فوضى المهملات تغطّي الحرم الجامعي

أطباق متروكة على طاولات الكافيتيريا، زجاجات مستخدمة في معامل الحاسوب و صناديق طعام على الأرض و في كل مكان. هذه صورة لمشهد  في الجامعة الأمريكية في دبي و لكن غالبًا ما يكون هذا المشهد غير مرئي لكثير من الناس.

السؤال هو لماذا؟

لماذا لا يقوم هؤلاء الطلبة الجامعيون برمي المخلفات في  سلال القمامة؟ سؤال بسيط لكن الإجابة عليه ليست  كذلك. رايتشل بالدوين- عميد شؤون الطلبة في الجامعة الأمريكية – عبرت عن رأيها فقالت: ” لا أعتقد أنّ من يمارسون هذه العادة يعلمون بمدى حجم المشكلة”. و أضافت بأن ذلك يعود إلى نوع من الثقافة و العادات المكتسبة، ففكرة وجود عامل مخصّص للنظافة هي عامل مهم لتفاقم المشكلة.

جوغ ماك، المسؤول عن شؤون العمال، يشارك العميد بالدوين في الرأي و يضيف بأنها مشكلة سلوكيّة كذلك و يرى أن التخلص من سلوك يحتاج إلى غرس سلوك جديد تمامًا،  فالمشكلة تكمن في أن الطلبة ليسوا معتادين على ذلك . إنّ الطلبة لن يقوموا بين ليلة و ضحاها بالتقاط مخلفاتهم بأنفسهم، بل إن ذلك يحتاج إلى وقت لغرسه فيهم.

و أوضحت العميدة بالدوين جانبًا مهمًا آخر وهو وجود طرفين في المعادلة. فهناك العمال الذين يكسبون رزقهم بواسطة تنظيف المرافق العامة و لكن هناك أيضًا فكرة المسؤولية الشخصية عن نظافة هذه المرافق الّتي يجب أن يتحمّلها كلّ شخص.

سارة زينهم، طالبة في مجال التسويق و الترويج وهي ملمة بخطورة مشكلة رمي النفايات وصفت المشهد المعتاد خلف مبنى الهندسة و في منطقة التدخين  بأنه “قذر جدًا و كل شيء فيه مكدس وكأنني في حضانة للأطفال”. وأشارت إلى المشكلة الناتجة التي لخصتها في عبارة واحدة: “مخلفات أكثر يعني جهد أكثر للعمال” .

و بالرجوع إلى تعليق جوغ ماك على الموضوع فقد قال أن هؤلاء العمال يعملون ١١ ساعة في اليوم، من بينها ساعة واحدة للاستراحة، كما أنهم يحتاجون إلى ساعتين على الأقل يوميًا لكي ينظفوا ما خلّفه الطلاب في اليوم السابق. وتضيف رايتشل بالدوين  أنه ” من سوء الحظ، تتكدس معظم القمامة المنسية في أوقات لا يشهده الكثير من الناس كالصباح الباكر”. و هذا يعني  أن العمال يقومون بالتخلص منها قبل أن يلحظها أي أحد من الطلبة أو الإداريين.

فما الحل؟

“الحل بديهي، ونحتاج للتفكير بمنطق”، هذا ما قالته جوان عبدالله المستشارة الشخصية في الجامعة الأمريكية في دبي.  فهي ترى أنه لا يوجد أي حجة أو عذر ليقوم طلبة جامعيون في هذه المرحلة من حياتهم بمثل هذا التصرف الطفولي. و المشكلة كما قالت الأستاذة جوان أن الفكرة “محفورة في رأسهم بأنها مهمة شخص آخر”.

زينب عبدالقادر، طالبة صحافة تعمل في المكتبة الجامعية، قالت: ” أستغرب أحيانًا عندما أرى الطلاب غير قادرين على رمي ما استخدموه من أكياس و صناديق في أحد السلال المنتشرة في كل مكان في الجامعة”. و أضافت زينب أن تسليط الضوء ضروري  للإحساس بمعاناة عمال النظافة و قالت أن بعد عملها في المكتبة  أحسّت بعدم اكتراث الطلبة لهذه المشكلة.

التوعية بالنسبة لرايتشل بالدوين هي الخطوة الأولى في مشوار الألف ميل. وأشارت إلى أن إداريي شؤون الطلبة يناقشون هذا الموضوع كما أكدت على أهمية دور الطلاب في هذا المشروع. ومن الاقتراحات المثيرة للاهتمام و التي صدرت عن الأستاذة جوان عبدالله، هو أن يترك مطعم الجامعة بدون عمال نظافة لمدة يوم كامل ليرى الطلاب ما خلفته أيديهم. وقد وافقت رايتشل على هذا الاقتراح و قالت أنه من الممكن أن يصدم الطلاب و حينها سيشعرون بجدية الموضوع.

Please follow and like us:

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Social media & sharing icons powered by UltimatelySocial
EMAIL
Facebook
INSTAGRAM