وسائل التواصل الاجتماعي: إعلام أم دردشة؟

في عصر المعلوماتية، ازدحمت وسائل التواصل الاجتماعي على الهواتف النقالة والحواسيب لتصبح أنيس كل جليس. ويقيناً منها بأهمية هذه الوسائل وقدرتها على التأثير والتغيير، قررت دبي، بالتعاون مع أهم الشركات مثل «داماك»، «Emirates NBD»، «إتصالات»، «جوجل»، «تويتر»، «يوتيوب»، «لينكد إن»، «وياهو»، أن تعقد قمة تحت عنوان “قمة رواد التواصل الاجتماعي العرب”. القمة رعاها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي يومي الثلاثاء والأربعاء 17- 18 مارس/ آذار من الشهر الجاري في المركز التجاري العالمي، حاملةً معها ثقافة تحاكي الجيل الجديد.
حظي جمهور القمة بفرصة التعرف على أبرز رواد وسائل التواصل الاجتماعي الذين أتوا من مختلف أنحاء العالم ليُلقوا الضوء على الفوائد الجمّة التي تعود إلى العالم من مجرد تواجد تلك الوسائل في كبسة زر. فأصبح لكل من كان له حساب على هذه الوسائل عالمه الخاص.
وفي هذا النقاش، شارك الرئيس التنفيذي لشركة 360 ومؤسس تي أف كي ماجد الصباح قصته الفريدة مع «سناب شات» في فقرة “دردشات” من القمة.
ماجد الصباح على مسرح القمة. تصوير آنجي شيا
دخل الصباح عالم ال «سناب شات» منذ سنة بهدف مراقبة ابنتيه وتتبع خطواتهما. لكن انتهى به المطاف بتعلقه في هذا التطبيق واكتشافه أهميته في نقل معلومات إيجابية خفيفة ومفيدة لمتابعيه. فيوماً بعد يوم، لفت انتباهه “رداءة المحتوى الذي ينشره بعض الناس على صفحاتهم”. فأضحى “يحسب نفسه مسؤولاً عن تثقيف وترفيه متابعيه” لإدراكه أن ” الشعب العربي شعب كسول لا يقرأ ويحب أن يلقن المعلومات مختصرة من دون استغراق الوقت في الحصول عليها”.
لم يكن الصباح وحده يعي أهمية وسائل التواصل الاجتماعي، بل المغامر المصري ومؤسس وايلد جيونابانا عمر سمرة شارك أجمل لحظات حياته عندما تسلق أعلى القمم في جميع أرجاء العالم مع متابعيه على «فيسبوك»، «تويتر»، «يوتيوب»، «وإنستجرام». وبهذه الطريقة، أفاد واستفاد بنقله معلوماتٍ دقيقة عن الأماكن التي تسلقها وإطلاع متابعيه على تفاصيل رحلته من خلال الصور.
وفي الحديث عن الصور، كان لصورة فستان كاتلين قصةً مختلفة وصل صداها من سكتلندا إلى دبي. فأتت كاتلين من بلدها سكوتلندا إلى القمة يوم الثلاثاء كي تقطع الشك باليقين وتكشف حقيقة الفستان للناس. أبيض وذهبي؟ أم أسود وأزرق؟ أجابتني كاتلين:” أسود وأزرق”. وعندما سألتها عن قصة الفستان أجابت: “كنت في زفاف صديقتي، وهذا كان فستان أمِها. ثم بدأ فجأةً الشجار حول لون الفستان الحقيقي، ما استدعى فضولي ودفعني إلى تحميله على صفحتي في تمبلر”. مضيفةً: “لم تتوقع ردة فعل الناس وانتشار الفستان كظاهرة يصعب فهمها في يوم وليلة”. بذلك، نفت كاتلين جميع الفرضيات التي ربطت لون الفستان بتحليل شخصيات الناس.
كايتلين على مسرح القمة. تصوير آنجي شيا
كان أيضاً لمصممات الأزياء حصةً في القمة، حيث حضر عدد من مشاهير «إنستجرام» للمشاركة في الحدث كمصممة الأزياء الكويتية إيمان فلامرزي التي تعتقد أن “الناس يتسرعون في الحكم على الأخرين من خلال صورهم التي يضعوها على صفحاتهم”. هذا ما صرحته عندما سألتها عن تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على حياتنا. وأكدت “أن ال إنستجرام غيّر حياتي تماماً وأطلعني على العالم”.
أما الفنانة الإماراتية أحلام فأضافت في “دردشتها” “تجرِبتَها” الخاصة مع وسائل التواصل الاجتماعي وصفحاتها التي وصفتها ب”مملكتها التي أصبح من خلالها متابعوها جزءًا من حياتها”. وأشارت إلى أن وسائل التواصل “عالم كبير قرب الدول العربية ودول مجلس التعاون الخليجي”. وشاركت مع الجمهور تجربتها مع وسائل التواصل التي خولتها جذب أكثر من 75 ألف مشاهد في إحدى حفلاتها، كما قالت.
وفي “دردشة” عميد كلية محمد بن راشد للإعلام في الجامعة الأمريكية في دبي علي جابر إعتبر أن “الإعلام الحقيقي هو الإعلام التقليدي، ووسائل التواصل الاجتماعي ليست إعلاماً بل دردشة وتقوية صداقة فقط”. ثم سلط الضوء على عملية الإعلام التي “تبدأ بالبحث عن الفكرة وثم التحقق من الحقائق لنشر الخبر”، معتبراً أن وسائل التواصل الاجتماعي “تفتقر إلى هذه العملية المكثفة المهمة التي تشمل الصحافي ورئيسَه حتى تنته بمقال مدقق موثوق به”. لكن، من جهة أخرى، محتويات وسائل التواصل الاجتماعي “تحتاج إلى تدقيق”. كما أكد أن “التلفاز هو الوسيلة الإعلامية المفضلة لدى 330 مليون عربي، وأن حوالي 1400 تلفاز يكمن في بيوت العرب من موريتانيا إلى عمان”. ومن هذه الاحصاءات، توصل إلى نتيجة أنه ” هناك اعتماد كبير على التلفاز في البيت العربي”. ثم انتقل إلى موضوع اعتماد وسائل التواصل الاجتماعي على التلفاز، حيث قال إن “جزءاً أساسياً من الدردشة تدور حول ما يحدث في التلفاز”. وأثبت نقطته ببرنامج “Arabs Got Talent” الذي” يستخدم فيه القائمون على البرنامج موقع «تويتر» لجذب أصحاب وسائل التواصل الاجتماعي إلى التلفاز”. واستنتج أن “التلفاز يتأقلم بطريقة مرنة مع وسائل التواصل الاجتماعي” خاتماً حديثه ب” شاء من شاء وأبى من أبى، التلفاز سيبقى”.
بالرغم من إقبال الناس الهائل على مواقع التواصل الاجتماعي، إلا أنه كان لعلي مؤيدون. فالناشط في مجال التواصل الاجتماعي حكمت البعيني أكد أن “وسائل التواصل الاجتماعي كلها تعتمد على الكلمة المدونة. لذا الجرائد والمجلات وغيرها لا تعتبر وسائل تقليدية أو قديمة. فلا يمكننا أن نتطور في التواصل الاجتماعي دون التلفاز والراديو وغيرها.”
Please follow and like us: