هل مواجهة القصف بالضحك هو الحل الأمثل للتغلب على الخوف؟

Credits to @omar.aljbain

ما القصة؟

بعدما انتشر تسجيل مصور على مواقع التواصل الاجتماعي، يظهر فيه أب سوري يحاول تهدئة روع ابنته لمواجهة القصف وذلك من خلال “السخرية”. اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي، لتحدث موجة من الجدل بين الناس، حيث انقسمت الآراء بين مؤيدين ومعارضين لطريقة الأب في تعامله مع ابنته لتغلب خوفها.

في محافظة إدلب شمال شرق سوريا، أتت فكرة الأب بتشبيه القصف بالألعاب النارية، عندما جاءت قذيفة قرب بيت الأسرة ذات مرة، فبادرت الطفلة شعورها بالخوف لكن الأب تلاشى الأمر عندما أمر أطفال الحارة بإشعال الألعاب النارية لتعطي الصوت نفسه وبذلك تدرك الطفلة أنّ الأمر مجرد لعبة لا غير. وانشهرت العائلة، عندما انتشر مقطع فيديو الأب وهو يصور ويقول لإبنته “في طيارة ولاهاي قذيفة؟”، وترد ابنته قائلة: “هاي قذيفة وبس تيجي بنضحك”. فاستطاع الأب أن يقاسم ابنته لحظات من الضحك بإقناعها أنّ القصف مجرد “ألعاب نارية” تثير الضحك وليس الخوف.

هل هي الطريقة الأفضل؟

من وجهة نظري، الحروب لها تأثير كبير على نفسية الطفل لأنّ الأطفال هم ضحية هذه الحروب البشعة حتى وإن لم تتم إصابتهم جسدياً، فالتأثير النفسي أقوى وأضر بكثير. لهذا أرى أنّ طريقة الأب هي الأمثل لمحاولة التخفيف على الطفل بأي سبل أو طرق سليمة. فالعيش بالوهم أحياناً، أفضل من معيشتهم تحت القصف والغارات بطريقة مباشرة، حتى لا تؤثر على مستقبلهم وحياتهم على المدى الطويل.

ولمعرفة المزيد عن إذا كانت هذه الطريقة هي الأفضل، يقول اختصاصي علم النفس في المركز الأمريكي النفسي والعصبي، الدكتور جنيد حسيم، “بعدما انتشر هذا الفيديو على السوشيال ميديا، سعدت كثيراً، لأنّه يلقي الضوء على طرق جديدة ومبتكرة من قبل أولياء الأمور، حتى يتمكن الطفل بعيش سلام داخلي”.

وأضاف، “ما قام به الأب هو ما نسميه ضبط النفس عند الشعور بالخوف، لأنّ الطفل تحدث معه أثار جانبية سلبية فور تأثرهم بالحروب والقصف فمثلاً، الخوف من النوم وحدهم لتجنب وقوع القصف مرة أخرى وهم وحيدين، التوتر، صدمة نفسية، اضطراب في النطق، وحزن واكتئاب. لهذا، ممارسة لعبة الضحك عند الانفجار، هي طريقة واحدة من الطرق العديدة التي يمكن على الأهالي ابتكارها”.

من فلسطين

ويجسد ما يحدث في فلسطين، خصوصاً في قطاع غزة، المعاناة الحقيقية للحرب على الأطفال. فمعظم القتلى هم من الأطفال، ومعظم الجرحى من الأطفال أيضاً، وما تبقى من الأطفال يواجه مشاكل نفسية بسبب تلك الحروب. والذي يتبقى من تلك الحروب بيوت مدمرة وآمال أطفال محطمة، حيث شاركنا المهندس الصناعي في شركة نافكو في دبي، وليد برزق (٢٤ سنة)، أثر القصف على حياته في غزة، في تسجيل صوتي قائلاً:

لبنان

وعلقت ناشطة الحقوق الإنسانية المستقلة والقائمة في دبي، مايا ميلان (٣٦ سنة) عن تجربتها الشخصية في الحرب الأهلية اللبنانية وتأثيرها على حياتها وحياة أطفالها، قائلة:

سوريا

بينما وجهت المسوقة في مركز إليت الطبي في أبوظبي، لارا إسماعيل (٢٦ سنة)، تحيتها للأب السوري في تعامله مع طفلته، حيث يدافع عن ضحكة كل طفل سوري رغم الآلام التي يواجهها الشعب من دمار وقصف وحرب وتأثيرها على حياتهم الاجتماعية.

إلى العراق

أما بالنسبة إلى طالبة إدارة الأعمال في جامعة الإمارات، رند الزبيدي (٢٠ سنة)، فتحدثت عن كيفية تأثير الحرب على شخصيتها بين الناس، حيث أصبحت تتفادى الأماكن المزدحمة لما لها من ذكريات شبيهة بأماكن القصف التي تعايشت معها وهي طفلة.

نرى اليوم في حياة كل شخص منّا مشاكل وصعوبات وأمور ممرنا بها في السابق، أحدثت ألم في نفوسنا. لكن الحرب هو من أشد أنواع تلك الآلام، حيث يشكل لنا بقعة سوداء مهما حاولنا إزالتها، سيكون هناك أثر. لهذا، أنا أرى أنّ الحل الأمثل هو العيش بالوهم، أو ما نسميه “الكذبة البيضاء” على أولادنا، حتى نتمكن من بناء مجتمع سليم خالي من المشاكل النفسية بالرغم من كل الحروب والأزمات التي نمر بها.

تحرير: كالين الحاج

Please follow and like us:

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Social media & sharing icons powered by UltimatelySocial
EMAIL
Facebook
INSTAGRAM