من يشجعهم؟
تعدّ الأسرة أحد العوامل الأساسية في تطوير مهارات أبنائها وصقل المواهب الكامنة داخلهم. الجدير بالذكر أن معظم العائلات العربية والشرقية تسعى وراء الألقاب والمسميات، وبالتالي قد تجبر أبناءها على دراسة ما لا يرغبون به مما يؤدي إلى انعدام الحس الإبداعي لديهم وتلاشي مواهبهم في شتى المجالات. كما يعتبر الاهتمام بالمواهب الفنية نوعًا من العار في بعض العائلات، إذ يتناقض مع مستواها الثقافي و يشكّل انتقاصًا من قيمتها الاجتماعيّة بشكلٍ أو بآخر.
وهذا ما يدعمه رأي المتخصصين في المجال التربوي. في مقابلة معه، أوضح الدكتور محمد يوسف أن نسبة الموهوبين من الأطفال منذ الولادة إلى السنة الخامسة تقارب 90%، حتى تصبح النسبة 2% فقط عندما يبلغ الأطفال السنة الثامنة. هذا ما يشير إلى أن سوء التربية الأسرية عامل أساسي في إجهاض المواهب مع أن الأسرة ليست قادرة على الحفاظ عليها فحسب بل على تطويرها أيضًا.
ولكن، ماهو السبب الرئيسي في الاعتماد الكلي على الأسرة في اكتشاف هذه المهارات وتنميتها؟ ببساطة، قلة المراكز والبرامج التربوية في معظم الدول العربية. وبالتالي، تقع هذه المهمة كاملة على عاتق الأسرة. و يختلف هذا تماماً عن ما نراه في معظم الدول الغربية، التي تضع ضمن أولويات ميزانيتها مبالغ معينة لتطوير مواهب الشباب في أي مجال كان.
شمة حمدان تعد مثالاً يعكس دور الأسرة الإيجابي في صقل مواهب الأبناء. شمة فتاة إماراتية، تلقت كل الدعم والتشجيع من أسرتها فشاركت في برنامج Arabs Got Talent و اكتسحت الساحة الغنائية الخليجية وعيّنت سفيرةً للطفولة.
في غياب الدعم المعنوي، يتعرض المجتمع إلى خسارة المواهب الشابة الفذة، والتي يمكن أن تسطر التاريخ كما فعلت موسيقى عبد الحليم و غيره من عباقرة الفن العربي و كما ترك العديدون من المبدعين العرب بصماتهم في مجالاتٍ أخرى.
Please follow and like us: