هل يجب أن يُحظر التدخين داخل حرم الجامعة الأمريكية في دبي؟

"إشارة منطقة التدخين في إحدى مناطق التدخين في الجامعة الأمريكية بدي في 4 آذار(مارس) 2020. ميس عثمان".

حظرت كل من إمارتي أبو ظبي ودبي مؤخراً النرجيلة من المقاهي في مدينتيهما خلال الأسبوعين المقبلين كإجراء احترازي لمكافحة فيروس كورونا. ولتوضيح أحد الأسباب وراء هذا الحظر، فعادةً ما تُشارك النرجيلة بين عدّة أشخاص، وقد يشكّل هذا خطراً لتكثيف انتشار الفيروس، حيث من المتعارف عليه أن فيروس كورونا المستجد يدخل ويؤثّر على الرئتين من خلال التسبب بالإلتهاب الرئوي عند المرضى.

ومع ذلك، على غرار مشاركة النرجيلة في المقاهي، فإن المناطق المخصصة للتدخين في الجامعات لا تسمح فقط بتدخين السجائر، إنما أيضاً تسمح بمشاركة السجائر الإلكترونية وأنابيب المدواخ بين الناس داخل الحرم الجامعي. الأمر الذي يجعل من هذه الأماكن الاجتماعية، حيث تجتمع الحشود، مساحات ذات خطورة عالية لانتشار فيروس كورونا.

هذا هو أحد الأسباب الرئيسية التي تجعلني أعتقد بأنه من الواجب إزالة مناطق التدخين في الجامعة الأمريكية في دبي فور عودة الطلاب إلى الجامعة في أوائل نيسان (أبريل). وفي الواقع، أظن أن إزالة هذه المناطق يستلزم أن يكون إحدى الإجراءات الوقائية الأولى التي تتخذها الجامعة لضمان سلامة وصحة الحرم الجامعي.

سبب آخر، هو أن هذه المناطق تسهّل بشكل كبير العادة غير الصحية للتدخين بين الكثير من الشباب. ومن المتعارف عليه أن التدخين يُضعّف بشكل عام قدرة الرئتين على محاربة الالتهاب الرئوي الناتج عن الفيروس. بمعنىً آخر، حتى لو كان المريض أصغر سنّاً ويتمتّع بجهاز مناعة قوي، إذا كان مدخّناً، فقد يكون محاربة الفيروس أكثر صعوبةً مما هو عليه في حالة مريض شاب وغير مدخّن.

 باختصار، لن تؤدّي إزالة مناطق التدخين في الحرم الجامعي إلى مجرّد الحد من خطر انتشار الفيروس في الوقت الحالي، بل يمكن أيضاً أن تعزز توفّر حرماً صحياً على المدى الطويل إذا تمّت إزالة هذه المناطق بشكل دائم.

وليد العتيبي، طالب أردني عمره 24 عاماً، هو مدخّن ويعارض هذه الفكرة ويجد أن فوائد مناطق التدخين الخاصة ب الجامعة الأمريكية في دبي تفوق السلبيات.

“أنت تتعاملين مع البالغين، الذين تتراوح أعمارهم ما بين 18 و20 عاماً، وقد يكون بعضهم أكبر من ذلك، لذا لا يمكنك إخبارهم بما يجب عليهم فعله وما لا يجب فعله” قال العتيبي في مقابلة. “مناطق التدخين هي حلول لمشكلة. يحافظون على نظافة الحرم الجامعي عن طريق وجود مناطق مركّزة معينة حيث يمكن تنظيف براعم الشجائر والرماد بسهولة”.

يضيف العتيبي بأنه من أحد الطلاب الذين دافعوا عن إضافة منطقة للتدخين في الأماكن المغلقة كحماية للطلاب من حرارة الصيف في دبي منذ سبع سنوات. ويعتقد أنه لا يجب إغلاق مناطق التدخين لأن الطلاب يدخنون في أي حال ويمكنهم حتى تدخين السجائر الإلكترونية في الصفوف الدراسية والحمامات دون أن يتم الكشف عنهم.

بشكل عام، تُعتبر مناطق التدخين مثلما المقاهي، إعدادات اجتماعية حيث الكثير من الطلاب الذين تربطني بهم علاقة شخصية، يتغيّبون عن الحصص للتجمّع مع أصدقائهم للعب الورق، وشرب مشروبات الطاقة، والتدخين غير المتقاطع. وبالتالي، أعتقد أن إزالة مناطق التدخين ستقلل من هذه العادات داخل الحرم الجامعي، وستساعد الجامعة الأمريكية في دبي على الوصول إلى حرم جامعي أكثر صحة، ليس فقط في ضوء تفشي فيروس كورونا ولكن أيضاً على المدى الطويل.

إعداد: ميس عثمان

ترجمة: إليسا جرداق

Please follow and like us:

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Social media & sharing icons powered by UltimatelySocial
EMAIL
Facebook
INSTAGRAM