مركز ميراج للفنون الإسلامية يترفّق بروح الفن العريق

تتدفق الفنون الإسلامية التاريخية في مجسمات مركز ميراج للفنون الإسلامية في دبي، حيث يقوم هذا المركز الواقع في شارع الجميرا، بحفظ وعرض المجسمات والفنون الإسلامية العائدة إلى العصور الوسطى.

يستقبل مركز ميراج الزوار بموسيقى فارسية هادئة، وأضواء خافتة، ويافطة كبيرة تحمل قول جلال الدين الرومي بالعربية والإنجليزية ”نحن نشبه الناي والموسيقى فينا، أنت مصدرها، نحن نشبه الجبل والصدى داخلنا، وأنت مصدره.“ كما أنه يقوم بتوفير مرشد لترجمة النصوص الموجودة وإعطاء الزوار شرحاً مفصلاً عن القطع الأثرية.

يهتم المركز الذي أسسته شركة ”أي أم سي“ بالفنون الفارسية والهندية، ويقسم الى عدة أقسام، تعتمد بصورة كبيرة على الموقع الجغرافي للفن وبصورة أصغر على نوع الفن المعروض.

يتضمن القسم الأول من المركز مجسماً كبيراً لآلة ”ساموفار“ التي تستخدم لتسخين الماء والشاي، وأحاطت رفوف من الأواني الفارسية المزخرفة يدوياً بالساموفار في نمط متكرر يترك في الأواني بصمة تقليدية  للحضارة الفارسية، حيث قام الفرس باستيراد الآلة من روسيا، مضيفين عليها لمساتهم الفنية لتصبح جزءاً من تاريخهم.

عرضت القاعة أيضاً علب مجوهرات وأقلاماً تعود إلى عصر الإمبراطور جاهانغير، الذي كان مهتماً بالأعمال الفنية، وخاصة تلك التي تتضمن أحجار اليشم الكريمة الملقبة بـ” حجارة الانتصار“، لكونها رمزاً للحياة والازدهار والتقدم.

عرضت القاعة، فضلاً عن ذلك، صورة كبيرة لكأس النبيذ المصنوع من اليشم،  وبجانبها شرح تفصيلي عن الكأس الذي يعود إلى عصر الامبراطور الهندي المغولي  شاه جاهان، والذي اشتهر عصره باستخدام اليشم الداكن اللون. كما تضمن الشرح وصفاً للكأس التي أخذت يدها المقوسة شكل رأس ماعز، وكانت بمثابة خليط فنون من الحضارة الأوروبية والهندية والصينية معاً.

كما تركزت الأضواء حول مجسم الحصان الطائر الأسود، الذي ارتفعت قدماه الأماميتان عن الأرض وكأنه على وشك الإقلاع في أنحاء المركز، ويعيد هذا المجسم الذي صنعه عدة فنانين فارسيين إحياء قصة حصان البراق الذي صعد على متنه النبي محمد إلى السماوات العليا. وحصل هذا المجسم أيضاً على حصته من اللمسات الفارسية، حيث نحتت على ظهره نقوش ورود ونباتات متكررة.

وأحاطت الأضواء قاعة السجاد الفارسي، التابع للفن الزاردوزي، حيث تم تعليق السجاد اليدوي الصنع على حيطان الغرفة، وفرش على الأرض، ليتسنى  للزوار فرصة تحسّس القماش الذهبي المطرز ودراسة الأحجار الكريمة عن قرب.

وتنتشر على جنبات ممرات المركز مجسمات صغيرة، من ضمنهم  مجسم قبة الصخرة الزجاجي الذي ينعكس على سطحه الضوء ليتمايل اللون الأخضر المتموج على الزجاج الشفاف.

يشكل قسم الأثاث اليدوي جزءاً كبيراً من المركز، حيث تنعكس الأضواء على الرخام الأبيض المزخرف باللون الأخضر والأزرق السماوي والخمري ليعطيه صورة صافية، كما يتضمن عرضاً مصوراً يشرح فيه نموذج البييترا المستخم في النقش والذي يعتمد على ”وضع الحجر فالحجر“.

اختلفت قاعة اللوحات الفنية عن القاعات الأخرى لكونها محاطة من الداخل بالستائر الخمرية الداكنة، حيث احتوت القاعة على عدة لوحات فارسية تعتمد على نموذج الزخرفة المعتادة.

وحظيت لوحة الرسام البريطاني ايدوان لونجتسيدن ”سوق بابل للزواج“ بالاهتمام الأكبر لكونها الأكثر شهرة وارتفاعاً في السعر، حيث يصل سعرها اليوم إلى ٧٥٠ مليون يورو.

وتروي هذه اللوحة التي رسمت عام ١٨٧٥ قصة نساء بفساتين الزواج جالسات بانتظار أن يُبعن إلى الرجال الذين يزدحمون بالمزاد، ويعود سبب شهرة اللوحة لتركيزها على التفاصيل الإنسانية والحركات الواقعية للشخصيات المرسومة.

ويقوم المركز بعرض بعض المجسمات والسجاد الفارسي للبيع، حيث يصل سعر السجاد يدوي الصنع ومتوسط الحجم إلى ٦٥٠٠ درهم تقريباً.

اختلفت وجهات النظر حول مركز ميراج حيث قالت الزائرة كريستين جي باترك أن المركز  ” ليس متحفاً كما وصفت صفحته الإلكترونية، بل مجرد متجر يحاول العاملون فيه بيعك قطعاً لا تستحق سعرها الباهظ.“

أما جولي بيرز فقالت إنّ ”المركز يعرض قطعاً رائعة لحضارات مختلفة، كما أنّ العاملين في المركز يقدمون المساعدة ويحترمون الحاضرين ويرحبون بهم برحابة صدر.“

وأكد مدير المركز امتياز أن ميراج ”يحافظ على القطع الفنية النادرة، ويحاول إحياء الماضي في ضوء القرن الواحد والعشرين.“ وأشار إلى أن زواراً من جنسيات مختلفة يأتون غير حاملين معهم أي توقعات، ويغادرون في نهاية المطاف محمّلين بانطباعات مختلفة حول الفنون الإسلامية العريقة.“

Please follow and like us:

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Social media & sharing icons powered by UltimatelySocial
EMAIL
Facebook
INSTAGRAM