ملكة جمال المحجبات العرب

رنا السالم/

هناك شريحة كبيرة من الفتيات المحجبات في الوطن العربي، والذين تقتصر علاقتهم بمسابقات ملكات الجمال بمشاهدتها على شاشات التلفزيون فقط. ولكن ظهرت في الآونة الأخيرة مبادرة جديدة من نوعها نادت بفكرة ملكة جمال المحجبات العرب، والتي عملت على تحفيز المحجبة في المشاركة والمنافسة على نيل لقب تحلم به الكثير من الفتيات.

وانبثقت فكرة ملكة جمال المحجبات من الشعور بأن دور المرأة المحجبة غير فعال كفاية في المجتمعات العربية، كون حجابها قد يمنعها من الانخراط أكثر في المجتمع بشتى تخصصاته. ومن هنا جاءت فكرة ملكة جمال المحجبات لتؤكد بأن المرأة المحجبة ليست بأمرأة محتجبة عن المجتمع، بل تستطيع أن تؤدي دورها في المجتمع على أكمل وجه وتكون أيضاً وجهة مشرفة لحجابها ودينها. ويهدف لقب ملكة جمال المحجبات لإعادة الثقة للفتاة العربية كي تحافظ على حجابها وتتمسك به بعد تعرضها للانتقاد في الفترة الأخيرة ودعوة الكثيرات لخلع الحجاب والنقاب، بالإضافة لمناداة البعض بمنع دخول المحجبات بعض الأماكن العامة . وأطلقت خبيرة التجميل نهي حمدي الشهيرة بـ ” أنوش” رئيس وصاحبة فكرة مسابقة ملكة المحجبات العرب المبادرة العام الماضي، لتجعل المحجبات يفخرن بحجابهن وللتأكيد على أن الفتاة المحجبة لا تختلف عن الفتاة غير المحجبة.

وتعد مسابقة ملكة جمال المحجبات الأكبر في الوطن العربى، وانطلق الموسم الثانى للمسابقة في يوم الخميس 31 آذار (مارس) 2016 تحت شعار “كوني الملكة بجمال شخصيتك بثقافتك، بطموحك، بنجاحك، بأحلامك. كوني سفيرة المحجبات فى العالم”. ولا تعتمد شروط المسابقة المذكورة على الشكل أو الجانب الظاهري فقط، لكنها تعتمد على الثقافة والطموح واللباقة. وقد تم استقبال طلبات التقديم لهذه المسابقة من خلال موقع التواصل الإجتماعي “فيسبوك”.

وذكرت صاحبة الفكرة “أنوش” أن ” كل فتاه محجبة هى سفيرة للحجاب فى مجتمعها، بل هى مسؤولة أيضآ عن صورة الفتاة العربية المحجبة أمام العالم، وذلك من خلال حملة أصدرناها على هامش المسابقة تحت شعاره (جمالنا بحجابنا)، والتى لاقت نجاحآ ودعمآ كبيرآ في العديد من دول العالم”.

ويذكر أن المسابقة غير ربحية، وأن الفتيات المشاركات في المسابقة لا تتحمل أي تكاليف مادية بجميع مراحل المسابقة.

وتشترط المسابقة للراغبات بالتقدم أن تكون الفتاة من مرتديات الحجاب في الأصل، وأن تجتاز اختبار المعلومات العامة الدينية والثقافية؛ وأن ألا يقل سن المتسابقات عن 18 عاماً ولا يزيد عن 32 عاماً. أما عن الطول فلا يجب أن يقل على 160 سنتيمتراً، ولا يزيد الوزن عن 80 كيلو غراماً. ويجب الحصول موافقة كتابية من ولي الأمر، بالإضافة لكونها حاملةً لمؤهل عالي أو أن تكون طالبة في الجامعة.

وفازت بلقب ملكة جمال المحجبات العرب لهذا الموسم الذي أقيم في 8 نيسان (أبريل) من هذا الشهر في مدينة شرم الشيخ وفي فندق موفنبيك المصرية آية الله عادل. وقام بتنظيم المسابقة الإعلامي أحمد عليوة وشركته فينجر برنت، واشتركت  في المسابقة  150 فتاة من مختلف الدول العربية، وتكونت لجنة التحكيم من مصممة الأزياء السعودية أميمة عزوز، والكاتبة الصحفية وفاء ماهر، والإعلامية لمياء فهمي عبد الحميد، ومصممة الأزياء ريهام فاروق، ومصممة الأزياء الأردنية هبه إدريس، وأستاذة التنمية البشرية نيفين العيسوي، ومستشار لجنة التحكيم السعودي الفنان أحمد السعيد، وصاحبة الفكرة ورئيس لجنة التحكيم “أنوش”.

ويذكر أن الفائزة آية الله عادل (البالغة من العمر 23 عاماً) حاصلة على بكالوريوس لغات شرقية من جامعة الأزهر. والتي أعربت عن سعادتها الكبيرة بالفوز بلقب مكلة جمال المحجبات العرب، وقالت عبر قناة الناس المصرية ” أتشرف بأن أكون ملكة جمال المحجبات العرب، ورغم المنافسة القوية بين زميلاتي.. ولكننا جميعنا كنا على قدر عال من الثقافة واستوفينا شروط المسابقة، بالإضافة إلى أننا بذلنا جهداً لتعجب أجوبتنا لجنة التحكيم الموقرة”. وأضافت قائلةً “رسالتي التي أوجهها إلى كل فتاة عربية هي أن تكون كما هي بطبيعتها واحتشامها واحترامها، وأن تسعى لتحقيق حلمها. وعليها أن تمضي في أهدافها وتتجنب كلمات الرفض والتثبيط من حولها مادامت تراعي حدود الله”.

وتوجهنا لنسأل أساتذة وطلبة الجامعة الأمريكية في دبي عن رأيهم في هذا الحفل، ووجدنا أن الأراء اختلفت بين مؤيد ومعارض لفكرة ملكة جمال المحجبات العرب. إذ قالت المنسقة الإعلامية لكلية محمد بن راشد للإعلام إيناس قدورة والتي أيدت الفكرة إنني ” مع فكرة ملكة المحجبات العرب إذا كانت غير سطحية، وكانت بشروط ومعايير تختبر فيها ثقافة الفتاة المتقدمة للمسابقة. وأن لا تكون محصورة فقط في مواضيع الجمال والمظهر الخارجي، ولكن الأهم أن تكون الفتاة مثقفة وتحافظ على حشمة ملابسها كما ينبغي الحجاب الصحيح. بالإضافة إلى أن تراعي تصرفاتها وطريقة تعاملها مع الآخرين بشكل عام”.

وأثنت الأستاذة المساعدة في قسم الدراسات الشرق الأوسطية باميلا شرابية على أهمية الفكرة وقالت إن “الفكرة بحد ذاتها ممتازة للفتاة المحجبة وتساهم في كسر الصورة السلبية القائمة تجاهها من تخلف وخضوع وانعدام الرأي”. وأضافت ” أن الفتاة أو المرأة المحجبة هي أنثى سواء بحجاب أو غير حجاب ولها من الجمال الداخلي والخارجي كما الغير محجبة.. والجميل أيضاً في المسابقة أنها لا ترتكز على الجمال الخارجي كما باقي المسابقات، بل يهمها أكثر جمال الفتاة بذكائها وثقافتها وأخلاقها وحضورها”.

وعلقت طالبة الهندسة المدنية دانية مُسلم بأن فكرة الحفل جديدة بالنسبة لها، ولكنها من أشد المؤيدات لها، لأنها تؤمن بأن المجتمع العربي لا ينظر إلى المرأة المحجبة بأنها كاملة مثل المرأة العادية. وهي تشجع كل من يعمل لأجل المرأة العربية حتى تصل إلى أعلى المراتب. 

وخالفت طالبة العمارة سالي كينج فكرة ملكة جمال المحجبات العرب وقالت “أنا لا أرى إقامة حفل يتوج فيه ملكة جمال المحجبات العرب أمراً سيزيد من ثقة المحجبة، لأن أساس المرأة المحجبة هي العفة والحشمة فكيف لها أن تظهر نفسها أمام الملئ وتريهم نفسها.. وكيف من الممكن أن يجتمع الجمال مع الحجاب. فالحجاب وجد ليحجب جمال الفتاة وليس ليظهره، ولهذا أجد أن المسابقة خسرت مصداقيتها”. وأضافت ” فوز الفتاة بهذا اللقب لن يعطي شيئاً لباقي المحجبات سوى السعي لأن يبرزوا جمالهم أمام المجتمع وهذا يتناقض مع أساس الحجاب”.

وشهدت هذه الخطوة إقبالاً كبيراً بين الناس والإعلام العربي العام الماضي وهذا العام، وينوي القائمون على فكرة الحفل أن يستكملوه في السنوات المقبلة تشجيعاً للمحجبات للانخراط أكثر في المجتمع، حتى يكونوا سفيرات المرأة المحجبة في العالم. 

Please follow and like us:

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Social media & sharing icons powered by UltimatelySocial
EMAIL
Facebook
INSTAGRAM