مقابلة صحفية مع رئيس تحرير جريدة “الإمارات اليوم” السيد: سامي الريامي

“الإمارات اليوم” هي الجريدة الأولى بياءً على دراسات Google، تخرج من جامعة الإمارات، قسم علوم سياسية عال 1992، إلتحق بجريدة البيان واشتغل كصحفيّ. من صحفي محلّي، إلى اقتصادي، ومن رئيس قسم، إلى رئيس تحرير. من مكتبه يحاورنا سامي الريامي كرئيس تحرير جريدة “الإمارات اليوم”. حديثنا اليوم سيكون عن الصحافة العربية والإماراتية بالتحديد.
——————————————————————————-
من هو سامي الريامي الصحفي؟وبماذا يختلف عن سامي رئيس التحرير؟

أنا خريج جامعة الإمارات بكالورييس في العلوم السياية، تخرجت سنة 92 إلتحقت بجريدة البيان أول ما تخرجت تدرجت بالعمل من بدايته اشتغلت صحفي أعطيت بعض الأشياء المحلية. بعدين أصبحت صحفي اقتصادي وادرجت رئيس قسم إلى أن وصلت إلى رئيس تحرير جريدة “الإمارات اليوم” مع بداية انشاءها في عام 2005.

كونك رئيس تحرير جريدة، هل خلق ذلك نوع من القيود عليك كصحفي. كونك الآن في مركز كرئيس تحرير؟

والله معظم رؤساء التحرير بعد ما يوصلون لهذا المنصب يبتعدون نوعاً ما عن الصحافة كصحفيين يكتبون. لكن أنا لا بالعكس، مهنة الصحافة أنا حبيتها كمهنة. حتى وانا رئيس تحرير أكتب مواضيع وأحياناُ أكتب قصص وما تركت المقالات عندي مقال يومي يصدر في الجريدة. معظم رؤساء التحرير حاليا في الإمارات يكتبون بشكل “مناسباتي” لنقل. بمعنى لو في مناسبة يكتبون لو ما في لا يكتبون. أنا طبعاُ لا ألومهم لأن فعلاٌ تبعات مهنة رئيس التحرير ليست بالسهلة لقلة الوقت والمسؤليات أكبر طبعاُ. الصحفي مسؤولياته أقل أنا لما كنت صحفي لم يكن عليّ أي ضغط بأي شكل من الأشكال.. نعم المهنة بحد ذاتها متعبة ولكن كصحفي أكتب المادة التي أراها وأسلمها لرئيس القسم وأذهب دون أي هاجس في بالي. لكن رئيس التحرير مسؤول عن كل كلمة تنزل في الجريدة من بدايتها إلى نهايتها. أي شكوى أي قضية يكون رئيس التحرير في الواجهة إذا في تحقيق في المحكمة هو أول واحد يروح المحكمة مع أنه قد لا تكون له علاقة بالأمر ولكن بحكم مهنته وبحكم انه مسؤول عن مهنته هو أول واحد يروح للمحكمة. هذه الضغوط تجعل رئيس التحرير أكثر صرامة مع المحررين ومع الصحفيين على أساس أن لا يدخلون في أمور صعبة تؤدي بعد ذلك إلى المشاكل أو الذهاب للمحكمة. فالمهنة نفسها صعبة مسؤولية زيادة ومشاكلها كثيرة، فلذلك ترين عند الوصول إلى مركز التحرير يتطلب تركيز أكثر وقد ينيسه ذلك أنه صحفي. ولكن أنا بصراحة أجد متعتي عندما أكتب موضوع وأرى اسمي في اليوم الثاني بالجريدة أكثر من كوني رئيس تحرير.

ذكرت بلقاء لك عام 2006 في برنامج ايضاءات مع تركي الدخيل أن في بدايات جريدة الإمارات اليوم استعنتم عندما بدأت هل أخذت فرصة بسهولة أم بصعولة، لأنك بالخريجين الجدد. فهل كانت مجازفة منك؟ أم هل كنت تحاول أني تعطي فرصة تأخرت عنك أول ما تخرجت؟

لا هي بصراحة كانت مجازفة، نحن كنا جريدة جديدة و “ستايلنا” أو نمطنا كان جديد ولم يكون موجود في الساحة الإماراتية وحتى على مستوى الساحة العربية. الجريدة شابة قضاياها شعبية بحاحة إلى محررين جدد، بحاج إلى أشخاص لم يدخلوا مجال الصحافة في الإمارات بشكل أن يكون عندهم تراكمات أو ترسبات يمكن تؤثر على عملهم القادم. لأننا أردنا جريدة جديدة بتوجيه جديد، أما اذا كان واحد ذو خبرة مدتها 13 عام، فصعب أنك تغيرين توجهه إلى توحهنا الجديد، طبعا كمحررين أحضرنا محررين شباب كصحفيين،أما في بعض المهن لا لقد احتجنا إلى خبرة مثل رئيس قسم ولكن كصحفيين كانوا كلهم تحت 25 سنة. وبالإجابة على سؤالك، لا لم أواجه صعوبة في بدايتي بالعكس. لأن لم تخرجنا كان عدد المواطنين في مهنة الصحافة كان قليل في دولة الإمارات، ولذلك فقد كان إلتحاقي بالبيان سهلاٌ، وحصلت على فرصة كاملة، وتدربت بشكل جيد على أيدي ناس من مصر، لبنان، وسوريا. بالعكس استفدنا من الصحفيين اللي كانوا موجودين والحمد لله خذنا فرصتنا.

بالنسبة لك سامي الريامي ما هي معايير الصحفي الناجح اليوم في ظل التطور التكنولوجي وتعدد وسائل الإعلام؟

والله قبل الأمور التكنوليجية أهم معيارين هما المصداقية والأمانة. لأن الصحفي ان لم يكن أميناُ بنقل المعلومة وبطريقة الحصول عليها كل الأمور الأخرى بتكون شكليات. أهم الأمور هي الرسالة التي يحملها. قابلنا صحفيين لم يكونوا بالدرجة المطلوبة ورغم مميزاتهم الاخرى لن نقبلهم، لأن أهم شيء بالنسبة لنا المصداقية والأمانة بنقل المعلومة وبطرقة الحصول عليها. لا نريد معلومة صحيحة ان كان الصحفي قد حصل عليها بطريقة غير مشروعة هذا من جهة. من جهة أخرى على الصحفي اليوم أن يكون صحفي شامل يجيد كل فنون الصحافة ما ينفع واحد بس يكتب مقال ولا يعرف يكتب تحقيق. ولا ينفع يكتب تحقيق ولا يستطيع كتابة خبر. كما أنه يجب أن يكون مطلع على المحليات والإقتصاد معاً وليس على احدهما. وفي نفس الوقت يجب على الصحفي أن يملك لغة جيدة ومهارات أخرى. يجب عليه أن يكون مُلّم بالتقنيات الحديثة التى عملت ثورة بالصحافة الحديثة. يجب أن يعلم اذا ابتُعِث لخارج الدولة أن يرسل خبره من خلال الكمبيوتر. أصبح الصحفي اليوم عليه مسؤوليات كبيرة ولازم يجهز نفسه لها. صحفي أيام زمان كان شيء ثاني، يعتمد فقط على أن يكتب ويرسل بالفاكس وهذا الزمن انتهى. لذلك نختار الشباب المتخرج الجديد، لأنهم يملكون حماس أكثر وعندهم بصراحة مهارات أكثر.

ذكرت الآن في أول اجابتك أنه يجب أن يتحلى كل صحفي بالأمانة والمصداقية في توصيل رساته، فما هي رسالتك أو قضيتك التي تريد ايصالها؟ ولمن؟

نحن جمهورنا جميع من يسكن على أرض الإمارات ويجيد اللغة العربية سواء مواطن أو مقيم. نحن جريدة شعبية نهتم بالناس بطريقة مباشرة. وهذا يمكن الذي ميّزنا عن غيرنا.

اذا شفتي الجرايد الثانية ستجدين أخبار كل العالم على الصفحة الأولى. نحن “جريدة اليوم”من أول يوم إلى الآن أكملنا الست سنوات وصفحتنا الأولى محلية بحته تخص المواطن والمقيم والإثنين لدينا سواسية. نهتم بقضايا الوافدين والمقيمين الموجودين في البلد بالأمور التي تخصهم في الإمارات. يعني اذا واحد من جالية معيّنة لا يهمه ماذا يحدث في بلده لأن عنده الأخبار سواء من أهله من الصحف وكما يستطيع أن يقرأ صحف بلده من الإنترنت بكيسة زر. ولكنه يريد أن يحصل على المعلومة التي تهمه كمقيم في الإمارات، وهذه الخطة التي نعمل بها. حالات انسانية نعطيها اهتمام كبير جداً، وطبعاً طرح المشكلات يكون بهدف حلّها وليس الإثارة.

