جون ستيوارت النيل
لقّب بـ”جون ستيوارت النيل” و “ملك الهزل الساخر للربيع العربي” بعد شهرته بأسلوبه التهكّمي و الجريء في مناقشة المواضيع السياسية في البرنامج التلفزيوني “البرنامج” الذي يُعرض على قناة (سي بي سي)، والذي يحاكي البرنامج الأمريكي “العرض اليومي” الذي يقدمّه الإعلامي جون ستيوارت.
من هو؟
باسم يوسف طبيب مصري حاصل على دكتوراه جراحة قلب من جامعة القاهرة، ويعمل حاليًا كعضو في هيئة التدريس في كلية الطب. كما يحمل رخصة مزاولة المهنة في الولايات المتحدة منذ 2005، بالإضافة إلى كونه عضوًا في زمالة كلية الجرّاحين البريطانية . سافر باسم إلى أمريكا وأوروبا للعمل في إحدى شركات الأجهزة الطبية لتطوير تكنولوجيا زراعة القلب والرئة، كما سافر إلى ألمانيا للتدريب على جراحة القلب.
مسيرته الإعلاميّة:
إنّ مسيرة باسم يوسف الإعلامية في تقديم البرامج السياسية الساخرة لم تبدأ حتى بعد ثورة 25 يناير، والتي انطلقت عن طريق الإنترنت. فقد بدأ بثّ برنامج باسم يوسف شوو” على موقع يوتيوب في الثامن من مارس سنة 2011 ، حيث تم عرض أكثر من 108 حلقات منه. والمبهر أن عدد مشاهدات مقاطع الفيديو بلغ أكثر من 15 مليون مشاهدة، فصار برنامجه الصوت المسموع لملايين المصريين الغاضبين من عدم تغطية وسائل الإعلام التقليدية للثورة المصرية بالشكل التام. وقد ظهرت موهبة باسم باستخدامه للشبكات الاجتماعية مستعينًا بمجرد طاولة وكرسي، كاميرا واحدة، ولوحة جدارية تضم صوراً التقطت من ميدان التحرير.
سخرية من نوع آخر:
خلق يوسف نوعًا جديدًا من السخرية السياسية وضمن لنفسه مكاناً في قلوب وعقول المصريّين في جميع أنحاء العالم. ولأن المواهب تجذب المهتمين فقد عرضت قناة “أون تي في” المصرية على باسم صفقة لإنتاج برنامج سياسي ساخر اسمه “البرنامج”، وخصصت له ميزانية تبلغ نصف مليون دولار تقريباً. وقد جعل ذلك يوسف الشخص الأول في الشرق الأوسط الذي يتحول برنامجه من الإنترنت إلى شاشة التلفاز. وقد كان العرض الأول للـ” برنامج” في رمضان 2011 عبر قناة “سي بي سي”. الجدير بالذكر أن حلقته الأولى أثارت غضب زملائه الإعلاميين في القناة بعد أن وجه لهم انتقادات ساخرة، مما دفع زميله الإعلامي عماد الدين أديب إلى الإعلان عن نيته بمقاضاته. كما أثارت بعض حلقاته من الجزء الثاني بعض النزاعات خاصة من خلال ردود بعض المتخصّصين في مجال الإنتاج والإعلام بعد مهاجمته الجماعات الإسلامية في مصر والرئيس مرسي. وقد وُصِفَ من قبل الصحافة السويديّة بأنه أشجع إعلامي مصري بسبب عرضه مقاطع للرئيس مرسي و هو يتهم إسرائيل و أمريكا و الغرب و يحرّض ضدّهم قبل أن يصبح رئيساً لمصر في سنة 2010.
جون ستيوارت الأمريكي:
وفي يونيو 2012 دعا جون ستيوارت مقدم برنامج “ذا دايلي شو” باسم يوسف ليحل ضيفاً في برنامجه ولإجراء مقابلة معه. وفي البرنامج علق ستيوارت قائلاً: “أنا أعمل في مجال الفكاهة، ولكن برنامجك مميز وقد أبدعت فيه، إنه برنامج ذكي وقد تم تنفيذه بشكل جيد”. وقد كانت هذه المقابلة من أكثر الفقرات مشاهدة على موقع جون ستيوارت.
باسم يوسف ليس مجرد نجاح كبير بالنسبة للبعض، بل ومصدر إلهام للكثيرين من المصريين و غيرهم. فالكثير من المبادرات التي تظهر على الوسائط الإعلامية الاجتماعية تستلهم أفكارها من برنامجه. حاليًا، أكثر من 700 ألف شخص يتابعون صفحته على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، إضافة إلى أكثر من مليون معجب على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”. و قد حصل كل من البرنامجين مجتمعين على أكثر من 120 مليون مشاهدة على موقع يوتيوب فقط.
ترى هل سيكون باسم يوسف سببًا في خلق جيل إعلامي ناقد ؟ أم سيفتقر العالم العربي لأمثاله إن حاول البعض الحدّ من حرية التعبير؟
Please follow and like us:
