الإمارات ترسم مستقبل التغيير في العالم
شروق العمّاري/
اختتمت الأربعاء أعمال القمة العالمية للحكومات في دورتها الرابعة والتي عقدت تحت شعار”استشراف حكومات المستقبل”. حضر القمة عددٌ من كبار المسؤولين والقادة وأصحاب القرار بمشاركة من ١٢٥ دولة وثلاثة آلالف مشارك قدموا من مختلف أنحاء العالم لحضور أكثر من سبعين حلسة نقاشية مختلفة. وقد افتتح رئيس الولايات المتحدة الأمريكية باراك أوباما القمة في يومها الأول، بكلمة متلفزة أعرب فيها عن ساعدته وسعاده بلده بالشراكة القائمة بين الولايات المتحدة ودولة الإمارات الملتزمة بأفضل الخدمات الحكومية.
ركزت القمة على مدار ثلاثة أيام مستقبل حكومات العالم من خلال التركيز على عدة قطاعات حيوية مثل التعليم٬ الصحة، والتجارة. تناولت القمة أيضاً مستقبل العالم بوجود الروبوتات والتغيير المناخي المستمر. تناولت القمة العديد من المواضيع المهمة والدارجة في الساحة السياسية والاجتماعية في العالم مثل هجرة العقول، والتي تم تقديم ندوة مخصصة بهذا الشأن أدارتها المذيعة منتهى الرمحي تحت عنوان “الهجرة المعاكسة للعقول”.
شارك في الندوة كل من الدكتور رئيس الجامعة الأمريكية في بيروت فضلو خوري، ونائب رئيس الابتكار في غوغل اكس محمد جودت، وعميد كلية الهندسة المعمارية والتخطيط في معهد ماساتشوستس للتكنلوجيا البروفيسور هاشم سركيس.
أكد الضيوف على أن التخبط السياسي وغياب الاستقرار الحكومي في دول العالم العربي بالإضافة إلى غياب التشجيع والدعم الحكومي للعباقرة العرب، هي إحدى الأسباب الأساسية لهجرة الأدمغة العربية للخارج ورفضها العودة للبلدان العربية.
وجهت الرمحي لضيوفها العديد من الأسئلة المهمة المتعلقة بهذا الموضوع مثل سؤالها عن إمكانية عودة العقول المهاجرة للبدان العربي، ليجيب عليها جودت بأن تضعيف رسم الحدود وتغيير مفهوم الهجرة هو جزء من الحل للتقليل من هجرة العقول وعودتهم للأراضي العربية.
ضمت القمة هذه السنة “متحف المستقبل” والذي فتح أبوابه للجمهور من داخل القمة وخارجها. قدم المتحف تصوراً للجيل القادم من الحكومات وعرض تقنيات جديدة تستخدم لأول مرة في العالم.
وفي الحفل الختامي، تم توزيع جائزة “أفضل خدمة حكومية عبر الهاتف المحمول” في مختلف القطاعات الحكومية من مختلف أنحاء العالم. شملت الجائزة عشرة قطاعات حيوية مختلفة. وقد فازت بالجائزة جهات حكومية من مختلف أنحاء العالم مثل سنغافورة، الكويت، استراليا، نيوزيلاندا، البحرين، المملكة المغربية، استراليا، فرنسا، سلطنة عمان ودولة الإمارات.
تم تكريم الوزير الاسترالي غريغ هانت بجائزة أفضل وزير في العالم، وذلك لدوره الكبير والبناء في تقليل معدلات انبعاث الكربون في استراليا. شكر هانت المنظمين على القمة في كلمته التي قدمها عند تسلمه الجائزة، وأكد على استمرارية بلاده في المحافظة على البيئة.
يذكر بأن جائزة أفضل وزير في العالم أُطلقت بهدف تكريم الوزراء الذين قدموا خدمات حكومية وأداء متميز وساهموا في تطوير العالم وجعله مكاناً أفضل. وقد تم تحديد الفائز بعد عملية تقييم شاملة قام بها المسؤولون عن القمة العالمية للحكومات بالشراكة مع مؤسسة رويترز.
كما كرم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم المشروع الفائز بجائزة “ابتكارات الحكومات الخلاقة”وهما ممثلا حكومتي موزنبيق وتنزانيا. وأتى فوزهما بالجائزة تتويجاً لهما جراء تنفيذهما لمشروع مهم مختص باستخدام الجرذان في الكشف عن المتفجرات والأمراض.
يذكر بأن القمة العالمية للحكومات بدأت دورتها الأولى عام ٢٠١٣ باسم “القمة الحكومية” واستمرت بهذا الاسم على مدار ثلاث دورات تمت فيها مناقشة الأوضاع المحلية للحكومة. ومع بداية السنة الجديدة ٢٠١٦ أمر حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد بتغيير مسماها من “القمة الحكومية” إلى “القمة العالمية للحكومات” لتنتقل من إطار محلي إلى إطار عالمي ممتد.