في بدايات صحيفة “الإمارات اليوم” كانت توزع في الأسواق مجاناً، ومن ثم أصبحت لها رسوم. لقد ذكرت في لقائك مع تركي الدخيل أنكم متوقعون أن تغطي صحيفة “الإمارات اليوم” تكاليفها بخلال عامين من صدورها. هل حدث ذلك؟

نعم، لقد بدانا كما ذكرتي كصحية مجانية وخلال عامين فعلاً حققنا “Breakeven” او التعادل. فقد كان مدخول العام الثاني يساوي المصروفات بالضبط. والعام الثالث بدأنا بجني الأرباح، لم تكن أرباح كبيرة ولكن أن تجني جريدة أرباحاً في عامها الثالث هذا بحد ذاته انجاز.للأسف، لم نكن محظوظين في فترة الأزمة المالية. أثرت علينا بشكل كبير لأننا فقدنا اعلانات الشركات العقارية الكبيرة. فلذلك كانت سنة 2008 و2009 صعبة نوعاً ما. أما الآن فقد بدانا في استعادة التوازن في 2010.

النسخة الالكترونية للإمارات اليوم هل تجني أرباحاً موازية للنسخة التي في الأسواق؟

النسخة الإلكترونية عموماً وليس فقط نحن يمكن معظم دول العالم الإعلان الإلكتروني لم يأخذ حجمه. أنا أتوقع أنه خلال السنوات الخمس القادمة سيبدأ الإعلان الإلكتروني بالتوسع وسيكون أشمل. نحن نعمل بهذا الإتجاه. في الفترة الماضية عملنا على تطوير الموقع الإلكتروني ووصلنا “الحمدلله” إلى نتائج ايجابيةجداً. موقعنا الإلكتروني أصبح الموقع الأول في الإمارات وهذا وفقاً لدراسات Google. وعدد زوار الموقع من بداية العام إلى شهر 10 خمسين مليون زائر وهو عدد ضخم جداً. وسنبدأ الآن بإستثمار هذا النجاح بجذب الإعلانات. طبعاً لن تكون كبيرة بالمستوى الورقي، لأن أصلاً حتى عقلية المعلن الآن لم تتهيأ لتعلن في موقع.

مؤسسة دبي للإعلام من المؤسسات الإعلامية الرائدة في الشرق الأوسط ، ماذا تضيف “الامارات اليوم” لمؤسسة بهذا الحجم بالأخص اذا كان من ضمن المؤسسة جريدة “البيان”؟

نحن من اليوم الأول، وحتى قبل اليوم الأول عندما فكرنا بإصدار جريدة لم نردها جريدة تضارب صحف أخرى في السوق. وبالأخص جريدة البيان لأننا في نفس المؤسسة ونفس الإمارة. خط “الإمارات اليوم” مختلف تماماً، لم ندخل في ملعبهم. جميع الصحف تمشي في خط، نحن لم نأتي لننافسهم بملعبهم. وكان هدفنا من اليوم الأول أن نكون الجريدة الثانية لكل قارئ. بمعنى أن قارئ جريدة الخليج ان يضطر إلى ترك الخليج ليقرأ جريدتنا بل يقرأها معها. هذه كانت خطتنا والحمدلله نجحنا بشكل كبير، أول ثلاثة سنوات عملنا عملية رصد وشاهدنا فعلاً أن الناس تأخذ جريدة “الإمارات اليوم” مع الجريدة التي كانت تقرأءها.

هل أضافة جريدة “الإمارات اليوم” شيئاً للصحافة الإماراتية أو العربية من الناحية الصحافية؟

“والله بكون أمدحها بطريقة مش حلوة” (ضاحكاً). ولكن حسب ما نسمعه من الناس وبامكانك التأكد ان جريدة الإمارات اليوم كانت إضافة للصحافة العربية بكل ما تعنيه الكلمة. أول شيء، إضافة نوعية… نوعية الجريدة طريقة إخراجها، شكلها، وحجمها هذه كلها أمور لم تكن موجودة بالإمارات ولا بالوطن العربي. لأن حجم الجريدة أحضرناه من دراسات شركة اسبانية، وهذا القطع موجود فقط في أوروبا، ولكن وجودة جريدتنا أعلى لأننا لدينا مطبعات جداً متطورة ومستواها عالي. وأيضاً من جهة المضمون فمضموننا مختلف ومتناسق في جميع الأقسام فتجدين للجريدة مظهر متكامل ولكل الأقسام معيار واحد وأسلوب واحد. حتى يجد القارئ المعايير والدقة من خلال قرائته.

Please follow and like us:

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Social media & sharing icons powered by UltimatelySocial
EMAIL
Facebook
INSTAGRAM