رحل الرئيس …ماذا بعد؟

“حسني مبارك انتهى، أخذ حكمه ورحل. تحققت مطالب الشعب، ذهب ولن يعود .

خبر لايمر عليّ دون أن اذرف دموعاً لا هوية لها. هي ليست دموع الفرح! لا وليست دموع الحزن! وكأن انتظاري لهذا الخبر قد طال حتى استُنزفت مشاعر الفرح والحزن معاً! شُلّت أحاسيسي يوم خرج عمر سليمان ليلقي الكرة في ملعب الشعب، خرج ليقول إن مبارك تنحى. سعادة ملايين المواطنين المصريين كان يمكن أن تكون كافية لإسعادي لولا خانتني شجاعتي. تخونني شجاعتي في كل مرة اكتب عن رحيل رئيس عربي. تهرب الكلمات مني رافضة حياء فرحي ووقاحة حزني في أسىً يتملكني تجاه مبارك .

نعم، أنا عربية رجعية التفكير فيما يخص الرؤساء.

كبرت وصورة الرئيس محفورة في رأسي كجبل عالي لا يُطال وقوي لا يُبارز. تسيطر عليّ فكرة الرئيس كما لو كان حجر الأساس في تكوين الدولة وكان الشعب الكماليات. وجوده حتمي، فهو اللاعب الرئيسي.

هكذا نشأت! بهذا الفكر. ورغم أن وعيي وتقديري للأمور اليوم اختلف: فالرئيس ما هو إلّا موظف يستحق الثناء ان احسن والفصل إن تجبّر، إلا أنني أجد غصة في وداع أحدهم. ها نحن العرب على مشارف حقبة جديدة ليس الرئيس فيها مبجّلاً بل مواطناً. وعلى الرغم من ذلك، لا زال هناك من هم مثلي يتخبطون بين ما تربينا عليه وبين ما نراه اليوم، ولا يتفق الإثنان بالضرورة.
رغم رفضي لأنظمة ديكتاتورية تكون مصلحة الشعب فيها في الترتيب الثاني إلا أنني… لا زلت تقليدية في نظرتي للرئيس العربي الذي لا يرحل. غريبٌ كيف أصبح حقنا في اختيار رئيسنا أمرا صعباً. لقد طغى بعض الرؤساء لدرجة أنني بدأت أشكك بعقلانية النظام الديموقراطي. هل وُلِد ليكون رئيساً وولدت لأكون محكومة؟ .

Please follow and like us:

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Social media & sharing icons powered by UltimatelySocial
EMAIL
Facebook
INSTAGRAM