نادية وردة إذ ترتحل بحثاً عن شغفها الملهم

هي إنسانة حالمة، حرة وطموحة، إنسانة مؤمنة “بقوة الآن”. تعيش حلمها في كل لحظة وكل يوم، هي الدكتورة نادية وردة.
نعرفها على أنها أستاذة الدراسات الإسلامية في الجامعة الأمريكية في دبي منذ سبع سنوات، ولكن ما لا يعرفه بعضهم عنها أنها إنسانة تعيش حلمها في كل لحظة وكل يوم، هي إنسانة لا تحب أي نوع من القيود، حيث وصفت نفسها بـ “الطائر الحر”. تبدأ يومها على البحر قبل أن تأتي إلى الجامعة ، تستمتع بقهوتها هناك، وهي تصغي إلى أنغام الطيور.
هي عاشقة للسفر، تحب أن تكتشف، وأن تتعرف على بلاد جديدة دائماً، بلاد مختلفة عن البيئة الاجتماعية التي تعرفها والتي ترعرعت فيها، وبخاصة بلاد لا تفهم لغتها. فهناك تراقب الناس وتنظر إلى عاداتهم وتقاليدهم؛ فيلهمونها ويمنحونها خامة جميلة للكتابة.
هي متذوقة أنيقة الروح للشعر والأدب والموسيقى والجمال، كتبت كتابها الأول “إشكالية التراث في الفكر العربي المعاصر” الذي نشر عام 2015 وهو خلاصة البحث الذي أنجزته عبر رحلة دراساتها العليا لنيل الدكتوراه في جامعة مغيل في كندا، حيث أكدت أنّ أساتذتها في الجامعة هم من نصحوها وشجعوها على كتابته.
نقدها للثقافة العربية وهي صغيرة ولعادات وتقاليد معينة، وللمفهوم السائد للدين المختلط بالأساطير، هو ما دفعها للدخول إلى عالم الدراسات الإسلامية. فأسئلتها الكثيرة حول إشكالية التراث والتجديد في الخطاب الثقافي العربي المعاصر حرضتها على البحث في هذا الموضوع ودراسته لاحقاً.
ومواصلة لهذا الدرب، تكتب حالياً عن إعادة قراءة القرآن من خلال المنهج التي توصلت إليه في رحلتها العلمية، وتدرس من خلاله المفهوم الخاطيء لتأويلات الدين الإسلامي والقرآن. وتنتظر وردة بفارغ الصبر إنجاز هذا الكتاب، لأنه التحدي الأكبر بالنسبة لها على المستوى الأكاديمي. أيضاً، هي بصدد كتابة روايتها الأولى التي تتناول من خلالها كل ما مرّ في حياتها، بالإضافة إلى كل الأحداث التي مر بها عالمنا العربي.
تستعد الدكتورة ناديا وردة لتحدٍ جديد في حياتها، فبعدما علّمت وألهمت الكثير من طلبة الجامعة الأمريكية في دبي وتعلمت منهم كذلك، “شبعت روحها”، كما تقول، من هذا المكان وطلبت مكاناً آخر، فيه حرية وطبيعة أكثر. ففي آخر هذا الفصل الدراسي، ستترك وردة طلبة تعرّفوا من خلالها على التاريخ الإسلامي الأصيل، وستتوجه إلى كندا إلى جانب عائلتها ووالدتها، للتفرغ أكثر لمشروع الكتابة الذي يشبعها إنسانياً ولتحقق ذاتها كما تريد بمعزل عن أي قيد خارجي.
تنتظر وردة من هذه الحياة ما ينتظره كل أبناء الشعب العربي، أن ترى الوطن العربي واحداً، نعيش فيه كلنا في محبة وسلام. ولكن هذه الصورة الجميلة، كما قالت، ستبقى في خيالنا ولن تتحقق إلا من خلال أغاني فيروز ومارسيل خليفة وجوليا بطرس، وسنبقى نحلم بها إلى الأبد، كأنما تقول في سريرتها: “لسه الأغاني ممكنة”.