وباء “كوفيد-19” يضرب الشركات ويزيد البطالة

تصوير أناستازيا تشيبينسكا على موقع. “Unsplash”

مع استمرار انتشار فايروس كورونا المستجد بسرعة في جميع أنحاء العالم، طلبت العديد من الشركات من موظّفيها العمل من المنزل، بينما اضطرت شركات أخرى إلى إيقاف عملياتها الإنتاجية مؤقتًا على الأقل. وكان الموظفون الذين يعملون في المجالات التي تتطلب تفاعلًا بشريًا من أكثر المتضررين، إمّا بفقدانهم وظائفهم أوبالاقتطاع الكبير لأجورهم.

“لم أعد أعمل في مناوباتٍ في مكتبة الجامعة، لذلك انقطع دخلي -رغم  قلّته- نهائياَ”. هذا ما قالته ياسمين نقّاش (20 عاماً) عبر الرسائل النصّية. وأضافت نقّاش: “اعتدت على أن أكون مستقلّة مادّياً، ولكن الآن عليّ أن أعود إلى الاعتماد على والداي للحصول على المال”.

بالنسبة للشباب والطلّاب، أصبح كورونا عائقاً بينهم وبين هدفهم للحصول على المال لأنفسهم، وتحقيق ما يشبه الاستقلال المادّي، فيقول علي أمين (18 عاماً) عبر الرسائل النصّية: “قبل اندلاع “كوفيد-19” بوقتٍ قصير، كنّا -أنا وبعض الناس- نرفع أقدامنا عن الأرض من خلال العمل المستقل، وصنع عددٍ من المنتجات الأصليّة للسنة القادمة”، ويكمل أمين “لكن سُحقت جميع مخططاتنا وزبائننا. واستثمرنا أموالنا الشخصية في خدماتنا المستقبلية، لكن أرباحنا المستهدفة لهذا العام قد تأثرت بشكل كبير، هذا إن لم تختف تمامًا”.

وفي بعض الأسر، يتم توليد الدخل من قبل مختلف أفراد الأسرة، وهذا يجعل الأمر أسهل عندما يتعامل المرء مع التخفيض المالي، فتقول شهد علي (21 عاماً) عبر الرسائل النصيّة: “فقدت أختي عملها، وخُفّض راتب أختي الثانية بنسبة 25%. نساهم جميعاً مادياً لإبقاء أسرتنا على قيد الحياة. لذا، فإنّنا في ضائقة ماديّة حالياً”.

وتقول حنان كيّالي (19 عاماً) عبر الرسائل النصيّة: “كل ما تفعله عائلتي هو الأكل فقط؛ لذلك رحلات التسوّق التي كانت تكلّف 600 درهم أسبوعياً، أصبحت تكلّف 1300 درهم”. ولأنّ والدا كيّالي يعملان من المنزل الآن، زاد استهلاك أسرتها للأجهزة الإلكترونية سواءاً للعمل أو للتعلّم، حيث تقول: “فاتورة الكهرباء زادت الآن ثلاثة أضعاف عن ما اعتدنا دفعه سابقاً”.

وقدّر تقرير نشرته منظّمة العمل الدوليّة أن يفقد “في الحدّ الأدنى” 5.6 مليون شخص، و”الحدّ الأعلى” 24.7 مليون شخص وظائفهم عالمياً بسبب الفايروس. ومقارنتاً بالأزمة الماليّة العالميّة في 2008، يبدو بأنّ “كوفيد-19” سيؤثّر على عددٍ أكبر من الناس.

في الولايات المتحدة، بدأ ملايين الأشخاص في التقدم بطلبٍ للحصول على حالة البطالة بسبب الفيروس. في الأسبوع الأول فقط من أبريل، كانت هناك 6.6 مليون طلب إضافي للحصول على حالة عطول عن العمل، ليصل إجمالي هذه الطلبات إلى 17 مليون تقريبًا وفقًا لوزارة العمل الأمريكية.

ويقول المدير العام لشركة “ماكس إيفينتس” برونو بريتو في مكالمة هاتفيّة: “خسرنا 2.5-3 مليون درهم في شهرٍ واحدٍ فقط”. ونظراً لتقييد التجمّعات والأماكن المزدحمة، تلقّت الأعمال التجاريّة التي تعتمد على إقامة المناسبات ضربة قويّة بسبب مسارعة الناس إلى إلغاء حجوزاتهم المسبقة. لهذا، كان على الشركات أن تكون مبدعة في تنظيم حفلاتها ومناسباتها على الانترنت كحل بديل، حيث يقول بريتو “لقد توصّلنا إلى إقامة مسابقة غنائيّة مجّانيّة بعنوان (ابقى في المنزل)، وهي مفتوحة لجميع المقيمين في الإمارات”. ويضيف برونتو: “نقدّم جوائزنقدية للفائزين، ولكن المسابقة التالية لن تكون مجّانية”.

أمّا بالنسبة لصناعة البناء والتشييد، فيقول مدير المشاريع الأوّل في شركة “نخيل” للتطوير العقاري مصطفى الفقير: “كل هذا يتوقف على من هو عميلنا. أنهينا بعض مشاريعنا، بينما تمّ تعليق البعض الآخر أو تأجيله”.

كما تلقت شركات البناء صدمة عندما أٌغلقت المناطق المزدحمة بعمّال البناء. وظهر هذا كتحدٍ للشركات التي تعتمد بشدة على هؤلاء العمال للحفاظ على تقدّم مشاريعها، حيث يقول الفقير “يجب على (العمّال) الآن الحصول على إذنٍ من الحكومة يفصّلون فيه إلى أين سيذهبون، حيث يتمّ الاتّفاق على الطرق التي سيسيرون بها لعملهم”. ويضيف الفقير أنّ “هذا تسبّب في نقصٍ في أعداد العمّال، ولكن ارتفاعٍ في تكاليف التنقّل في ظلّ عدم السماح للباصات بحمل عددٍ مزدحمٍ من الناس، ووجوب اتّباعها الاحتياطات المتعلّقة بالتباعد الاجتماعي”.

لم يصدر تقرير عن عدد حالات التسريح من العمل في الإمارات العربية المتحدة، لكن الحكومة أطلقت مبادرة جديدة بعنوان “سوق العمل المرئي” في 12 أبريل، تهدف إلى توفير فرص للباحثين عن عمل، ومكافحة البطالة. كما أعلنت الحكومة عن تمديد الإقامات لجميع سكانها حتى نهاية عام 2020. والأفراد الذين كان لديهم في السابق شهر واحد للعثور على وظيفة جديدة قبل انتهاء صلاحية إقامتهم، لديهم الآن المزيد من الوقت للحصول على فرصة جديدة دون خطر العودة إلى الوطن .

ترجمة: حلا حلج طالب

Please follow and like us:

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Social media & sharing icons powered by UltimatelySocial
EMAIL
Facebook
INSTAGRAM