نور الدين اليوسف: “ماذا نريد من مواقع التواصل؟”

بين هاتف محمول وتلفاز، اختلاف ثقافات واختلاف مدارس، وبين مؤثري مواقع التواصل الاجتماعي والإعلام التقليدي، فجوة كبيرة لا يسدها إلا من عاصر الحقبتين.
هنا كان السؤال الأهم هل نجحت مواقع التواصل الاجتماعي في قلب الطاولة على الإعلام التقليدي الذي فقد ميزة السبق في الخير والمعلومة؟ لم يمسي كما كان عليه الحال قبل ربع قرن، حيث أصبح كل شخص قادراً أن يكون صحيفة أو قناة مرئية فردية، ويمثل تنافسية كبيرة من حيث عدد المتابعين، تماماً كالمذيع التلفزيوني نور الدين اليوسف، الذي استضافته كلية محمد بن راشد للإعلام الخميس الماضي، للحديث عما حالت إليه مواقع التواصل الاجتماعي، والإعلام التقليدي.
وبدأ الحوار الذي أدارته مديرة شؤون الطلاب والاتصال في أمريكية دبي، الأستاذة صوفي بطرس، عن الفرق بين كلمة مؤثر على مواقع التواصل الاجتماعي، وشخصية عامة، ومدوّن اجتماعي. وأفاد اليوسف أن أهم ما في الأمر أن نعلم ما نريد من هذه المواقع، حيث لا بد على المتابعين في مواقع التواصل الاجتماعي التفريق بين الواقعية وما يُصوّر بغرض “العرض” فقط بحسب ما وصف، وأضاف: “كل شيء نراه في الشاشة الصغيرة مزيف”.
ولكن ماذا عمن اتخذ مواقع التواصل الاجتماعي وسيلة لكسب الرزق من خلال الإعلانات المدفوعة، وهم يسمون أنفسهم بـ “المؤثرين”؟، عبرت أستاذة الإعلام الرقمي في قسم الإعلان في أمريكية دبي دينا فاعور، أن من يتحكم في محتوى على وسائل التواصل الاجتماعي هم المعلنون وليس المؤثرين، كما أفادت فاعور: “هم لا يؤثرون عليكم، هم يؤثرون على العلامات التجارية الذي يسوقون لها”.
وصرح لنا اليوسف عن دخوله في مرحلة وصفها بـ” ديتوكس مواقع التواصل الاجتماعي“، حيث انقطع عن جميع التطبيقات كتويتر، وفيسبوك، وانستغرام، كما بدأ بأخذ العديد من الأدوية، وبعد أربعة أشهر قرر العودة لمواقع التواصل الاجتماعي، ولكن بحذر على حد تعبيره.
وأبدت لنا الطالبة ماريانا أبو حيدر رأياً معاكساً لرأي اليوسف، حيث أشارت إلى الدور الإيجابي الذي تلعبه مواقع التواصل الاجتماعي، فقالت إن العمل التوعوي، ومساعدة المرضى والمحتاجين جعلت من مواقع التواصل الاجتماعي “بيئة” إيجابية لنشر العادات الحسنة.
وفي سؤالنا عن المسمى الذي يحب أن يلقب به، إذا ما كان يرى نفسه كـ “مؤثر” أو “مذيع تلفزيوني”، أجاب اليوسف: “أنا أرى نفسي شخصية عامة والمسمى لا يعنيني، لأنه من خلال وجودي على مواقع التواصل الاجتماعي أسوق لعملي في التلفزيون”.
ومن الجدير بالذكر أنه في العام ٢٠١٨ بلغ عدد مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي 3.196 مليار شخص، أي بزيادة 13٪ عن العام ٢٠١٧ حسب ما ورد في التقرير السنوي الذي رصده موقعي “وي ار سوشيال” و”هوتسويت”.