لقاء في دبي مع أحلام مستغانمي: عدم التكلم بلغة الآخر تفقدك كينونتك

“أصبح العالم كله عائلة واحدة، وهذا بفضل الترجمة”. هكذا قالت الكاتبة الجزائرية أحلام مستغانمي في جلستها الحوارية خلال انعقاد مؤتمر دبي للترجمة، متسائلة عن “كيف تعبر الهوة بين الشرق والغرب”؟

المؤتمر، التي نظمته مؤسسة الإمارات للآداب بالشراكة مع المجلس التنفيذي في جامعة محمد بن راشد للطب والعلوم بمدينة دبي الطبية، تناول على مدار ثلاثة أيام (20 حتى 22 أكتوبر) مختلف المواضيع المتعلقة بالترجمة من اللغة العربية وإليها، وبشكل خاص فيما يتعلق بترجمة الأعمال الأدبية.

مستغانمي، التي حضر لقاءها، مساء الخميس، عددٌ كبير من طلبة كلية محمد بن راشد للإعلام في الجامعة الأمريكية بدبي، شدّدت على أهمية معرفة عدد من اللغات. وتحدثت عن قصتها الشخصية في الولايات المتحدة في 2005، عندما ضاعت في مطار نيويورك، وبقيت هناك يوماً كاملاً تبحث عن أحد يجيد العربية أو الفرنسية؛ لأنها لا تجيد التكلم بالإنجليزية. وأكدت بعدها بأنّ “عدم التكلم بلغة الآخر تفقدك كينونتك”.

وأضافت أن “الترجمة جعلتنا نتعرف إلى أماكن لم نسمع بها من قبل، ونفسر شخصية الفرد حسب الكتاب الذي قرأناه من بلده”. وضربت مثلاً على ذلك من خلال رواية غابرييل غارسيا ماركيز “مائة عام من العزلة” التي تعرّف القراء من خلالها على بلده كولومبيا.

وأكدت صاحبة رواية “ذاكرة جسد” أنّ الترجمة هي أهم وسيلة للتعارف والتفاهم وكسر حاجز الخوف بين الشعوب. ونصحت الجميع بـ”تعلم أكبر قدر ممكن من اللغات الأجنبية للدفاع عن هويتنا وإيصال صوتنا إلى العالم بأجمعه”.

كما تحدثت عن “اللغات المستضعفة واللغات الطاغية” لافتة إلى أنه “يتم سنوياً ابتلاع 20 لغة، وعلينا الحذر من التطهير اللغوي الذي يفرضه تطور التكنولوجيا”.

وشاركت مستغانمي في جلسة الحوار مترجمة أعمالها الأمريكية نانسي روبرتس، التي ترجمت أكثر من 20 عملاً أدبياً.

وقالت روبرتس بلغتها العربية: “المحبة والثقة محوران أساسيان في عمل الترجمة، وخاصة الأدب. والمحبة هنا ترتبط بحب اللغة والعمل والكاتب والقراء المحتملين”. كما بيّنت أن “المترجم يعيش في خلوة مع النص لدخول وجدان المؤلف، والوصول إلى أفكاره ومشاعره، وبالتالي نقلها بنبض وروح الكاتب”.

وفي الختام، تحاورت مستغانمي مع روبرتس أكثر حول أهمية الترجمة وتقصير الجمل بطريقة تؤدي إلى كتابة أوضح وأسلم. كما تجادلتا حول الإيحاءات الجنسية في روايات مستغانمي، وهو ما نفته الكاتبة الجزائرية بغضب.

ولمستغاني عدد من المؤلفات من بينها “على مرفأ الأيام”، “كتابة في لحظة عري”، “فوضى الحواس”، “عابر سرير”، “نسيان com”، “الأسود يليق بك” وديوان “عليك اللهفة”.

وفي أعقاب صدور روايتها “ذاكرة جسد” عام 1993، علق الشاعر الراحل نزار قباني “روايتها دوّختني. وأنا نادراً ما أدوخ أمام رواية من الروايات، وسبب الدوخة أنّ النص الذي قرأته يشبهني إلى درجة التطابق فهو مجنون ومتوتر واقتحامي ومتوحش وإنساني وشهواني وخارج على القانون مثلي. ولو أنّ أحداً طلب مني أن أوقع اسمي تحت هذه الرواية الاستثنائية المغتسلة بأمطار الشعر.. لما ترددت لحظة واحدة”.

Please follow and like us:

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Social media & sharing icons powered by UltimatelySocial
EMAIL
Facebook
INSTAGRAM