٍ في تغطية أخبار العالم. بالإضافة إلى ذلك، ستستمر الأبحاث لدراسة بلدان أخرى.
وانتقلت جلسة النقاش إلى الباحثة الجامعية اللبنانية، فاطمة العيساوي التي ترأست بحثاً في تأثير عملية الانتقال السياسي على الإعلام المحلي في دول الثورات العربية. حيث استهلت نقاشها بالحديث عن أولى خطواتها في المشروع، وذلك في ٢٠١٢ عندما بدأت وسائل التواصل الاجتماعي بإحداث ثورةٍ في عددٍ من الدول العربية في أعقاب الربيع العربي. وهذا ما أدى إلى سعي العيساوي لتحليل التغييرات التي طرأت على دور وسائل الإعلام. فمع بزوغ وسائل الإعلام الجديدة واندماجها المتزايد ضمن منظومة الإعلام التقليدي، افتتحت مكتب أساسي في لندن، كخطوةٍ أولى لممارسة العمل الميداني والتحقيق فيما يتعلق بالربيع العربي في كل من تونس، وليبيا، ومصر.
وكان البحث بمساعدةٍ مجموعة من المتدربين وطلاب الدكتوراه في قسم الإعلام. وأما بالنسبة للخطوة الثانية من المشروع، فكانت بالتعاون مع الأستاذ فريمن، والتي تضمنت مناقشة تأثير الإعلام على التغيير السياسي وكيفية تطوير وسائل الإعلام لتصبح أكثر مهنية.
وعن تحديات الصحفي، ذكرت العيساوي واحدةً منها، ألا وهي الوصول إلى المعلومات. فالمؤسسات الأمنية، على سبيل المثال، لا تتعامل مع الصحفيين وإنما تصرح من خلال بيانٍ صحفيٍ رسمي.
ونقلت الباحثة اللبنانية الطريقة التي تتبعها مراسلة جزائرية للوصول إلى المعلومات. فهي تتفق مع الشخصية لمقابلتها بشأن موضوع يحمل عنوان يختلف عن المراد طرحه، وأثناء المقابلة تستدرج المراسلة سؤالها بطريقة غير مباشرة. مستدركةً “الوصول إلى المعلومات هو حق أساسي من حقوق الصحفيين، وإن لم يستطع الوصول، فلن يستطع التغيير.”
أما عن الفرق بين صحافة “اللابدوغ” و”اللووتش دوغ”، أوضحت العيساوي أن “الأول هو التحقيق والبحث في المعلومات. وأما الثاني، فهو من أراد أن يكون على اتفاق مع السوق، والدولة، والإدارة لأنهم في حاجة للمضي قدماً.” ولتوضيح ذلك، طرحت العيساوي مثالين. الأول من تلفزيون المحور، حيث ذكرت الصحافية حكيمة دهبي “مهمتنا هي إرضاء الناس.” أما المثال الثاني، فهو رئيس تحرير تلفزيون النهار الخاص، حيث قال “الخط التحريري هو الدفاع عن البلاد، والقضايا، والسياسة الخارجية.”
انتهت الندوة بأسئلةٍ من الحاضرين، حيث سألت الأستاذة الجامعية إليسا أيوب الدكتورفريمن عن سبب اتباعه طريقتين مختلفتين عند بحثه لكل بلد، فأجاب “استخدمت النهج النوعي في المغرب لأنني كنت على معرفةٍ جيدة بالبيانات، على غرار الجزائر التي استخدمت فيها النهج الكمي الذي يعتمد على الأرقام، نظراً إلى أن معظم مصادري كانت بالعربية والفرنسية، مما صعب عليَّ الأمور.”
وعن الفرق بين الصحف الثلاث: التجديد، والمساء، ولو ماتان، أوضحت العيساوي أن “لوماتان هي صحيفة خاصة بعد أن كانت للدولة، فمع أن الملكية اختلفت إلا أن مضمونها لم يتغير. أما بالنسبة لصحيفة التجديد، فهي إسلاميةٌ ودية، وهي واحدةٌ من الصحف المقربة من الحزب السياسي الإسلامي. أما عن المساء، فهي صحيفةٌ مستقلة، يحتوي مضمونها على أصوات معارضة كما هو الحال في صحيفة التجديد.”