خديجة السلامي بين طلاب محمد بن راشد للإعلام

“أنا أرتدي الحرية لا القماش” هذا ما صدمت به خديجة السلامي المجتمع اليمني في ثلاثين دقيقية لخّصت بها معاناتها المنصهرة في قصة نجميّة، والتي لم تستطع أن تخلد كنجمة حرة في السماء أسقطها شهاب تعرى من العقلانية و تجسد في صورة أشخاص نالوا لقب العاقل في يوما من الأيام في اليمن ما لبثوا أن تنحوا عنه اليوم. فإن كانت خديجة بالأمس و اليوم نجمية، فحتما ستقرع الطبول غدا للترحيب بمأساة امرأة جديدة حاولت السلامي أن تفك أسرها مسبقا في فيلمها الوئائقي “غريبة في موطنها”. الفيلم بدد صرخات المرأة اليمنية بصوت سيطرت رجولته على أنوثته كما هي نجمية.

و من شوارع اليمن ارتحلت المخرجة اليمنية السلامي بنجمية إلى جدران الجامعة الأمريكية في دبي، لتعكس من مرآة عيني نجمية طفولتها الغابرة و ذلك في زيارة لطلاب مادة “المراسلة الصحفية المتطورة” بإشراف الأستاذة ميسون عزام. السلامي تحدثت عن تجربتها في إخراج و إنتاج الأفلام الوثائقية إلا أن نجمية بضفيرتها الشقراء القصيرة أسرت قلوب الطلاب و الطالبات أكثر من اكتشاف خبايا تصوير الوثائقي و ذلك بعد أن أغلقت الأنوار ودب الصمت لمشاهدة “غريبة في موطنها”. الفيلم عالج قضايا الكبت و النظرة الأحادية التي ينظرها المجتمع اليمني للمرأة. هكذا و قالت السلامي: “أعلم كم هو صعب أن تعيش المرأة بسلام في اليمن و أن تعبر عن كل ما يجول في خاطرها بدون خوف”. نجمية غردت خارج السرب في مجتمع أقحم سلطة التقاليد على الدين، رفضت حياله نجمية ارتداء الحجاب الذي لم يجسد لها الشرف و الكرامة.

و ما أن انتهي عرض الفيلم و اكتظت الغرفة بأصوات تصفيق الحضور، انهال الطلاب و الطالبات بأسئلتهم المتأججة على السلامي التي أجابت على استفسارات و تعليقات الجميع. الحضور و السلامي تبادلوا أطراف الحديث في جو مفعم من الحيوية و الإعجاب ساعد الطلاب على النهل من تجربة السلامي الغنية. ووسط اندهاش الطلاب من قصة نجمية و طريقة تصوير الفيلم، بينت السلامي أنها عثرت على نجمية صدفة و الأولى تتجول مع وفد صحفي في أزقة اليمين. لم تفشل نجمية ولو للحظة في أن تلفت أنظار السلامي إليها، و التي انساقت بروحها لتعانق براءة نجمية و تبحث في قصتها. الأمر الذي دفع السلامي إلى ترك ضيوفها و تقصي نجمية. و لو تدخلت الصدفة لنكش ألم السلامي في “غريبة في موطنها” فإن نصرة المرأة هو الهدف الأول و الأخير الذي وضعته السلامي نصب عينيها لتطلق العنان لرسالتها الإعلامية: “أدركت أن للصور وقعا أكبر في التأثير على مشاعر و عقول الناس، لذا عمدت إلى غزل قصص معاناة النساء في صور متحركة أعلق فيها على نفسي أولا.”

و بالحديث عن طريقة تصوير الفيلم، السلامي وضحت أنها لم تواجهه صعوبة حيث صورت الفيلم بكاميرا صغيرة في غياب طاقم فني ما لم يستوجب الحصول على تصريحات تصوير. هذا و أضافت السلامي أن الكثيرين لم يلحظوا وجود الكاميرا في أثناء تنقلها مع نجمية ما جعل ردود أفعال و حديث الشخصيات في منتهى الشفافية و العفوية. و على الرغم من أن امكانيات التصوير كانت متواضعة، كشفت السلامي أن قصة نجمية كانت كفيلة لأن تكسب تعاطف الجمهور المشاهد ولجنة التحكيم ليحصد الفيلم جائزتين في مهرجان تولون في فرنسا. و يذكر أن عملية التصوير السلامي استمرت ثلاثة أيام بمعدل يتراوح ما بين الساعة و الساعة و النصف لمدة ثلاث أيام.

و في خضم الإبحار في مضمون الفيلم بشكل عام، انتقلت عزام لسؤال السلامي عن الماهية التي تم فيها التحضير للفيلم و أسس المونتاج. السلامي قالت أنها شاهدت جميع المادة الفلمية و تبعت إحساسها لتختار المشاهد موضحة أن عملية الاختيار قد تختلف من شخص لآخر. و بعد تحديد المشاهد و إعطائها الاسم المناسب، كتبت السلامي النص الذي علق على مجرى الأحداث في الفيلم. و تجدر الإشارة الى أن السلامي حولت النص الراوي إلى عدة لغات لتشارك بالفيلم في المهرجانات الدولية و الذي اخترق الشاشات و هيمن على عرش التميز و الابداع في اخراج و انتاج الفيلم الوثائقي.
و بعد أن انتهت السلامي من التحدث عن تجربتها في إنتاج و إخراج الفيلم، عرض الطلاب و الطالبات بعضا من الفيديوهات القصيرة كنوع من الترحيب بزيارة السلامي لهم. تناول أحد الفيديوهات نبذة تعريفية عن أول مخرجة يمنية “خديجة السلامي”و عالج آخر نجاح السلامي بالرغم من تدني المشهد السينمائي اليمني و قص آخر قضية الزواج المبكر في اليمن من خلال التحدث عن قصة السلامي مع هذا الموضوع بالإضافة إلى تقرير صوتي عن الفيلم الوثائقيي “الوحش الكاسر” للسلامي. و على الهامش المكتوب، عدل الطلاب صفحة الويكيبيديا الخاصة بالسلامي بإضافة المزيد من المعلومات و تحديث ما كان منها مع ارفاق عدد من الصور لم يتسنى ظهورها لعطل فني. و من الجدير بالذكر أن صحفية من جريدة الخليج حضرت لتغطي تواجد السلامي بين الطلاب و الطالبات في أمريكية دبي.

و ما أن اشتعلت الأنوار بعد عرض الفيديوهات، حتى خيم الجو العائلي على أرحاب المكان بعد أن التم الشمل في صورة تذكارية عانقت فيها السلامي عزام و جميع الطلاب و الطالبات، طبعت في أذهان الحضور قصة نجاح السلامي لتكون مصدر إلهام و تشجيع صحفيو المستقبل

Please follow and like us:

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Social media & sharing icons powered by UltimatelySocial
EMAIL
Facebook
INSTAGRAM